الاصابة فې تمييز الصحابة

ابن حجر العسقلاني d. 852 AH
9

الاصابة فې تمييز الصحابة

الاصابة في تمييز الصحابة

پوهندوی

عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۱۵ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

بم يعرف الصّحابيّ؟ يعرف الصّحابيّ بأحد الأدلّة التّالية: أولا: التّواتر، وهو رواية جمع عن جمع يستحيل عادة تواطؤهم على الكذب، وذلك كأبي بكر وعمر وعثمان وعليّ وبقيّة العشرة المبشّرين بالجنّة- ﵃. ثانيا: الشّهرة أو الاستفاضة القاصرة عن حد التواتر كما في أمر ضمام بن ثعلبة، وعكاشة بن محصن. ثالثا: أن يروى عن آحاد الصّحابة أنه صحابي كما في حممة بن أبي أحممة الدّوسيّ الّذي مات ب «أصبهان» مبطونا فشهد له أبو موسى الأشعريّ أنه سمع النّبي ﷺ حكم له بالشهادة، هكذا ذكره أبو نعيم في «تاريخ أصبهان» . رابعا: أن يخبر أحد التّابعين بأنه صحابي بناء على قبول التّزكية من واحد عدل وهو الرّاجح. خامسا: أن يخبر هو عن نفسه بأنه صحابيّ بعد ثبوت عدالته ومعاصرته، فإنه بعد ذلك لا يقبل ادّعاؤه بأنه رأى النبي ﷺ أو سمعه، لقوله ﷺ في الحديث الصحيح: «أرأيتكم ليلتكم هذه، فإنّه على رأس مائة سنة منه لا يبقى أحد ممّن على ظهر الأرض ...» [(١)] . يريد بهذا انخرام ذلك القرن، وقد قال النبي ﷺ ذلك في سنة وفاته، ومن هذا المأخذ لم يقبل الأئمّة قول من ادّعى الصّحبة بعد الغاية المذكورة. وقد ذكر الحافظ ابن حجر في «الإصابة» - هنا- ضابطا يستفاد منه معرفة جمع كثير من الصّحابة يكتفى فيهم بوصف يتضمّن أنهم صحابة، وهو مأخوذ من ثلاثة آثار: أحدها: أنهم كانوا لا يؤمّرون في المغازي إلا الصّحابة، فمن تتبّع الأخبار الواردة من الرّدة والفتوح وجد من ذلك الكثير.

[(١)] أخرجه البخاري في الصحيح ١/ ٢٣٥ كتاب مواقيت الصلاة باب ذكر العشاء والعتمة حديث رقم ٥٦٤ ومسلم في الصحيح ٤/ ١٩٦٥ كتاب فضائل الصحابة (٤٤) باب قوله ﷺ لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم (٥٣) حديث رقم (٢١٧/ ٢٥٣٧) والترمذي في السنن ٤/ ٤٥١ كتاب الفتن (٣٤) باب (٦٤) حديث رقم ٢٢٥١- وأحمد في المسند ٢/ ٢٢١ والبيهقي في السنن ١/ ٤٥٣، ٩/ ٧ والبيهقي في دلائل النبوة ٦/ ٥٠٠ والحاكم في المستدرك ٢/ ٣٧ وذكره الهندي في كنز العمال حديث رقم ٣٨٣٤٤.

1 / 15