228

ارشاد

الإرشاد إلى نجاة العباد للعنسي

ژانرونه

تصوف

ومعلوم ضرورة أنهم يعلمون أن عليهم نقصا عظيما في ترك المعارضة مع التحدي ؛ لأن بعضهم كان يعارض بعضا في النظم والنثر بغير تحد، فكيف مع التحدي البليغ.

ومعلوم ضرورة أنه رام نقلهم من المألوف من أديانهم ورئاستهم، والافتخار بأنسابهم إلى نقائضها، وإلى أن يكون الرئاسة له عليهم.

ومن المعلوم ضرورة أنهم كانوا يأنفون من ذلك أشد الأنفة، ويلحقهم في ذلك أشد الحمية والتعصب، وكل ذلك يدعوهم إلى معارضته ضرورة لو قدروا على ذلك.

ومعلوم ضرورة أنهم لو عارضوا القرآن أو شيئا منه لأظهروا ذلك ونشروه، حتى يشتهر على حد اشتهار القرآن إن لم يزد على ذلك ؛ فإن اليد كانت لهم سنين كثيرة.

ومن المعلوم ضرورة أيضا أنهم لو وجدوا فيه تناقضا واختلافا، أو لحنا أو اختلالا لطعنوا فيه ولأظهروه، خصوصا مع سماعهم لقوله: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} (1)فإن ذلك أسهل عليهم من المحاربة، مع علمهم أن أمره يبطل بذلك، من دون التوفر على إهلاك النفوس والأموال، وكل ذلك يقتضي أنهم عجزوا عن المعارضة، فصح أنه معجز.

مخ ۲۳۲