ولما حقق لنا أحواله، ورأينا في الرسالة أقواله، وذكر لي أنه إنما عظم شأنه بوصول الأبيات التي وجهنا إليه، وأنه يتعين علنيا نقض ما قدمناه، وحل ما أبرمناه، وكانت أبياتنا هذه قد طارت كل مطار، وبلغت غالب الأقطار، وأتتنا فيها جوابات عن أهل مكة المشرفة، ومن البصرة، ومن غيرهما، إلا أنها جوابات خالية عن الإنصاف وبعضها كلام من غير معرفة لما أردناه، فجواب وصل من بندر المخا كله خصام، وذم لقائل النظام، وبيننا وبين الجميع يوم يقوم الناس لرب العالمين، وينتصف للمظلومين من الظالمين، ولما أخذ علينا الشيخ مربد ذلك، تعين علينا، لئلا نكون سببا في شيء من هذه الأمور، التي ارتكبها ابن عبد الوهاب المذكور، كتبت أبياتا وشرحتها وأكثرت من النقل عن ابن القيم وشيخه ابن تيمية، لأنهما عمدة الحنابلة، فقلت:
رجعت عن النظم الذي قلت في النجدي
فقد صح لي عنه خلاف الذي عندي
ظننت به خيرا وقلت عسى عسى
نجد ناصحا يهدي العباد ويستهدي
فقد خاب فيه الظن لاخاب نصحنا
وما كل ظن للحقائق لي مهدي
وقد جاءنا من أرضه الشيخ مربد
فحقق من أحواله كل ما يبدي
وقد جاء من تأليفه برسائل
يكفر أهل الأرض فيها على عمد
ولفق في تكفيرهم كل حجة
تراها كبيت العنكبوت لدى النقد
تجارى على إجرا دما كل مسلم
مصل مزك لا يحول عن العهد
وقد جاءنا عن ربنا في براءة ...
مخ ۱۱۱