اسباح باندې مصباح
الإصباح على المصباح
ژانرونه
والتحقيق: أن مثل هذا لا يقف على تحديد، فإن أحوال القراءة وطلب العلم يختلف، فمنهم من يستثمر ويستفيد بأيسر علاج، ومنهم من لا يتم له ذلك إلا بعد التعب والنصب، وكثرة مدارسة الكتب، وذلك لأن العلوم منح إلهية ومواهب اختصاصية.
(و) الثاني من الستة (الورع) ومعنى الورع: الكف عن المحرمات، والقيام بالفرائض الواجبات، واشتراطه مذهب الزيدية وجماهير العدلية وغيرهم.
قال الإمام يحيى: ولا يشترط حصول أعلى مراتب الكمال والورع والزهد، ولكن مقدار الغرض يحصل بمجانبة الكبائر، والتنزه عن الأمور المستسخفة، انتهى.
وقالت الحشوية: لا يشترط ذلك؛ لأنهم لا يشترطون إلا التغلب على الأمر، لنا قوله تعالى: {ولا ينال عهدي الظالمين}[البقرة: 124] فإن المراد بالعهد الإمامة على ما يقضي به سياق الآية. قال جار الله عند تفسير قوله تعالى: {ولا ينال عهدي الظالمين}[البقرة: 124]: أن من كان ظالما في ذريتك لا يناله استخلافي وعهدي إليه بالإمامة، وإنما ينال من كان عادلا بريئا من الظلم...إلخ ما قاله، وقد استدل على ذلك بالإجماع أيضا من الصحابة.
(و) الثالث (الفضل) ولا خلاف فيه، فإن الصحابة فزعوا يوم السقيفة إلى ذكر المناقب والمفاخر، فعد الأنصار فضائلهم، وحاجهم أبو بكر بتقرير امتياز المهاجرين بالفضل، واختلف ماذا أريد بالفضل، فقال (ص) بالله: ليس بشرط زائد، بل المرجع به إلى جمع الشرائط التي للإمام التي هي العلم والورع، والسخاء والشجاعة، والقوة على تدبير الأمور وسياسة الجمهور، وهو اختيار غيره أيضا -عليه السلام- فلا ينبغي أن يعد شرطا مستقلا، وقيل: المرجع به إلى الصلاح في الدين والعفة، فيكون معناه معنى الورع.
مخ ۱۴۲