... وإن قلت : اقتديت بسنة رسول الله المطهرة , قام في وجه دعواك الباطلة العاطلة ما في كتب السنة الصحيحة من مؤلفات أهل البيت وغيرهم , من النصوص المصرحة بالنهي عن سبهم , وعن أذية رسول الله صلى الله عليه و- صلى الله عليه وسلم - سلم بذلك , وأنهم خير القرون ، وأنهم من أهل الجنة ، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مات وهو راض عنهم ، وما في طي تلك الدفاتر الحديثية من ذكر مناقبهم الجمة , كجهادهم بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , وبيعهم نفوسهم وأموالهم من الله , ومفارقتهم للأهل والأوطان والأحباب والأخدان , طلبا للدين وفرارا من مساكنة الجاحدين , وكم يعد العاد من هذه المناقب التي لا يتسع لها سجلات , ومن نظر في كتب السير والحديث , عرف من ذلك ما لا يحيط به الحصر .
... وإن قلت أيها الساب لخيرة هذه الأمة من الأصحاب : إنك اقتديت بأئمة أهل البيت في هذه القضية الفظيعة , فقد حكينا لك في هذه الرسالة إجماعهم على خلاف ما أنت عليه من تلك الطرق .
... وإن قلت إنك اقتديت بعلماء الحديث , أو علماء المذاهب الأربعة , أو سائر المذاهب , فلتأتنا بواحد يقول بمثل مقالتك ! فهذ كتبهم قد ملأت الأرض , وأتباعهم على ظهر البسيطة أحياء , وقد اتفقت كلمة متقدميهم ومتأخريهم على أن من سب الصحابة مبتدع , وذهب بعضهم إلى فسقه , وبعضهم إلى كفره , كما حكى ذلك جماعة من علمائهم , منهم ابن حجر الهيتمي , فإنه ذكر في كتابه المعروف ( بالصواعق المحرقة ) أن كثيرا من الأئمة كفروا من سب الصحابة .
... وإن قلت أيها الساب : إنك قد اقتديت بفرقة من غلاة الإمامية , فنقول :
[ الروافض ]
صدقت , فإن فيهم فرقة مخذولة تصرح بسب أكابر الصحابة , وقد أجمع على تضليلهم جميع علماء الإسلام من أهل البيت وغيرهم , وهم الرافضة , الذين رويت الأحاديث في ذمهم .
مخ ۷