297
تكملة لهذا الأصل، وتوطئة لما بعده

اعلم أيها الطالب للنجاة أن المكلف لا يمكنه الخلاص بمجرد ظواهر أفعال العبادات والقرب إلا بعد معرفة سبعة أمور، ثم العمل بحسب علمه بها، وهي أن يعرف ربه، ويعرف نفسه، ويعرف دنياه، ويعرف أعداءه، ويعرف نصحاءه، ويعرف داءه، ويعرف دواءه.

أما معرفة ربه:

فهي أن يعرفه إلها لا شريك له ولا ند، ولا مثل له ولا ضد، وانه لا بداية له ولانهاية، ولا أول له ولا آخر، ولا اتصال ولا انفصال، ولا حلول ولا مكان، قادر لا يعجز، عالم لا يجهل، حي لا يموت، عدل في قضيته، حكيم في أمر بريته.

هدى وأرشد، ووفق وسدد، وأنذر وأعذر، وبشر ووعد، وأوعد وزجر وتهدد، وشرع الشرائع، وافتطر البدائع، وقضى بالحق، وحكم بالصدق، وأرسل الرسل لبيان ما حرم وأحل، كل ذلك رحمة منه لعباده، ومبالغة في هدايته لهم وإرشاده، فله الصفات العلياء، والأسماء الحسنى

ويعرف ذلك كله بما ذكرناه من الأدلة في هذا الفصل المنطوي على المعارف التي شرحناها معرفة يقينية لا يداخله فيها شك ولا ريب.

مخ ۳۰۴