315

وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (صاحب اليمين أمين على صاحب الشمال، فإذا عمل العبد حسنة كتبت له بعشرة أمثالها، وإذا عمل سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال: أمسك. فيمسك عنه سبع ساعات، فإن استغفر الله لم تكتب عليه وإن لم يستغفر الله كتبت عليه سيئة).(3) وعنه صلى الله عليه وآله وسلم (من رزق خمسة لم يحرم عليه خمسة: من رزق الشكر لم يحرم الزيادة، قال الله تعالى: {لئن شكرتم لأزيدنكم} وزيادته في الجنة، ومن رزق التوبة لم يحرم القبول قال الله تعالى: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده} ومن رزق الاستغفار لم يحرم المغفرة، قال الله تعالى: {ومن يعمل سوأ أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما} ومن يرزق الدعاء لم يحرم الإجابة قال تعالى: {ادعوني استجب لكم} ومن رزق الصبر لم يحرم الأجر قال تعالى: {إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب}(1).

وفي رواية أخرى (من أعطي ستا لم يحرم ستا، وفيها: من أعطى النفقة لم يحرم الخلف، قال تعالى: {وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه}(2).

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم (طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا)(3).

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم (ما أصر من أستغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة).(4)

وستجد فضائلها مذكورة في جميع المعارف، فلا يطول الكلام في هذه المعرفة مع قصد الاختصار والتسهيل للقارى ء مخافة الملل.

المعرفة الثالثة منها: بيان معناها وماهيتها

اعلم أن التوبة هي: الندم على ما مضى. كما بيناه في كتاب التكميل، وإن كان لابد من العزم، إذا ذكره فإنه لا يكون نادما وهو ذاكر لحال فعله في المستقبل إلا مع العزم ولكنه لا يدخل في ماهية التوبة، وسنبين أشتراطه إن شاء الله تعالى ؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (الندم توبة).(5)

وقال على عليه السلام: (من أذنب أو أخطا ثم ندم غفر الله له ذلك من قبل أن يستغفر بلسانه).

وعنه عليه السلام (من أخطا خطيئة أو أذنب ذنبا ثم ندم فهو كفارته).

وعنه عليه السلام ياعائشة إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن التوبة من الذنب الندم والاستغفار، فإن العبد إذا أستغفر الله من ذنب غفر له).

مخ ۳۲۲