وتم بذلك ما ينبغي أن يستعمل في المعاشرات على العموم، والآن أنبيك بما ينبغي أن يستعمل في المعاشرات على الخصوص، بحسب اختلاف المنازل والأحوال بالإنسان..
الإرشاد إلى كيفية المعاشرة مع العباد بحسب اختلافهم
اعلم أن الأحوال تختلف بالإنسان. قد يكون عالما، وقد يكون متعلما، ووالدا أو ولدا، أو غير ذلك، وقد يعاشر المسلم والفاجر، فينبغي أن نذكر طرفا مما ينبغي في ذلك مع المواظبة على الاقتصار، وترك الإطناب، والحرص على الاختصار، وحذف الإسهاب، ومن الله سبحانه أستمد التوفيق والتسديد، إنه حميد مجيد.
اعلم يا أخي أيدك الله أن الصبر ملاك العمل، والملل قائد الخلل، فمن كثر صبره قل ملله، ومن قل ملله قل خلله، ومن قل خلله حسن عمله، وبالنقيض من ذلك يكثر ملله وخلله، ويقل ويقبح عمله. فازرع الصبر تجني النصر، وتحصف الأجر، وتكثر الفخر، وتذخر(1) الشكر مدى الدهر.
مخ ۱۵۹