69

اشارات الهیه ته د اصولي بحثونو

الإشارات الإلهية إلي المباحث الأصولية

پوهندوی

محمد حسن محمد حسن إسماعيل

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

د خپرونکي ځای

بيروت - لبنان

ژانرونه

أحدهما: أن النبي ﷺ كان يتوقع تحويل القبلة، ويترقب ذلك من جهة السماء، والأحكام إنما تأتي من عند الله-﷿-فدل على أنه-﵊ كان يعتقد أنه-﷿-في جهة السماء. الوجه الثاني: أنه-﷿-رأى النبي ﷺ يقلب نظره إلى/ [٢٠ أ/م] السماء ينتظر الوحي من عند الله-﷿-ثم لم ينكر عليه، ولم يقل له: لست في السماء، فماذا تطلب من جهتها بل أقره على ذلك فصار في المسألة اعتقاد النبي ﵊، وإقرار الله-﷿-له على ذلك وناهيك به حجة. وأجاب الخصم بأنا لا نسلم أنه-﵊-كان في تقليب وجهه إلى السماء يعتقد أن الله-﷿-فيها، وإنما كان ينتظر الوحي من جهتها على لسان جبريل-﵇-لاعتياده ذلك منه. ولا يلزم من نزول جبريل بالوحي من جهة السماء أن يكون الله-﷿-فيها، وإلا للزم من صعود الملائكة بالأمر من الأرض أن يكون الله-﷿-فيها وأنه باطل. ﴿وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ﴾ [البقرة: ١٤٤] عام مطرد. ﴿وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمّا يَعْمَلُونَ﴾ (١٤٤) [البقرة: ١٤٤] فيه أنهم إنما أوتوا من قبل [العناد، لا من قبل] الخطأ في الاجتهاد، فلذلك لم يعذروا، بخلاف المخطئ في الأصول مع الاجتهاد حيث كان معذورا على رأي الجاحظ (١) والعنبري (٢)، ولا يلزمهما إقامة عذر اليهود والنصارى المتوغلين في البحار وراء القطب الشمالي [ونحوهم]. وقد دل على هذا التخصيص قوله-﷿: ﴿الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ (١٤٦) [البقرة: ١٤٦].

1 / 71