209

التعريف بالإسلام

التعريف بالإسلام

ژانرونه

معالم من هجرة الرسول ﷺ إلى المدينة · اعتزمت قريش قتل النبي ﷺ، قال الله ﷿: (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك. ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين) (الأنفال/٣٠)، ولكن قريشًا فشلت في عزمها، ففي هذه الساعة الحرجة قال رسول الله ﷺ لعلي بن أبي طالب: نم على فراشي، وتسجّ - أي تغطّ - ببردي هذا الحضرمي الأخضر فنم فيه، فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم، ثم خرج الرسول ﷺ من بينهم - أي من بين الكفار الذين اجتمعوا ببابه وعلى رأسهم أبو جهل - سالمًا بإذن الله. · رتب رسول الله ﷺ وأبو بكر للهجرة، وأعدّا لها عدتها ووضعا لها خطتها، وانطلقا إلى غار ثور. · علف أبو بكر راحلتين كانتا عنده أربعة أشهر، ودفع بهما إلى الدليل - عبد الله بن أريقط- وكان على دين الكفار، وواعده غار ثور بعد ثلاث ليال بالراحلتين، وأما أسماء بنت أبي بكر - ذات النطاقين - فكانت تأتيهما بالطعام، وكان عبد الله بن أبي بكر يبيت عندهما ويعود قبيل الصبح، فيصبح مع قريش بمكة كبائت فيها، فيتسمع لهما الأخبار، وأما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر فكان يرعى غنمًا يريحها عليهما ساعة من العشاء، فيأخذان منها حاجتهما من اللبن، (البخاري، باب هجرة النبي ﷺ · انطلق الركب المبارك، رسول الله ﷺ وأبو بكر والدليل وعامر بن فهيرة، فأخذوا طريق السواحل، وكانت قريش قد رصدت جائزة لمن يدل على محمد أو يأتي به، فلحقهم سراقة بن مالك بن جُعشم، طمعًا في الجائزة فلما قرب منهم عثرت فرسه، ثم ساخت يداها في الأرض حتى بلغتا الركبتين، ورأى غبارًا ساطعًا إلى السماء مثل الدخان، فنادى بالأمان، فقال له الرسول ﷺ: أخف عنّا، وكتب له كتابًا بالأمان. ولقيا الزبير بن العوام قافلًا من تجارة بالشام فكساهما الزبير ثياب بياض. · كان المسلمون بالمدينة يغدون كل غداة إلى الحرّة، ينتظرون رسول الله ﷺ حتى يردّهم حرّ الظهيرة، فرآه يهودي فقال بأعلى صوته: يا معاشر العرب هذا جدّكم الذي تنتظرون، فصار المسلمون إلى السلاح، فتلقوا رسول الله ﷺ، وقيل إن عدد الذين استقبلوه خمسمائة من الأنصار، فأحاطوا بالرسول ﷺ وبأبي بكر، وأهل المدينة يتنادون: جاء نبي الله، جاء نبي الله ﷺ، وصعد الرجال والنساء فوق البيوت، وتفرق الغلمان في الطرق ينادون، يا محمد يا رسول الله، يا محمد يا رسول الله ﷺ، قال الصحابي البراء بن عازب: ما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله ﷺ. · كان وصول رسول الله ﷺ يوم الاثنين من شهر ربيع الأول، ولبث في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة، وأسس المسجد الذي أُسس على التقوى - مسجد قباء - وصلّى فيه، ثم ركب راحلته، فسار يمشي معه الناس حتى بركت عند مسجد رسول الله ﷺ، فقال: هذا إن شاء الله المنزل، ثم بناه رسول الله ﷺ مسجدًا.

1 / 209