أوزوريس! (صدى صوتها يرن في الكون، تتلقفه آذان الناس.) (تردد الأصوات في فرح وحماس): أوزوريس يعيش ... أوزوريس يعيش. (وتبدأ الأغنية من جديد):
أوزوريس يا حبيب إيزيس.
يا إله الخير، يا إله الحب، يا إله الطيبة.
غن يا وادي النيل.
أوزوريس ...
يا حبيب إيزيس ... (يسمع صوت أقدام الجنود تصطك بالأرض تجري هنا وهناك، وأصوات خناجر وسيوف تضرب الناس.) (هرج ومرج وصراخ وفزع، والناس تجري هاربة خائفة.) (يخلو المسرح تماما ويهدأ الجو بعد أن سيطر الجنود على الموقف. لا يسمع إلا صوت أقدام حديدية تدب فوق الأرض ببطء وثبات وقوة، وصوت البوق يعلن): يعيش الملك سيت، يا يعيش! (يردد الهتاف أصوات الجنود كاللحن العسكري الجنائزي): يعيش الملك «سيت» يا يعيش! يا يعيش!
المشهد الثالث (السوق المصري القديم، يظهر الفلاحون والفلاحات بملامحهم المصرية الصميمة، ملامح ضامرة حادة، وجوه نحيلة طويلة، ملابسهم قديمة بلون التراب، فقر وإرهاق فيه الكثير من التحدي اليائس، يتبادلون ما لديهم من محاصيل وطيور ويتاجرون فيما ينتجون. حنطة وشعير، وبط ودجاج وغير ذلك.) (فرقة من الجنود وعلى رأسها رئيس الجيش يجولون في السوق للحفاظ على الأمن والنظام، بعضهم ينهب ويخطف تحت ستار المحافظة على الأمن، عيون الناس وهي ترمقهم تنم عن الخوف والذعر.) (رئيس الجيش يرمق فتاة حسناء صغيرة تجلس إلى جوار أمها تبيع الدجاج، يرمق الفتاة بشهوة وشبق، يرى أنها تعلق في صدرها صورة الإلهة إيزيس، يشد الصورة من عنقها بقوة ويصيح غاضبا، الفتاة وأمها ترتعدان في ذعر.)
رئيس الجيش :
إيزيس! ...
أتعلقين في صدرك صورة الإلهة إيزيس؟ ألا تعلمين أن الإله الأعظم «رع» أمر بحرق صورها؟ ألا تعلمين أنه حطم جميع معابدها وتماثيلها؟ ألا تعلمين أن إيزيس ليست إلهة وأنها هي وأمها «نوت» ملعونتان في السماء والأرض، في الدنيا والآخرة؟ ألا تعلمين ما معنى أن تعلقي صورتها في صدرك؟ معناه أنك لا تؤمنين بالإله الأعظم «رع»، معناه أنك تشركين مع الإله الأعظم «رع» آلهة آخرين، معناه أنك تخرقين القانون الإلهي ولا تتبعين شريعة «رع». ألم تقرئي كتاب الإله «رع» المقدس، وفيه يقول إن المرأة لا مكان لها في السماء والأرض؟! فكيف بعد كل ذلك تعلقين صورة إيزيس فوق صدرك؟! كيف؟ كيف؟ انطقي! (رئيس الجيش يشد الصورة من عنقها ويدس يده في صدرها ويضغط على ثديها خلسة، الفتاة ترتعد في ذعر، والأم تتوسل إليه أن يترك ابنتها .)
ناپیژندل شوی مخ