اسباح باندې مصباح
الإصباح على المصباح
ژانرونه
(وأما الدليل على أن الفاسق لا يسمى منافقاأن المنافق) كما يقوله الحسن البصري فهو وإن كان في الأصل اسما لمن يظهر أمرا ويبطن خلافه، مأخوذ من النافقا أحد جحرة اليربوع حيث كان يخفي أحد جانبيه ويظهر الآخر، فقد صار في الشرع يسمى به (من أبطن الكفر وأظهر الإسلام) ومعلوم أن الفاسق لا يكون كذلك، فإن أحدنا يعلم من نفسه أنه يقدم على المعصية مع إقراره بالله تعالى ووعيده، ومع الخوف الشديد، لكن يؤثر الشهوة ويؤمل العفو إن كان من أهل الإرجاء، ويسوف التوبة إن كان من أهل الوعيد.
وأيضا فلا خلاف في أن كل منافق كافر فكان يلزم أن يكون الفاسق كافرا بل كما نص الله على أن المنافق كافر، فقد نص الله على أنه من أشد الناس عقابا فقال تعالى: {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار}[النساء:145].
[شبهة]: قال: لو لم يكن في اعتقاده خلل، وكان مؤمنا بالله وبوعده ووعيده لما ارتكب الكبيرة، كما لو كان بين يديه نار مؤججة، وقال له من يقدر عليه إذا واقعت الكبيرة أوقعتك في هذه النار، وكذلك إذا علم في الجحر صرة دراهم وحية تهلك لسعتها فإنه لا يدخل يده للصرة والحال هذه.
والجواب: ما تقدم من أنا نعلم من حال الفاسق أنه لا خلل في اعتقاده حال إقدامه على المعصية وما ذكره من المثال ليس نظيرا للمسألة؛ لأن من وصف حاله يكون ملجئا إلى ترك المعصية والحال هذه، وليس هذا حال المكلف فإنه يجوز العفو والتوبة، ووزان مسألة الحية أن يكون معه ترياق يعلم أنه ينفع من اللسعة، أو يجوز أن الحية لا تلسعه، فإنه والحال هذه يدخل يده للصرة.
مخ ۱۰۴