218

ارشاد

الإرشاد إلى نجاة العباد للعنسي

ژانرونه

تصوف

وقد تم هذا الركن، وبه زايلت الباطنية، والمشبهة، والكرامية، والهشامية(1)، والأشعرية(2)، والضرارية(3)، وسائر الصفاتية، وبعدت عن مناهج المجوس، والثنوية والنصارى، من النسطورية(4)، واليعقوبية(5)، والملكية(6).

وأما الركن الرابع وهو إثبات عدله وحكمته

ففيه ثلاث معارف، وسبعة فروع. أما المعارف

فالمعرفة الأولى: أنه تعالى لا يفعل القبيح، ولا يخل بما

يجب في الحكمة، وأفعاله كلها حسنة.

وبيان ذلك: أنه تعالى عالم بقبح القبيح، ووجوب الواجب، وغني عن فعل القبيح وعن الإخلال بالواجب، وعالم باستغنائه عن ذلك، وكل من كان كذلك فإنه لا يفعل القبيح، ولا يخل بالواجب ؛ لأن علمه بقبحه يصرفه عن فعله، وعلمه بقبح الإخلال بالواجب يصرفه عنه أيضا، وعلمه باستغنائه عن ذلك كله يقتضي أن لا داعي له يدعوه إلى فعل القبيح، والإخلال بالواجب، بل علمه بوجوب الواجب يدعوه إلى فعله، والعالم بما يفعله لا يفعله إلا مع الداعي دون الصارف، وهذا ظاهر في الشاهد ؛ فإن الواحد منا لا يفعل القبيح إلا لحاجته أو جهله، وقد ثبت أنه تعالى ليس بمحتاج ولا جاهل، فثبت أنه لا يفعل القبيح، ولهذا قال تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} (7)وقال: {إن الله لا يظلم الناس شيئا} وغير ذلك.

وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (يقول الله تعالى: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا)(8).

وعن علي عليه السلام (التوحيد أن لا تتوهمه، والعدل ألا تتهمه).(9)

مخ ۲۲۲