اسباح باندې مصباح
الإصباح على المصباح
ژانرونه
(و) منها: (قوله تعالى: {إن الأبرار لفي نعيم، وإن الفجار لفي جحيم، يصلونها يوم الدين، وما هم عنها بغائبين}) [الانفطار:13- 16] فحكم بعدم غيبوبة الفجار عن النار، والفجار يطلق على الكفار والفساق، وقد ورد إطلاق الفاجر على الفاسق في السنة كثيرا (وهاتان الآياتان عامتان) كما ذكر، وحينئذ فإنهما (تدلان على دخول كل عاص النار، وعلى دخول كل فاسق وفاجر النار وخلودهم فيها)، ومثلهما قوله تعالى: {ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين}[الأعراف:40] فإنه تعالى حكم على الذين كذبوا بالآيات واستكبروا عنها بعدم دخول الجنة حتى يلج الجمل في ثقب الإبرة، وكما أن ولوجه فيه محال، فكذلك دخولهم الجنة محال، ثم قال تعالى: {وكذلك نجزي المجرمين} أي ومثل ذلك الجزاء المذكور نجزي كل من أجرم، ولا شك أن المجرم هو المذنب والفاسق مذنب قطعا، ومثله قوله تعالى: {إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون، لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون}[الزخرف:75] فإنه لم يكتف بذكر الخلود حتى أردفه بلا النافية للتفتير عنهم، وهي تقتضي العموم في جميع الأحوال إلى غير ذلك من الآيات التي يطول تعدادها كقوله: {إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيا}[طه: 74] {ونذر الظالمين فيها جثيا}[مريم:72] {ومن يفعل ذلك يلق أثاما، يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا}[الفرقان:69].
وأما السنة: فالأخبار مشحونة بالوعيد العظيم على من سرق وزنا واغتاب وقتل النفس، ومنه: (ومن تحسى سما، ووجى نفسه بحديدة) إلى غير ذلك.
مخ ۹۵