اشتقاق اسماء نطقبه قرآن د سجستاني
كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة
ژانرونه
الناسخ والمنسوخ : أصل النسخ في اللغة هو النقل ، / يقال : نسخ الكتاب 87 ب أي نقل ما فيه إلى كتاب آخر ، فكأن المنسوخ من القرآن هو نقل حكمه من آية إلى آية ناقلة للحكم إلى نفسها ، وقيل : إنه على ضربين : منسوخ ومفسوخ ، فالمفسوخ ما كان عليه أهل الجاهلية ، مثل الجمع بين الأختين ، ونكاح نساء الآباء ، وغير ذلك مما نزل القرآن بتحريمه ونسخه ، فهذا هو مفسوخ ، ومنسوخ على جهة التخفيف ، مثل قوله : [اتقوا الله حق تقاته ] (¬1) هو منسوخ بقوله : [فاتقوا الله ما استطعتم ] (¬2) ، ومثله كثير 0 التأويل : اختلف الناس في معنى التأويل ، فقال قوم : هو التفسير بعينه ، وقال آخرون : بل هو غير التفسير ، وسئل ثعلب عن التأويل ، فحكى عن ابن الأعرابي (¬1) أنه قال : التأويل والتفسير بمعنى واحد ، وهو معرفة الحقائق ، وهو العين والحقيقة والعاقبة ، وقال من فرق بينهما : التفسير هو ما روي عن المفسرين ، وللتأويل معان لطيفة لا يعلمها إلا العلماء المتفقهون ، وتأويل كل شيء ما يبدو في آخر أمره ، وما يكون من عواقبه ، هكذا في اللغة ، وتأويل الرؤيا هو الشيء الذي تؤول إليه / وأنشد لحميد بن ثور (¬1) : " من الطويل " 88 أفقلت علي الله لا تذعرنها وقد أولت أن اللقاء قريب يصف ظبيتين مرتا به تيمن بهما ، فنهى صاحبه عن رميهما ، وقوله : أولت فسرت لنا بالعيافة ، وإنما مرتا به ، فزجرهما ، فصار عاقبة العيافة ، تدل على لقاء قريب ، والفرق بين التأويل والتفسير بين ، وهو أن يرى رجل رؤيا ، ويكون أعجميا ، لا يفصح ، فيجئ إلى معبر ، والمعبر فصيح اللسان عربي لا يفهم غيره ، فيترجم له مترجم ، فكلام الأول هو الرؤيا ، وكلام المترجم تفسير الرؤيا ، وكلام المعبر تأويل الرؤيا ، فصار بين كلام المعبر ، وكلام المترجم فرق ؛ لأن كلام المترجم هو التفسير ، وكلام المعبر هو التأويل ، والموئل الموضع الذي يأوي إليه صاحبه ، وهو الملجأ ، فيتحول من شيء يحذره إلى موضع يأمنه ، فكأن التأويل هو الشيء الذي يؤول إليه الإنسان من معنى التنزيل ، فيكون نجاة من الشك ، والشبهة ، والضلال ، فصار موئلا له وملجأ قد آل إليه عاقبة أمره وحقيقته ، والتأويل تفعيل من الأول ، يقال تأول تفعل في الأول ، كأن الناظر في الشيء /والمتأول له تعبير فيعرف حقيقته كيف كان أوله ، وإلى ما يؤول آخره ، قال88ب الله جل ذكره : [هل ينظرون إلا تأويله ] (¬1) أي أوله إلى ما خلق وعوده إلى مأمنه بدأ ، لأن العواقب تعود إلى الأوائل ، قال الله : [كما بدأكم تعودون ] (¬2) ، وقال : [كما بدأنا أول خلق نعيده ] (¬3) الآية 0
السورة : السورة همز ولا همز ، فمن همزها جعلها من أسأرت أي أفصلت فصلة ، ومجاز سورة مجاز قطعة من القرآن على حدة ، وفصلة منه ؛ لأنه جعلها من قولهم : أسأرت سورة أي أبقيت مما فضلت منه فضلة ، ومن لم يهمز جعلها من سور البناء ، أي منزلة بعد منزلة ، قال النابغة : " من الطويل "
مخ ۱۹۸