وكل من القسمين أحكامه(¬1) أبدي
فكفر اعتقاد حكمه السفك للدما
وسبي الذراري وانتهاب ذوي الجحد
في النهاية للعلامة ابن الأثير الجزري ما لفظه الكفر على أربعة أنحاء:
كفر إنكار، بأن لا يعرف الله تعالى أصلا ولا يعترف به.
وكفر جحود ككفر إبليس، يعرف الله بقلبه ولا يقر بلسانه.
وكفر عناد، وهو أن(¬2) يعرف الله بقلبه ويعترف بلسانه ولا يدين به،-حسدا وبغيا- (¬3) ككفر أبي جهل وأضرابه.
وكفر نفاق، وهو أن يعترف بلسانه ولا يعتقد بقلبه (¬4). انتهى.
ويأتي تحقيقه أنه يرجع إلى شيئين: كفر اعتقاد، وكفر عمل.
فكفر الاعتقاد قد أشرنا إلى حكمه، وهو سفك دم أصحابه، وسبي ذراريهم، ونهب أموالهم، وهؤلاء الذين بعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعوهم إلى التوحيد، ولا يكف عنهم هذه الأحكام ويعصمها إلا ما أشار إليه قولنا:
إلى أن يقروا بالشهادة للذي
له الخلق والأمر الإله الذي يهدي
وأن يشهدوا أن الرسول محمدا نبي أتى بالحق والنور والرشد
مخ ۱۳۵