اسلام په لسمه پېړۍ کې: اوسنی او راتلونکی
الإسلام في القرن العشرين: حاضره ومستقبله
ژانرونه
وكأنما خشي من أنصار التبشير إعراضا عن المعونة فلام الذين ينصحون بالتحبب إلى الشرق من طريق التعليم والإحسان والتطبيب، وقال: إن الذهن الشرقي مطبوع على التفكير الديني «الثيولوجي» فهو لا يفهم الإصلاح على غير هذه القاعدة، وما لم يكن هنالك حافز ديني فالأمر عنده من الشواغل العرضية التي لا تستحق الجهد ومحاولة التبديل، وإنه لرأي في الحق جد عجيب؛ لأنه الرأي الذي ينقلب على صاحبه، ويقنع أنصار التبشير بضياع المسعى وخيبة الرجاء في كل تغيير يتوقف على تغيير العقيدة أو تغيير «الذهن» بما اشتمل عليه.
وأما لورنس براون: فمحاولته كلها متجهة إلى تكذيب القول بعقم المساعي التي تبذل في «تبشير المسلمين»، وهو لا ينكر أن المسلمين الذين يصبئون عن دينهم جد قليلين، ولكنه يرى أن المسألة هنا مسألة الطبقة لا مسألة العقيدة، وأن أبناء الطبقات الميسورة من المسلمين كأبناء هذه الطبقات في جميع الملل والنحل، قوم قد استقروا على عاداتهم الاجتماعية وعلاقاتهم العائلية، فلا مطمع في تحويلهم عن هذه العادات أو قطعهم لهذه العلاقات، ولكن المطمع كبير في الطبقات البائسة كما ظهر من نتائج التبشير بين الهنود المحرومين، كما ظهر في رأيه بين المتنصرين الهنود الذين يرجح انتماؤهم في الأصل إلى أجداد كانوا يدينون بنحلة من نحل الإسلام.
وقد ظهر باللغة الإنجليزية كتاب عن الإسلام والغرب، ثم ترجم إلى العربية باسم الإسلام في نظر الغرب، ونشر منذ شهور قليلة، وقام بترجمته الدكتور إسحق موسى الحسيني من فلسطين.
يقول الأستاذ «فيليب حتى»: إن الطرفين من المحافظين والمجددين يتباعدان، وبينهما جماعة وسطى «تواجه عملية اختيار دائم» يتيسر من المسائل الفنية والعلمية، ويتعسر في مسائل المجتمع ومشكلات المعيشة أو المشكلات الاقتصادية، ويقول: إن المتفرنجين من الترك قد غيروا لباس الرأس، ولكنهم لا يستطيعون أن يغيروا ما في داخل الرأس بمجرد لبس القبعة وخلع الطربوش، ويختم كلمته قائلا: إن الدول العربية ليست جزءا من آسيا، وعلى الغرب أن يقنع تلك الدول التي ترغب في توطيد التفاهم مع الغرب أنها تنتسب إلى تلك الثقافة، أي إلى الثقافة الغربية!
ويسهب الدكتور بايرد دودج المدير السابق للجامعة الأمريكية في إيراد الأمثلة من تفسيرات الشيخ محمد عبده على المطابقة بين الإسلام والعلم الحديث؛ ومن مسائل العلم الحديث التي أشار إليها: مسألة التطور والجراثيم، ومسائل الاقتصاد التي تتناول المعاملة بالربا وما إليها، ولكنه يقول: إن الناشئة تنبذ فرائض دينها «ويلوح لي أن هوليوود قد أثرت في الجيل الحاضر من المسلمين أكثر من تأثير مدارسهم الدينية.»
ثم يقول: «واليوم قد أصبحت القومية ذات الصبغة المادية عنصرا قويا في الفكر الإسلامي والمجتمع، وهذا يؤدي إلى مناهضة فكرة الوحدة الإسلامية أو الخلافة، وكون الإسلام أخوة منظمة - فالقومية قد حلت محل المظهر الديني للوحدة الإسلامية إلى حد كبير، وغني عن البيان أن الشبان المسلمين الذين لا يبالون بالإسلام باعتباره نظاما عظيما هم الذين يغلب عليهم اعتناق الشيوعية.»
وزبدة كل هذه الآراء، ما كان منها لمحض العلم أو ما كان منها منظورا فيه إلى التبشير والسياسة، أن الغربي مشغول بأمر الإسلام شغلان من يشعر بيقظته، ويترقب ما وراء هذه اليقظة، فلا يخرجها لحظة من حسابه، وأهم ما يهمه أن يعلم كيف يقف الإسلام غدا من مجاميع الأمم الغربية والشرقية، وكيف يكون مسلكه إذا التحمت المعسكرات ثم افترقت عن هزيمة هذا وانتصار ذاك.
ويقابل هذه النظرة، أو هذه النظرات من الغرب، نظرة أو نظرات مثلها من جانب المجموعة الأممية التي تسمى بالكتلة الشرقية، وتدل نظراتها جميعا على تناقض غير مطرد في وجهته. فيرحبون حينا بنشاط القوميات؛ لأنها تفرق بين المسلمين في البقاع المتقاربة، ويرحبون حينا آخر بنشاط الوحدة الإسلامية؛ لأنهم يخشون العصبية القومية، ولا ييأسون من تفسير الدين بما يوافق دعوتهم الاجتماعية.
وإذا صرفنا النظر عن «اهتمام البواعث» أو عن الشغلان الذي يبعث إليه حب المعرفة وحب الانتفاع بهذه المعرفة في توجيه السياسات وتقرير المواقف الدولية، فالحقيقة البينة أن الاهتمام شامل لجماهير الأقوام غير مقصور على معاهد العلم ومراجع السياسة، وإحدى ظواهر هذا الاهتمام شيوع الطبعات الشعبية من ترجمة القرآن الكريم، وأبلغ من دلالة هذا الشيوع أن يقول رجل من رجال الدين، وهو يقدم المختارات من آي القرآن، إنه إذا لم يكن كتابا فهو صوت قوي حي
Astrony Living Voice
ناپیژندل شوی مخ