وجاء ملك الموت إلى مريم لقبض روحها، وقد خرج عيسي عليه السلام لبعض الحاجات، فقال: يا مريم أمرت بقبض روحك. قالت: دعني يأتيني قرة عيني عيسي، قال: ما لذلك من سبيل، فنامت وقبض روحها، فلما رجع عيسي عليه السلام قعد عند رأسها فظنها نائما إلى أن غربت الشمس فناداها، فأتاه جبريل وقال: تنادي الميت، إنها ميتة قال عيسي عليه السلام: واوحدتاه، واغربتاه، واصغر سناه).
قال تعالى:{ وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت}(1).
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (إذا أراد الله قبض عبد بأرض جعل له إليها حاجة، قال موسى لملك الموت: ما بالك تأخذ الواحدة من أمها وأبيها ؟ قال: ما أنا بأعلم بذلك منك، إنما أمرت بذلك).
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (يا بني هاشم أنا النذير، والموت المغير، والساعة الموعد).(2)
وعن على عليه السلام في قوله تعالى: {إنما نعد لهم عدا}(3)قال: هي الأنفاس، كم من نفس له في دار الدنيا).
وعنه عليه السلام (إن ملك الموت يعد أنفاسك، ويتبع آثارك فلو [كان]قد فني أجلك وانقطعت من الدنيا مدتك نزل بك ملك الموت، فلا يقبل بديلا، ولا يأخذ كفيلا).
ودخل أبو العتاهية على هارون الرشيد فقال له: عظني. فقال أبو العتاهية شعرا:
لا تأمن الموت في طرف ولا نفس ولو تمنعت بالحجاب والحرس
واعلم بأن سهام الموت قاصدة لكل مدرع منا ومترس
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها إن السفينة لا تجري على اليبس
ولآخر:
نعلل بالدواء إذا مرضنا وهل يشفي من الموت الدواء
ونختار الطبيب وهل طبيب يؤخر ما يقدمه القضاء
وما أنفاسنا إلا حساب وما حركاتنا إلا فناء ولداود الطائي:
مخ ۲۵۷