الاصابة فې تمييز الصحابة
الاصابة في تمييز الصحابة
پوهندوی
عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض
خپرندوی
دار الكتب العلمية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
۱۴۱۵ ه.ق
د خپرونکي ځای
بيروت
ژانرونه
ژوندليکونه او طبقات
الوطيس لحق بالجبل، فإذا سئل قال: عليّ أعلم ومعاوية أدسم، والجبل أسلم، وهذا من إفكهم وأباطيلهم، والثابت تاريخيا أنّ أبا هريرة- ﵁ اعتزل الفتنة وأقام بالمدينة ولم يبرحها.
٥- وزعموا أنه كان متشيّعا لبني أمية، ويأخذ من معاوية جعلا على وضع الأحاديث في ذمّ عليّ- ﵁ والتّاريخ الصّحيح يسجّل أن أبا هريرة روى من الأحاديث ما فيه الثّناء المستطاب على عليّ ﵁ وآل البيت.
ذكر أحمد في مسندة طرفا منها، وقصته مع مروان حين أرادوا دفن الحسن مع رسول اللَّه ﷺ شاهد عدل على مبلغ حبه لآل البيت [(١)] .
ثم أين هي تلك الأحاديث الّتي وضعها أبو هريرة في ذمّ علي- ﵁ ومن رواها من الثّقات إنها لا وجود لها إلّا في أدمغتهم وخيالاتهم.
إن الّذي تقرءوه عن أبي هريرة- ﵁ في الصّحيح عن رسول اللَّه ﷺ ليس هو الإزراء على أمير المؤمنين عليّ كرم اللَّه وجهه، وإنما هو الإشارة إلى ما سيكون من بعض حكّام الأمويين من ظلم.
ومن تلك الأحاديث:
«هلاك أمّتي على يدي غلمة من قريش» [(٢)]
فقال مروان: غلمة قال أبو هريرة: إن شئت أن أسميهم بني فلان وبني فلان» .
«يهلك النّاس هذا الحيّ من قريش»، قالوا فما تأمرنا؟ قال: «لو أنّ النّاس اعتزلوهم» [(٣)] .
وفي هذا وذاك تعريض ظاهر ببعض أمراء بني أميّة، وتحريض على اعتزالهم، وممّا كان يدعو به كما في الصحيح: «اللَّهمّ إنّي أعوذ بك من رأس الستّين وإمارة الصّبيان» .
وقد استجاب اللَّه دعاء أبي هريرة فمات سنة ثمان وخمسين، ولم يدرك سنة ستين التي تولى فيها يزيد، وكان منه ما كان.
[(١)] ذكر القصة ابن كثير في تاريخه ٨/ ١٠٨. [(٢)] أخرجه البخاري في الصحيح ٩/ ٨٥ كتاب الفتن باب قول النبي ﷺ هلاك أمتي.. حديث رقم ٧٠٥٨ وأحمد في المسند ٢/ ٣٢٤- والحاكم في المستدرك ٤/ ٥٢٧ والبيهقي في دلائل النبوة ٦/ ٤٦٥ وذكره الهندي في كنز العمال حديث رقم ٣٠٨٩٩. [(٣)] أخرجه البخاري في الصحيح ٥/ ٤٦ كتاب المناقب باب علامات النبوة حديث رقم ٣٦٠٤ ومسلم في الصحيح ٤/ ٢٢٣٦ كتاب الفتن وأشراط الساعة (٥٢) باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (١٨) حديث رقم (٧٤/ ٢٩١٧) - وأحمد في المسند ٢/ ٣٠١ وذكره ابن كثير في البداية والنهاية ٦/ ٢٥٩ والهندي في كنز العمال حديث رقم ٣٠٨٣٣.
1 / 76