Irwa' al-Ghalil fi Takhrij Ahadith Manar al-Sabil

Naser al-Din al-Albani d. 1420 AH
66

Irwa' al-Ghalil fi Takhrij Ahadith Manar al-Sabil

إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل

خپرندوی

المكتب الإسلامي

د ایډیشن شمېره

الثانية ١٤٠٥ هـ

د چاپ کال

١٩٨٥م

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

رجلا جليدا، فكبر ورفع صوته بالتكبير. فما زال يكبر ويرفع صوته بالتكبير حتى استيقظ لصوته [١] النبى ﷺ، فلما استيقظ شكوا إليه الذى أصابهم، فقال: لا ضير أو لا يضر، ارتحلوا، فسار غير بعيد، ثم نزل، فدعا بالوضوء فتوضأ، ونودى بالصلاة، فصلى بالناس فلما انفتل من صلاته إذا هو برجل معتزل لم يصل مع القوم، قال: مامنعك يا فلان أن تصلى مع القوم؟ قال: اصابتنى جنابة ولا ماء، قال: عليك بالصعيد فإنه يكفيك، ثم سار النبى ﷺ فاشتكى إليه الناس من العطش فنزل فدعا فلانا، - كان يسميه أبو رجاء نسيه عوف - ودعا عليا فقال: اذهبا فابتغيا الماء، فانطلقا فلقيا امرأة بين مزادتين أو سطيحتين من ماء على بعير لها، فقالا: أين الماء؟ قالت: عهدى بالماء أمس هذه الساعة،ونفرنا خلوف، قالا لها: انطلقى إذن، قالت: إلى أين؟ قالا: إلى رسول الله ﷺ، قالت: الذى يقال له الصابىء؟ قالا: هو الذى تعنين. فانطلقا، فجاءا بها إلى النبى ﷺ، وحدثاه الحديث، قال: فاستنزلوها عن بعيرها، ودعا النبى ﷺ بإناء ففرغ فيه من أفواه المزادتين أو السطيحتين، وأوكى أفواهما، وأطلق الفرارتين [٢]، ونودى فى الناس: اسقوا واستقوا، فسقى من سقى، واستقى من شاء، وكان آخر ذاك أن أعطى الذى أصابته الجنابة إناء من ماء، وقال: اذهب فأفرغه عليك، وهى قائمة تنظر إلى ما يفعل بمائها، وأيم الله لقد أقلع عنها شنة [٣] ليخيل إلينا أنها أشد ملئة [٤] منها حين ابتدأ فيها، فقال النبى ﷺ: اجمعوا لها، فجمعوا لها من بين عجوة ودقيقة وسويقة، حتى جمعوا لها طعاما، فجعلوه فى ثوب وحملوها على بعيرها ووضعوا الثوب بين يديها، فقال لها: " تعلمين ما رزأنا من مائك شيئا، ولكن الله هو الذى أسقانا، فأتت أهلها وقد احتبست عنهم، قالوا: ما حبسك يا فلانة؟ قالت: العجب، لقينى رجلان فذهبا بى إلى هذا الرجل الذى يقال له الصابىء، ففعل كذا وكذا، فوالله إنه لأسحر الناس من بين هذه وهذه، أو قالت بأصبعيها الوسطى والسبابة فرفعتهما إلى السماء - تعنى السماء والأرض - أو إنه لرسول الله ﷺ حقا. فكان المسلمون

[تعليق مُعِدّ الكتاب للشاملة] [١] ﴿كذا فى الأصل، والصواب: استيقظ بصوته﴾ [٢] ﴿كذا فى الأصل، والصواب: العزالى﴾ [٣] ﴿كذا فى الأصل، والصواب: وإنه﴾ [٤] ﴿كذا فى الأصل، والصواب: ملأة﴾

1 / 73