64

الاصابة فې تمييز الصحابة

الاصابة في تمييز الصحابة

پوهندوی

عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۱۵ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

وسند أبي هريرة في ذلك أحاديث رواها عن النّبي ﷺ منها: ١- «إذا لم تحلّوا حراما ولم تحرّموا حلالا، وأصبتم المعنى فلا بأس» [(١)] . ٢- «إذا حدّثتم عنّي بحديث يوافق الحقّ فخذوا به حدّثت به أو لم أحدّث» [(٢)] . ٣- «ما بلغكم عنّي من قول حسن لم أقله فأنا قلته» . والجواب عن ذلك: أن كثرة أحاديث أبي هريرة مع تأخّر إسلامه لا ترجع إلى ما زعموه، وإنّما ترجع إلى انقطاعه عن الدّنيا إلى مجالسه ﷺ وملازمته إياه سفرا وحضرا، وإلى دعاء النبي ﷺ له ألّا ينسى شيئا من حديثه، وإلى أنه عاش بعد وفاته ﷺ نحوا من خمسين عاما يأخذ عن الصحابة ما فاته من الأحاديث ثم يرويها للناس. وأما زعمهم أنه استجاز لنفسه أن يكذب على رسول اللَّه ﷺ في غير الحلال والحرام فباطل من وجوه: ١- أن أبا هريرة من رواة حديث: «من كذب عليّ متعمّدا فليتبوَّأ مقعده من النّار»، وثبت عنه أنه كان يذكره بين يدي ما يريد أن يرويه عن رسول اللَّه ﷺ في كثير من مجالسه. ٢- وأن الصّحابة قد أقرّوه على رواية الأحاديث، ورووها عنه، ومن هؤلاء: عمر، وعثمان، وعليّ، وطلحة، والزّبير، وزيد بن ثابت، وأبو أيّوب الأنصاري، وابن عباس، وعائشة، وجابر، وعبد اللَّه بن عمر، وأبي بن كعب وأبو موسى الأشعريّ [(٣)]، وهذا إجماع منهم على صدقه وأمانته. ٣- وأنّ الأحاديث التي رواها أبو هريرة وجد أكثرها عند غيره من الصّحابة. وأما الأحاديث التي نسبوها إلى أبي هريرة فنجيب عنها بما يلي: ١- الحديث الأول في الرّواية بالمعنى لا فيما زعموه من إباحة الكذب عليه ﷺ ولم يروه أبو هريرة بل رواه غيره. روى الحافظ الهيثميّ عن يعقوب بن عبد اللَّه بن سليمان بن أكيمة الليثي عن أبيه عن جدّه قال: أتينا النّبي ﷺ فقلنا له: بآبائنا وأمّهاتنا يا رسول اللَّه إنا نسمع منك الحديث، فلا

[(١)] أخرجه الطبراني في الكبير ٧/ ١١٧. وذكره الهيثمي في الزوائد ١/ ١٥٧. والهندي في كنز العمال حديث رقم ٢٩٢١٥، ٢٩٤٦٩. [(٢)] ذكره الهيثمي في الزوائد ١/ ١٥٥ وقال رواه البزار وفيه أشعث بن براز ولم أر من ذكره. [(٣)] راجع في ذلك مستدرك الحاكم ٣/ ٥١٣ وتاريخ ابن كثير ٨/ ١٠٨.

1 / 70