تصدير
1 - مشكلة الإرادة الحرة
2 - الحرية باعتبارها إرادة حرة
3 - التفكير
4 - الطبيعة
5 - هل توجد مبادئ أخلاق بدون حرية؟
6 - التشكك في الحرية الليبرتارية
7 - التقرير الذاتي والإرادة
8 - الحرية وموقعها في الطبيعة
المراجع
قراءات إضافية
مصادر الصور
تصدير
1 - مشكلة الإرادة الحرة
2 - الحرية باعتبارها إرادة حرة
3 - التفكير
4 - الطبيعة
5 - هل توجد مبادئ أخلاق بدون حرية؟
6 - التشكك في الحرية الليبرتارية
7 - التقرير الذاتي والإرادة
8 - الحرية وموقعها في الطبيعة
المراجع
قراءات إضافية
مصادر الصور
الإرادة الحرة
الإرادة الحرة
مقدمة قصيرة جدا
تأليف
توماس بينك
ترجمة
ياسر حسن
مراجعة
ضياء وراد
تصدير
تعد مشكلة الإرادة الحرة من المشكلات المطروحة منذ القدم. ومثلها مثل أي شيء قديم؛ فقد
وليس القصد من هذا الكتاب أن يكون مقدمة فحسب لموضوع الإرادة الحرة، بل أن يكون مساهمة
أود أن أتوجه بالشكر إلى تيم كرين، وبيتر جولدي، وجنيفر هورنسبي، وتيم نورمان، ومارتن
توماس بينك
لندن، عشية العام الجديد، 2003
الفصل الأول
مشكلة الإرادة الحرة
(1) ما هي مشكلة الإرادة الحرة؟
هناك أشياء بالتأكيد خارج نطاق سيطرتك. فما حدث في الأزمنة التي سبقت مولدك، وطبيعة
لكن هناك أشياء أخرى تتحكم فيها، وهذه
وهذه الفكرة المتعلقة بكوننا متحكمين
وعلى قدر استطاعتنا توجيه طريقة تصرفنا والتحكم فيها، فإن حياتنا سوف تعكس - حقا -
أو هكذا نظن. لكن هل نتحكم حقا في أفعالنا؟ هل طريقة تصرفنا تئول إلينا حقا مثلما
إنها بالفعل مشكلة حقيقية. ومهما بدت فكرة تحكمنا في أفعالنا مألوفة، فلا يوجد شيء
والتاريخ الطويل لمشكلة الإرادة الحرة يظهر في اسمها؛ ذلك أن «حرية» و«إرادة» كلمتان
ناقش الفيلسوف الإغريقي أرسطو الأفعال وتحكمنا فيها في واحدة من أقدم وأهم
ehp hemin
بمعنى أنها
eleutheria
وهي
eleutheria
لا يزال مقتصرا على المناقشات السياسية
إذن لدينا استخدامان لمصطلح «الحرية»؛ أحدهما للإشارة إلى التحرر السياسي، والآخر
على كل حال، هناك تشابه بين التحكم في الأفعال والتحرر السياسي. فالتحلي بدرجة من
لكن هذا ليس وجه الشبه الوحيد، مع أنه ربما كان يحظى بأهمية خاصة عند فلاسفة الإغريق
وماذا عن مصطلح «الإرادة»؟ استخدم الفلاسفة هذا المصطلح بطرق شتى، لكن أحد
بل قد تعتمد حرية التصرف على حرية اتخاذ القرارات تحديدا؛ أي على حرية الإرادة. وقد
ولا بد أن نتذكر أن حريتنا حرية فعل؛ أي حرية القيام بأشياء أو الامتناع عن القيام
لا شك أن ما نحتاجه أو نشعر به يكون أحيانا داخل نطاق تحكمنا. لكن هذا لا يكون
وهذه الصلة الوثيقة بين الحرية والفعل مهمة للغاية. فهي تعني أنه لكي نفهم ما تنطوي
وهنا نصل إلى قضية اتخاذ القرارات وموقعها من الحرية. اعتاد الفلاسفة - خاصة في نهاية العصور
هل كان الفلاسفة محقين في إيمانهم بنظرية الفعل القائمة على الإرادة هذه؟ هل كانوا
والواقع أن الفلسفة الحديثة في بريطانيا وأمريكا ذهبت إلى النقيض. فقد حاولت الزعم
وبدون الإرادة، لن نكون قادرين على إدراك أي معنى لحرية الفعل على الإطلاق. وسوف
(2) الحرية ومبادئ الأخلاق
قبل أن نتناول بمزيد من التفاصيل السبب الذي قد يجعل من حرية الفعل مشكلة كهذه، لا
نحن بحاجة لأن ننظر إلى موضع الحرية في مبادئ الأخلاق. وهنا سيكون الضوء مسلطا مرة
نحن نعتقد بطبيعة الحال أن الفعل - ما نقوم به بأنفسنا، أو نمتنع عن القيام به - له
إن أفعالنا هي التي نسأل عنها مساءلة مباشرة في حياتنا؛ فكل منا مسئول عما يفعله وما
وتقدم لنا مبادئ الأخلاق معايير ذات طبيعة إلزامية، بحيث نكون مسئولين عن الامتثال
وعبء المسئولية هذا لا يقع على المشاعر أو الرغبات؛ على الأقل تلك المشاعر أو الرغبات
إننا نلام على ما نفعله أو لا نفعله؛ وليس على ما يحدث لنا بمعزل عن أفعالنا. وهذه
أساس أي تفسير معقول لا بد أن يكون حلقة وصل بين المسئولية الأخلاقية وبين أحد أشكال
ويبدو أن المنطق السليم يفسر بشكل واضح السبب الذي يجعلنا مسئولين أخلاقيا عن
وهذا الاحتكام إلى الحرية من أجل تفسير المسئولية الأخلاقية طبيعي للغاية؛ لأن ممارسة
يبدو إذن أن فكرة كوننا فاعلين أحرارا - نتحكم في طريقة تصرفنا - تمثل جزءا
وإذا كانت حريتنا هي التي تدعم وتبرر مشاعر مثل اللوم والذنب، إذن فالحرية الإنسانية
وليس من الضروري أن تكون كل أفعالنا خاضعة لتحكمنا؛ فربما يكون أحدهم مصابا بالفعل
وقد يكون هذا الرأي القائل إن المسئولية الأخلاقية تعتمد على الحرية رأيا عاديا
غير أن بعض الفلاسفة سيقبلون بأننا مسئولون أخلاقيا عن أفعالنا فحسب، لكنهم سينكرون
لكن فلاسفة آخرين كانوا أكثر
شكل : ديفيد هيوم، بريشة لويس كاروجيس.
هل يمكننا أن نفهم مبادئ الأخلاق والمسئولية الأخلاقية دون الاحتكام إلى الحرية؟ أقول
لكن لماذا كل هذا الإنكار للحرية؟ دعونا الآن ننتقل إلى ما يهدد حريتنا في الفعل؛
(3) لم قد لا نكون أحرارا
يبدأ معظمنا كلامه عن الحرية بأن يضع افتراضا مهما بشأنها. فنحن نميل عادة إلى
«الحتمية السببية» هي زعم أن كل ما يحدث - بما في ذلك أفعالنا - مقدر له الحدوث
لكننا لسنا هكذا فحسب. فنحن ليبرتاريون بطبيعتنا أيضا. وهذه الليبرتارية المتعلقة
والليبرتاريون أشخاص لا توافقيون يؤمنون بأن البشر أحرار. وهذا بالتحديد ما نفترضه
تمثل الليبرتارية - ومعها اللاتوافقية أيضا - نظريتنا الطبيعية عن الحرية.
والفكرة البديهية القائلة إن اللاتوافقية أمر حقيقي - أي إن حريتنا في التصرف تعتمد
(3-1) تهديد الحتمية
العقبة الأولى واضحة للغاية. فاللاتوافقية تضع شرطا مهما لحرية الفعل؛ وهو
إن الإيمان بالحتمية السببية - بأن العالم عبارة عن نظام حتمي - قد جرى الدفاع
ومنذ ذلك الحين تضاءلت منطقية الحتمية السببية. ففيزياء القرن العشرين تركت
أفعالنا بالطبع تحدث عند المستوى الكبير الواضح، وليس المستوى الصغير الخفي؛ أي
ولكن هل التحديد السببي المسبق لأفعالنا يمثل بالفعل احتمالية جدية؟ لا أحد، في
(3-2) تهديد الصدفة والغموض
ثمة مشكلة أعمق بخصوص الحرية. فاللاتوافقية تقول إننا لا يمكن أن نكون أحرارا
هب - وهذا أحد متطلبات الحرية اللاتوافقية - أن أفعالنا ليست مقررة مسبقا؛
ثم تتعمق المشكلة. فليس الأمر فقط أن الأفعال غير المقررة لا تبدو أفضل من
هب، على سبيل المثال، أن يدي ارتفعت إلى أعلى. فما الذي لا بد أن يكون حقيقيا
إذن فما يجعل الفعل فعلا أصيلا هو أن يكون واضحا ومفهوما بوصفه شيئا قمنا به
وبقدر ما تكون أفعالنا غير مقررة، فإنها لن تتأثر برغباتنا السابقة، وسوف يعتمد
يبدو إذن أنه إذا كانت اللاتوافقية حقيقية، فلا يمكن لنا أن نكون أحرارا؛ لأنه
(4) التوافقية والتشككية
تعتبر الليبرتارية، بالنسبة لمعظمنا، النظرية الطبيعية للحرية. ولكن هذا لا يعني أن
ولا يقتصر الأمر على أن الليبرتاريين يجب أن يؤمنوا بأن الحتمية السببية غير حقيقية؛ أي
ولهذا السبب، وبالرغم من الأفكار البديهية الليبرتارية التي نحملها، فقد مال الكثير
تقول التوافقية بأن أيلولة أفعالنا إلينا - حريتنا في التصرف بطريقة مختلفة - تتوافق
فالحرية والحتمية السببية متسقتان بصورة كاملة. وفي الواقع، وللأسباب السابقة الذكر،
وخلال المائتي عام الماضيتين، حظيت
ولكن تبقى الحقيقة هي أن أفكارنا البديهية الطبيعية لا توافقية. فإذا كانت أفعالنا
الإرادة الحرة: المواقف الرئيسية
هل حرية الفعل تتسق مع الحتمية
التوافقية
اللاتوافقية
نعم
كلا
الليبرتارية
التشككية
نحن أحرار
الحرية مستحيلة (الحتمية السببية غير حقيقية) (الحرية غير متسقة مع كل من الحتمية السببية واللاحتمية السببية
(5) مشكلة الإرادة الحرة وتاريخها
نحن نؤمن، بشكل فطري، بأننا أحرار؛
وعلى هذا النحو، فإن الكثير منا ليبرتاريون بطبيعتهم. ولكن المشكلة هي أنه لا يبدو أن
هذه هي مشكلة الإرادة الحرة بشكلها
صحيح أن نظريات القرون الوسطى الخاصة بالحرية الإنسانية كانت مختلفة تماما عن أي شيء
ونحن بشكل خاص نحتاج لأن نفهم منهج القرون الوسطى وكيف أن الفلسفة الحديثة قد تركته
في بقية هذا الكتاب، لن أكتفي فقط بالشرح المفصل لكيفية نشأة مشكلة الإرادة الحرة
وبوجه خاص، لا يوجد لدينا سبب مقنع لكي نتخلى عن أفكارنا الليبرتارية البديهية. فهناك
وهذا طيب على أي حال. وسأقترح أيضا أن للحرية أهميتها الأخلاقية، بالرغم من كل شيء. وفكرة أننا نتحكم في بعض مما نفعله - أن اختيار الأفعال التي نؤديها يئول إلينا بالفعل
الفصل الثاني
الحرية باعتبارها إرادة حرة
(1) لا حرية للحيوانات
حتى الآن كنا نتحرى العلاقة بين الحرية والحتمية، ولكن هناك جانب آخر للحرية لم
أنا لا أدعي أن كل الحيوانات تفتقر إلى الحرية. فعلى سبيل المثال، لا يزال المدى
فكر في أسماك القرش كمثال. تبدو أسماك القرش أنها تؤدي أفعالا، أفعالا على الأقل
ومع وجود هذه الغائية، يأتي نوع من القدرة على الاقتناع والرغبة، حتى وإن كانت هذه
إن سمكة القرش قد تحمل قناعات ورغبات، وربما تؤدي أفعالا موجهة نحو هدف معين، كما
من الطبيعي جدا أن نفترض أنها ليست كذلك. ولكن لماذا؟ إذا كنا بشكل طبيعي نميل إلى
(2) الحرية والتفكير العملي
هناك تفسير آخر أكثر منطقية لعدم كون سمكة القرش فاعلا حرا، وهو يتعلق بقدرة سمكة
إن القدرة على التفكير أو التدبر في الطريقة التي نتصرف بها تنطوي على ما هو أكثر مما
ثانيا: هذه المرونة الفكرية لا بد أن تكون مرتبطة بقدرة على فهم المشكلات العملية
فنحن قادرون على أن نفكر في أنفسنا كأشخاص يمتلكون خيارا من بين مجموعة متنوعة من
إذن فنحن بالفعل نستطيع أن نفكر فيما يخص طريقة تصرفنا. ونحن في الواقع نستطيع أن
وبهذه الطريقة فإننا نتفكر في أفعالنا ونقيمها باعتبارها أكثر استحقاقا أو أقل
وإن هذه القدرة على إدراك مبرر للقيام بفعل معين على أنه مبرر، والاحتكام إلى
ولكن من منظور الحرية، ما الفارق الذي سيحدثه إن كنا نستطيع التفكير في كيفية
(3) الحرية والإرادة
إلى جانب قدرتنا على أداء الأفعال، فإننا نتحلى أيضا بمقدرة على الوصول إلى قرارات
وفكرة أن البشر يمتلكون إرادة تنشأ إذن من الفكرة نفسها القائلة إننا، بوصفنا بشرا،
وهذه هي الطريقة التي استخدم بها الفلاسفة مصطلح «الإرادة» في الماضي. ففي فلسفة
voluntas (الإرادة) يستخدم للتعبير عن قدرتنا على
appetitus rationalis ؛ أي الشهية
وقد رأينا في الفصل السابق كيف أن الفلاسفة ظلوا وقتا طويلا يشيرون لحرية الفعل على
بالتأكيد يبدو الرأي الاعتيادي وكأنه يؤيد مثل هذا التطابق؛ لأن الرأي الاعتيادي يقول
بشكل منطقي، لا يقتصر الأمر على ذهابك في فترة الظهيرة، إلى البنك فعليا أو عدمه؛
فعندما استيقظت، يئول الأمر إليك بالكامل - تحت تحكمك - إن كنت ستقرر الذهاب إلى البنك
وليس هذا فحسب، بل إنه من الصعب أن نرى كيف يمكن لك أن تتحلى بالتحكم في التصرف دون
إذا كان قرارك بالذهاب إلى البنك أشبه بشعور - شيء يحدث لك فحسب - بحيث لا يكون لديك
وأخيرا، الأمر التالي مجرد فكرة طبيعية نفكر فيها؛ شيء نؤمن به بشكل اعتيادي. بالتأكيد نحن نفكر في هذا؛ أن طريقة تصرفنا تئول إلينا بشكل أصيل لا لسبب إلا أننا
إذن يبدو، كما ندرك الأمور بشكل اعتيادي، أن حريتنا في التصرف تعتمد على حريتنا في
ويتبع ذلك أيضا أنه يوجد مشكلة جوهرية في إدراكنا الاعتيادي للفعل. فقد رأينا أن
في بقية هذا الكتاب، سوف أستخدم مصطلحا مهما: «الفعل الاختياري». و«بالأفعال
فالأفعال الاختيارية هي تلك الأفعال - مثل الذهاب إلى البنك أو البقاء في المنزل - التي
ويبدو إذن أنه إضافة إلى أفعالنا الاختيارية - الأفعال التي نؤديها لأننا رغبنا أو
فعل الإرادة
فعل اختياري
اتخاذ قرار بالذهاب إلى البنك
الذهاب إلى البنك
نحن بحاجة إلى فهم علاقة هذه القرارات، هذه الأفعال الخاصة بالإرادة ذاتها، بالأفعال
(4) تناول الإرادة الحرة في العصور الوسطى
في العصور الوسطى، طابق الفلاسفة، مثل توما الأكويني وسكوتس، في الواقع بين حرية
لقد أطلقت على الأفعال التي ربما
شكل : القديس توما الأكويني، نحت على قالب خشبي يرجع لعام 1493.
دعونا نأخذ مثالا على فعل اختياري بسيط؛ السير إلى البنك. طبقا للنظرية القروسطية
وتأديتك لفعل متعمد مثل السير إلى البنك يعني أن تؤديه استنادا إلى فعل متعمد، ومن
تبدأ الأفعال المقصودة أو المتعمدة بأن تقرر أن تتصرف؛ ويعتبر القرار، على نحو فوري
وينتج عن هذا التفسير للفعل أن الفعل لا يمكن أن يكون حرا إلا إذا كانت الإرادة
ولكن ماذا عن فعل الحيوان؟ طبقا
شكل : دونس سكوتس. (5) القرارات والنيات
لكي نفهم هذا التناول للإرادة الحرة بتفصيل أكبر، دعونا نلق نظرة أقرب على
أحيانا نتخذ قرارات في الوقت ذاته الذي نؤدي فيه الفعل الاختياري المقرر تأديته. أنت
ولكننا نتخذ القرارات الأخرى قبل وقت طويل من شروعنا في فعل ما قررنا فعله. فنحن نتخذ
إننا نتخذ القرارات مسبقا لأننا نحتاج لتنسيق أفعالنا الاختيارية عبر الوقت. نحن
ولكن كيف لقرار مسبق أن يحدد الطريقة التي سنتصرف بها؟ الإجابة هي، مثلما يفعل أي
وبالطبع، فإن القرار لا يضمن أن أتصرف
ولكن في حالة عدم وصول معلومات جديدة من هذا النوع - معلومات كانت ستؤدي بي إلى اتخاذ
والخاصية الثانية للقرارات هي أنها لا تحدد النتائج الاختيارية التي ستجلبها فحسب -
والتأثير الفوري لقراري بالذهاب إلى إسبانيا - وهو تأثير يحوزه القرار حتى قبل أن
والآن نستطيع أن نفهم بشكل أفضل فكرة
(6) مبادئ الأخلاق باعتبارها مبادئ تخدم الأهداف والمقاصد
إذا كانت حرية الفعل تتشكل من حرية الإرادة، فإن هذا يعني أن تحكمنا في أفعالنا
تعاملت النظرية الأخلاقية القروسطية مع فكرة مسئوليتنا الأخلاقية عن أفعالنا بجدية
وقد استوعبت الفلسفة الأخلاقية القروسطية تماما مبادئ الأخلاق هذه التي تكتنف
عملت الفلسفة القروسطية داخل إطار الديانة المسيحية. وهكذا فقد كانت الديانة المسيحية
وتعد هذه نظرية أخلاقية مختلفة للغاية عن تلك الحالية في الفلسفة الإنجليزية
ولكن يجب أن نتذكر أن الفكرة البديهية التي يمليها علينا المنطق السليم ليست ببعيدة
لنفترض أن شخصا يدعى فرد، بأنانية
لاحظ أننا نستطيع أن نستمر في لوم فرد لكونه أنانيا حتى لو أنه، في النهاية، قام
في الحياة العادية، نحن نلوم الناس على سعيهم نحو الأهداف الخاطئة، وعدم سعيهم نحو
وإدراك المعنى وراء هذا اللوم المرتبط بالهدف أو الغاية يجب ألا يمثل مشكلة، إذا
(7) تناول الإرادة الحرة وميتافيزيقا القرون الوسطى
طابق تناول الإرادة الحرة في القرون الوسطى بين حرية التصرف وحرية الإرادة. وكما
وعلى أي حال، فنحن أيضا نرى أنفسنا فاعلين أحرارا لا لسبب إلا أننا نستطيع أن نقرر أو
ولكن في الكثير من الجوانب الأخرى، تختلف نظرية الفعل القروسطية اختلافا كبيرا عن
ولكن ليس هذا تماما ما نؤمن به في العادة. فما إن أتخذ قرارا، لنقل مثلا
وهذا لأن تحكمي في كوني سأعبر الطريق لا أمارسه فقط بطريقة غير مباشرة وبشكل مسبق - فقط
إذن حينما ننصف فاعلية اتخاذ القرارات وصياغة النيات - أي فاعلية الإرادة ذاتها -
وكان هذا الرأي مرتبطا بالسمة الثانية من النظرية النفسية القروسطية. فالإرادة - أي
ولكن كان يتعين أن تكون أفعال الإرادة المبدئية التي أوجدت تلك الأفعال الاختيارية
ولكن من الصعب علينا أن نتشارك هذا الإيمان باللاجسدية أو اللامادية الكاملتين
واعتقاد فلاسفة القرون الوسطى في كون اتخاذ القرارات عملية لا مادية منعهم من
فإذا كان هناك أحد أو شيء يستطيع دون خطأ أن يدفعنا إلى اتخاذ قرار، فلا يمكن أن
ولنأخذ العلم المطلق أولا؛ فالله يعلم كل شيء بما في ذلك أفعالنا المستقبلية كافة. ولكن كيف يتسق هذا وحريتنا في التصرف؟ فإذا كان الله قد سبق في علمه أننا سوف نقوم
لا يمكن أن يكون الرابط كما يلي: إن قيامك بالفعل (أ) جعل الله يعلم هذا الفعل، وهذه هي
لذا، فإن علم الله السابق أنك سوف تقوم بالفعل (أ) ليس مصادفة، ولا تخمينا يحالفه
هذه الجزئية تقودنا إلى مشكلة الحرية الناجمة عن تدبير الله ذي القدرة المطلقة. فإذا
إذن، يتضح أن مشكلة الإرادة الحرة في القرون الوسطى كانت لاهوتية المنطلق لا ماديته،
وفي هذا السياق نجد بصفة خاصة أن مفكري القرون الوسطى لم ينظروا إلى تدبير الله ذي
إذن، كانت مشكلة الإرادة الحرة في القرون الوسطى في كثير من جوانبها مختلفة تماما
الفصل الثالث
التفكير
(1) لماذا التوافقية؟
يفترض أغلب الناس بالفطرة أن الحرية لا تتسق والحتمية السببية. فإذا كانت جميع
إذن، لماذا يعتقد الكثيرون من الفلاسفة في حقيقة التوافقية ويدرسونها؟ هناك دافع
لم تكن المشكلات التي تكتنف الحتمية السببية هي ما دفعت الفلاسفة لاعتناق التوافقية. في الحقيقة تكمن جاذبية التوافقية الحقيقية فيما هو أعمق، وهي ذات مصدرين منفصلين
أحد مصادر الاعتقاد في التوافقية هو ما سأطلق عليه «المفهوم العقلاني عن الحرية». رأينا في الفصل السابق أنه يبدو وجود صلة مهمة بين الحرية والتفكير؛ حيث إن الفاعل الحر
هناك أيضا مصدر ثان مختلف تماما للاعتقاد في التوافقية؛ المصدر الذي زادت أهميته
من الواضح أن مصدري التوافقية هذين يختلف كل منهما عن الآخر اختلافا جوهريا. إن
(2) التوافقية العقلانية
إن حريتنا، كما ناقشنا من قبل، تعتمد بشكل واضح على تحلينا بالقدرة على التفكير
إذن فالحرية مقيدة بالقدرات الخاصة بالتفكير المتأني واتخاذ القرارات؛ وهي القدرات
لذا ربما تكون الحرية - القوة التي تأتي إلينا مع قدرتنا على العقلانية العملية - ما
ولكن وجهة النظر التي ترى أن حريتنا ما هي إلا تعبير عن تفكيرنا - أن الحرية والتفكير
لنفكر في حالة لا يوجد فيها، تحت ظروف معينة، إلا أمر واحد منطقي للقيام به؛ ربما
لذا، إن كنت عقلانيا بالكامل، فسوف أدرك تماما قبل كل شيء أن تناولي للعقار هو
الحتمية السببية لقراري في ظل إدراكي لما ينبغي علي القيام به
إدراك أن تناول العقار هو الأمر الصائب
اتخاذ القرار بتناول العقار وتناوله بالفعل
لكن إذا كانت حقيقة عقلانيتي ذاتها تضمن أنني سأتناول العقار، فكيف، من منطلق
وفي حالة كون اللاتوافقية صحيحة، فإنه كلما زادت عقلانيتي، قلت الحرية التي
إذن يبدو كما لو أن امتلاك الحرية اللاتوافقية الجوهرية يعتمد على أن أكون غير عقلاني
اعتقد الكثير من الفلاسفة أن الحرية لا يمكن أن تتعارض مع التفكير. وقادتهم هذه
إن الحرية هي «قوة» أصيلة؛ قوة نكتسبها من العقلانية. ولا يمكن أن تصبح من مواطن الضعف
هناك بعض الفلاسفة المحدثين الذين لا يزالون مهتمين باستكشاف شكل من العقلانية بشأن
(3) هل تتماثل الحرية والتفكير بأي صورة؟
هل علينا أن نطابق الحرية مع التفكير المنطقي؟ إذا فعلنا ذلك فسينتهي بنا الأمر
ولكن من الخطأ مطابقة الحرية مع التفكير؛ إذ إن الحرية والتفكير لا يمكن أن يكونا
عندما أعتقد، مثلما أفعل عادة، بأنني جالس في غرفة مكتبي ومن حولي توجد المناضد
ويشير هذا الأمر إلى أن الحرية لا يمكن مطابقتها بالتفكير؛ ولا حتى بالحالة الخاصة من
أحيانا ما يطرح الزعم بأن هناك اختلافا جوهريا بين التفكير النظري، أو التفكير
إن التفكير يتطلب منا أن نظل متشككين.
بينما في حالة التفكير العملي قد يظهر الدليل وجود عدد من الأفعال البديلة المتساوية
ولكن هذا الأمر لا يكفي لشرح كيف يمكن أن يصبح التفكير مكافئا للحرية في حالة
(4) الحرية واللاعقلانية
يرغب مناصرو مذهب العقلانية في مطابقة الحرية بالتفكير، أو بالتفكير العملي بأي حال
في هذه الحالة، قد ينتهي الأمر إلى وجود علاقة متوترة بين الحرية والتفكير. ومن المحتمل
وهاك طريقة أخرى للنظر إلى المسألة. قلت من قبل إن الحرية تقوم على امتلاكنا القدرة
إن قدراتنا على التدبر واتخاذ القرارات، التي تتيح لنا أن نكون عقلانيين، هي ذاتها
إن مطابقة الحرية بالتفكير هي في الحقيقة إنكار
في الواقع، من شأن عقلانية شخص ما في بعض الأحيان أن تستبعد تمام الاستبعاد قدرته على
الفصل الرابع
الطبيعة
(1) توماس هوبز
أشعل الفيلسوف توماس هوبز الذي عاش في القرن السابع عشر فتيل ثورة فكرية في نظرية
تركزت هذه الثورة على العلاقة بين الفعل والإرادة؛ إذ غير هوبز الطريقة التي كانت
كان يفترض حدوث الفعل الإنساني من خلال ممارسة قدرتنا على اتخاذ القرارات.
ابتكر هوبز نظرية جديدة تماما عن الفعل البشري. وهذه النظرية قللت من منزلة الإرادة؛
إن الإنسان، في نظر هوبز، ما هو إلا جزء من الطبيعة المادية، والعالم لا يعدو كونه
إن ما تدور حوله نظرية هوبز هو أن البشر لا يختلفون عن الحيوانات الأخرى إلا في كونهم
كانت هذه الفكرة الجديدة عن الطبيعة البشرية مختلفة كثيرا عن الفلسفة القروسطية
شكل : توماس هوبز، في 1669-1670 تقريبا، بريشة جيه إم رايت.
فكر مرة أخرى في منطق الرؤية التقليدية. فبموجبها، يتمتع البشر بقدرة متفردة عن بقية
الفعل الإنساني مفهوما من منطلق قائم
فعل الإرادة
الفعل الاختياري (الشكل الأولي للفعل) (الشكل الثانوي للفعل)
أن يقرر المرء أن يرفع يده لأعلى
رفع المرء يده لأعلى
تختلف الحيوانات جدا عن البشر من واقع الرؤية التقليدية؛ حيث إنها تفتقد لأي قدرة
فعل الحيوان
الرغبة السلبية
الفعل الاختياري
الحاجة إلى رفع الحافر لأعلى
رفع الحافر لأعلى
إن ما فعله هوبز في المقام الأول هو الإبقاء على النظرية التقليدية عن فعل الحيوان،
الفعل الإنساني في نظرية هوبز
الرغبات السلبية
الأفعال الاختيارية
الرغبة في أن يرفع المرء يده لأعلى
رفع المرء يده لأعلى
كان شاغل هوبز الأول - والأكثر جوهرية - هو تقليص الفجوة بين أفعال البشر وأفعال
فإذا كانت أفعال البشر تحمل الظاهرة ذاتها، فلا بد من أنها بالمثل لا تزيد عن كونها
ومع ذلك ادعى هوبز أنه يسمح بوجود فكرة ما عن
فاتخاذ قرار ما لم يعد يمثل فعلا متعمدا - لم يعد يمثل أمرا يمكننا القيام به
إذن فالفعل، من وجهة نظر هوبز، مقصور فقط على
وهذا التطابق بين الفعل وبين ما نقوم به
وكما قال هوبز، فإن القرارات في حد ذاتها ليست أمورا نقوم بها اختياريا. إن قراري
إني أقر بهذه الحرية؛ بأني أستطيع أن أفعل إذا أردت، ولكن أن أقول: أستطيع أن
كان هوبز محقا دون أدنى شك في نقطة واحدة على الأقل. فقرارات القيام بالأفعال ليست
ويتصل هذا الأمر بسمة أخرى للقرارات من شأنها
من المؤكد أنك ستتفاعل مع أمري بارتباك، ولن تتمكن أبدا من تنفيذه. إن القرارات ليست
من الواضح جدا سبب عدم إمكانية إعطاء أوامر
وإحدى الطرق لفعل هذا الأمر، بالطبع، هي أن «أجعل» الأمر حقيقيا، وبشكل واضح، بأن
إن ما يدفع المرء لاتخاذ قرار معين، لتقرير أداء فعل معين، ليس أمرا صادرا يدفعه
إذن، كان هوبز محقا كل الحق بشأن عدم اختيارية القرارات؛ فلا يمكننا أن نتخذ قرارا
يمكنني أن أتخذ قرارا أنه في غضون خمس دقائق سوف أحسم أمري بطريقة أو بأخرى فيما
إضافة إلى تعريف هوبز الجديد للأفعال المقصودة على أنها ما نفعله اختياريا، على
في حقيقة الأمر، اعتقد هوبز أن نظرية الفعل القائمة على الإرادة غير متماسكة منطقيا
يمكننا أن نرى الآن مدى اختلاف نظرية هوبز للفعل البشري عن النظريات القائمة على
عندما أرفع يدي لأعلى اختياريا، يكون الفعل الوحيد الذي قمت به هو هذا الفعل
وهكذا فإن نظرية الفعل البشري القائمة على الإرادة، النظرية التي تنص على أن الفعل هو
لم تعد الحرية البشرية، لدى هوبز، من ممارسات حرية الإرادة أو تبني الأهداف، ولا
الرجل الحر «هو الرجل الذي ... لا يعوقه شيء
إن الحرية، مفهومة على هذا النحو، تتوافق بشكل واضح مع الحتمية السببية. فنظرية هوبز
هذا إلى جانب أن الحرية لا تخص البشر وحدهم؛ حيث إنها، من وجهة نظر هوبز، أمر مشترك
إن نظرية هوبز عن الحرية مدهشة للغاية. فيبدو أنها قللت من شأن الحرية البشرية أكثر بكثير مما حسبنا من قبل. في الواقع، قد
في حقيقة الأمر، يمكن اعتبار هوبز
(2) هوبز والمنطق السليم
اقتنع الكثير من الفلاسفة بوجهة نظر هوبز؛ حيث وافق هؤلاء الفلاسفة على أن الحرية من
وقد تبدو وجهة نظر هوبز عما يمكن أن تئول إليه الحرية منطقية على نحو كاف بمجرد أن
طبقا لهوبز، أن تتصرف هو ببساطة أن تفعل شيئا على أساس رغبتك في القيام به، وهذه هي
ولكن الرأي العادي - ولنكن واضحين - يتخذ بكل وضوح جانب الخيال المفترض ويعارض هوبز
تذكر أن الحرية من وجهة نظر هوبز لا تعدو كونها رغبة غير مقيدة. وطبقا لهوبز،
إن رؤيتنا للإدمان تظهر أننا نرى الحرية - امتلاك تحكم حقيقي في كيفية تصرفنا -
يؤمن الرأي العادي أيضا بحرية نابعة بشكل خاص من الإرادة. إن ما نؤمن به بشكل طبيعي
في حالة المدمن، قد نفكر بشكل عادي في أنه يفتقد الحرية بسبب أن أفعال المدمن
ترك لنا هوبز والمنهج الفكري الذي خلفه رؤية واضحة للغاية ولكنها هزيلة للعالم؛ رؤية،
في القرن الثامن عشر، اعتنق الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط تصورا يشبه تصور هوبز
مع ذلك، اختلف كانط مع هوبز بشأن الحرية. فمن وجهة نظر كانط، لا يمتلك هذا العالم
ولكن لا تزال الحرية أمرا لم نجربه بشكل مباشر، ولا نمتلك أية معرفة أو استيعاب قائم
ترى هل فرط كانط كثيرا؟ إذا كنا نؤمن بامتلاكنا للحرية الليبرتارية، فربما يتبين
(3) الحرية دون اختيارية
أنكر هوبز، كما رأينا، أن تكون القرارات اختيارية. فنحن لا نستطيع أن نتخذ قرارات
إن فهمنا العادي للقرارات هو أنها ليست اختيارية في الواقع؛ إذ يقول المنطق السليم
ولكن لا يزال المنطق السليم مقتنعا بشدة بأن اتخاذ القرارات أمر حر. إن الأمر يئول
يظهر هذا أنه بالرغم من أن هوبز قد طابق الحرية بالاختيارية، فإننا نميز إحدى
الفصل الخامس
هل توجد مبادئ أخلاق بدون حرية؟
(1) المسئولية والتقرير الذاتي
يتعامل التفكير الأخلاقي العادي مع الناس على أنهم مسئولون أخلاقيا عما يقومون
وفي هذا الموضع تحديدا تصبح فكرة الحرية مهمة. لماذا يجب أن نكون مسئولين عن أفعالنا
ففعلنا هو شيء نحدده بأنفسنا ما دمنا نتحكم في هذا الفعل، إن كنا قادرين على التحكم في
(2) الحرية والاختيارية
ولكن ليست الحرية هي التصور المحتمل الوحيد للتقرير الذاتي. فقد اقتنع الكثير من
كما شرحت من قبل، فإن الاختيارية هي فعل ما يريده المرء أو ما قرر القيام به لأنه
فالمرء يكون متحكما في فعل ما إذا كان يمتلك القدرة على القيام بالفعل أو عدم القيام
فنحن لا نستطيع أن نتخذ القرارات على أساس أننا قررنا أن نتخذها.
في حقيقة الأمر، تختلف الحرية عن الاختيارية اختلافا كليا. فكر فقط في
تربط الحرية بين أداء فعل ما والبديل المتمثل في أن نحجم عن القيام به، وتقول إن
وامتلاكك لهذه القدرة على الحرية أو التحكم فيما يتعلق بأداء فعل ما يكافئ أن تمتلكها
يختلف الأمر تماما في حالة الاختيارية. فأن تقول بأن فعلا ما قد جرى بشكل اختياري
يمكن استخدام الاختيارية من أجل تقديم وصف للحرية - لمسألة أن الأمر يئول إلينا في
ولا تبدو الاختيارية مختلفة عن الحرية
(3) هل توجد مسئولية أخلاقية بدون حرية؟
تؤسس الاختيارية، في نهاية الأمر، ما
عندما اتخذ البروتستانتي كالفن في القرن السادس عشر وجهة نظر كئيبة عن الحرية
إذن فالنقطة الأساسية في هذا الاختلاف لا بد أن تكون أن الإنسان، المدنس
(ص317).
شكل : جون كالفن، 1550 تقريبا، المدرسة الفرنسية.
في أيامنا الحالية، يوجد عدد من الفلاسفة - من بينهم الفيلسوف الأمريكي هاري
من الواضح سبب رغبة بعض الفلاسفة في تأسيس مسئوليتنا الأخلاقية على الاختيارية بدلا
إلا أن هناك سببا واضحا لعدم قدرة المنطق السليم على التخلي عن الحرية، ولعدم
وتحميل الناس المسئولية المباشرة، ليس عما يرغبون به، ولكن عما يقررون ويتعمدون في
يمكننا أن نلوم فرد على هذا؛ لأننا نعتبر ما يقرره فرد ويقصده هو من فعله المباشر،
ولكن بما أن القرارات لا يمكن أن تتخذ اختياريا، وأن ما نقرره لا يخضع للإرادة،
الفصل السادس
التشكك في الحرية الليبرتارية
(1) التقرير الذاتي والحرية الليبرتارية
يبدو أن التقرير الذاتي؛ أي قدرتنا على أن نحدد لأنفسنا كيف نتصرف، يجب أن يأخذ صورة
ولكن هل الحرية ممكنة من الأساس؟ إن تصورنا الطبيعي للحرية ذو طبيعة لا توافقية،
تاريخيا، اعتنقت التوافقية وجهة النظر التالية عن الحرية والقدرة على التقرير
أما الليبرتارية فتختلف مع هذا. فالليبرتارية تقول إننا، بوصفنا فاعلين أحرارا،
قلت في البداية إن الكثير من الفلاسفة يتشككون في إمكانية
(2) مشكلة العشوائية
ثمة مشكلة تواجه الليبرتارية، هي تهديد العشوائية. أعني ب «العشوائية» هنا عامل
ومن خلال نفي التحديد السببي المسبق، حاولت
لا شك في أن المشكلة تعتمد على فرضية واحدة رئيسية، وهي أن البدائل الوحيدة المتوفرة
ولكن من المؤكد أن الإيمان بالحرية الليبرتارية يبدو أنه يقودنا إلى وجود احتمالية
فعلى أي حال، ما الافتراض الذي يمكن أن يكون معقولا أكثر من الأمر السابق؟ هناك بعض
محدد سببيا بشكل مسبق
غير محدد سببيا
غير محدد سببيا
لذا
و
و
غير متحكم فيه
غير متحكم فيه
متحكم فيه (عشوائي أو محض صدفة)
لحل مشكلة العشوائية هناك إذن أمر واحد سنحتاج إلى فهمه: لماذا نظرنا إلى هذا الأمر
(3) مشكلة الممارسة
هناك مشكلة أخرى تواجه القائل بالليبرتارية. هل تعتبر الحرية الليبرتارية شيئا
تذكر أن الحرية هي أمر نمارسه من خلال الفعل المتعمد أو ترك الفعل. وهذا بالتحديد هو
ولكن ما هو الفعل؟ إنه شيء ينفذ لغرض ما، من أجل الوصول إلى هدف ما. ولكل فعل أصيل
والأفعال ليست استجابات لا إرادية تجري دون تفكير. فالأفعال دائما ما تكون أحداثا
في الواقع، إن الفعل والغائية؛ القيام بأمر ما كوسيلة للوصول إلى هدف، حتى وإن كان
من أين تأتي وجهة الهدف الخاصة بفعلنا؟ تمنحنا رؤية هوبز عن الفعل إجابة بسيطة. إن
يحسب فعلي فعلا أصيلا من خلال حدوثه، لا بمحض الصدفة، أو من خلال سبب ما خارجي،
ينطبق هذا التفسير حتى عند أداء الفعل، فأنا أعبر الطريق، لمجرد عبور الطريق في حد
إذن بالنسبة لهوبز، يحدث الفعل فقط كتأثير اختياري لرغبات سابقة. ومن خلال هذه
ومن ثم فإن الفعل، طبقا لنظرية هوبز، يكون بطبيعته تأثيرا لأحداث سابقة خارجة عن
أصبحت المشكلة التي تواجه الليبرتارية واضحة. تقول الليبرتارية إن الفعل الحر لا يمكن
ولكن نظرية هوبز عن الفعل التي نتناولها حاليا تقول إن الفعل لا يعتبر فعلا على
إن الحرية أمر يفترض بنا أن نمارسه من خلال الطريقة التي نتصرف بها، من خلال قدرتنا
ولكن بعيدا عن ممارسة الحرية الليبرتارية من خلال هذه القوة السببية، فإن الحرية
يبدو إذن أن الحرية الليبرتارية نوع من الحرية التي لا يمكن ممارستها من خلال قدرتنا
عند هذه النقطة، قد يتساءل بعض الفلاسفة عما إذا كانت هناك مشكلة بالفعل. إنهم
خذ مثلا التدخين باعتباره مسببا لمرض السرطان. ربما، في بعض الحالات، يحدد التدخين
مثل هذه الأسباب التي تؤثر دون تحديد عادة ما يطلق عليها الأسباب الاحتمالية،
ولكن هذا التمييز بين الأسباب المحددة والاحتمالية لا يساعد فعليا. فالتنافر بين
الواقع أن الحرية الليبرتارية تتسق اتساقا كبيرا مع الأفعال ذات المسببات غير الحرة
وهذا يعني أنه إذا أضفنا المزيد مما يجعل أفعالنا أصيلة - إذا ما زدنا من التأثير
فليس من المحتمل أن ما يجعل الفعل فعلا، ويشكل منه وسيلة لممارستنا الحرية، يمكن أن
لذا فإن المشكلة ليست أن الأفعال الحرة لا يمكن أن تكون ناتجة عن أسباب، فحتى
وهكذا أصبحت الحرية الليبرتارية شيئا مهددا بطبيعة الفعل ذاتها. إن مثل هذا التهديد
إن مشكلة الممارسة تبدو خطيرة، ولكنها مثل الكثير من المشكلات لها أكثر من حل ممكن. يمكننا أن نعالج المشكلة بلا شك، من خلال التخلي عن المفهوم الليبرتاري للحرية. يمكننا
ولكن لماذا نتخلى عن المفهوم الليبرتاري للحرية؟ لماذا لا نتخلى بدلا من ذلك عن
ربما نجد إذن في القرارات الفعل الأصيل - أي التوجه الأصيل نحو الهدف - ولكن في شكل
(4) مقارنة بين مشكلتي العشوائية والممارسة
يقول خصوم الليبرتارية إنها نظرية غير متماسكة عن الحرية. ولكن تذكر أن هناك طريقتين
للرد على الادعاء أن الليبرتارية تخلط بين الحرية والعشوائية، قد نحتاج إلى إرساء أن
إن إمكانية وجود الحرية الليبرتارية قيد التهديد؛ حيث يوجد التهديد من مشكلة
وخلال الفصلين التاليين سأحاول حل هاتين المشكلتين، متناولا مشكلة الممارسة أولا، ثم
الفصل السابع
التقرير الذاتي والإرادة
(1) علاج مشكلة الممارسة
سنخصص الفصلين الأخيرين من أجل الدفاع عن الليبرتارية؛ حيث سأحاول فيهما أن أرد على
تذكر أن مشكلة الممارسة تقوم في الأساس على نظرية هوبز عن الفعل. إن الفعل من
ولكن هذه القوة السببية للرغبات لتحديد ما نفعل هي نفسها ما يهدد مفهوم الحرية من منظور
ذاك هو الاعتراض، ولكي نرد عليه علينا أن نستبدل نظرية هوبز عن الفعل. وهذا ما يهدف
(2) الفعل دون اختيارية
يعتبر هوبز الفعل نوعا من التأثير؛ التأثير لرغبات سابقة. هل يوجد أي بديل، نظرية
هب أنه في ظهيرة أحد الأيام، بعد أن توقفت لأستريح وألتقط أنفاسي أثناء نزهة على
فحتى لحظة اتخاذ ذلك القرار، لم يكن ثمة وجود لأية رغبة ظاهرة من جانبي بأي صورة
إن القرارات التي نتخذها والطريقة التي نتخذ بها القرارات هي بلا شك من صنعنا. فالقرار ليس مجرد حدث يجري دون تفكير وينتابنا مثل المشاعر. إنه أمر نقتنع به اقتناعا
إذا كان هذا الأمر صحيحا، فالقرارات تصبح أفعالا من خلال كونها نوعا من الأحداث
ما الذي ينطوي عليه الفعل؟ لقد زعمت أن الأمر الوحيد الذي يتضمنه الفعل، والذي يجعله
في حالة الأفعال التي يبدو من الواضح
ولكن عندما يتعلق الأمر بالقرارات نفسها، فإنه لا يكون صحيحا بالقدر نفسه من الوضوح. فعندما أقرر أن أستكمل سيري، فإن اتخاذي لهذا القرار يبدو بوضوح أنه فعلي المتعمد؛
هذا الهدف الذي ينطوي عليه قراري لا يبدو أنه يأتي من أي سبب مسبق على الإطلاق. على
(3) نموذج الفعل العملي القائم على التفكير
بين أيدينا فهم للفعل المتعمد مختلف تماما عن نموذج هوبز القائم على الاختيارية،
رأينا من قبل أننا، بوصفنا بشرا، نمتلك القدرة على العقلانية العملية. فنحن قادرون
من خلال هذه الرؤية، فإن قراري بأن أذهب للسير يعتبر فعلا متعمدا، ليس بسبب أنه أمر
ما الذي قد يجعل اتخاذ قرار ما ممارسة للعقلانية تتسم بالعملية أو بأنها مشكلة
يمكننا أن نرى كيف تكون القرارات موجهة نحو الهدف عندما نفكر فيما يجعل القرار قرارا
ولكن هذا الأمر ليس كافيا. إن اتخاذ قرار الذهاب للسير يجب أن يكون أمرا ممكنا
قارن بين القرارات ونوع مختلف من الدافعية، دافعية تجري دون تفكير في حقيقتها، لا
وشريطة الوفاء بهذا الشرط، لا يهم أن تتسبب الرغبة في جعل الأمر المرغوب فيه يحدث، سواء
في الواقع، قد لا يرغب الأشخاص العقلانيون تماما في حدوث أمر ما فحسب، بل يرغبون
قد أرغب بشدة في أن يقوم ابني الراشد
ولا ينتقص من عقلانيتي أن أظل راغبا في أن يقوموا بالأمور الصحيحة. إن ما لا يمكنني
هذا لأن القرار عبارة عن فعل ذي هدف. فالقرار ما هو إلا ممارسة للعقلانية الموجهة
إن القرار ما هو إلا دافعية ذات غرض ما. فالقرار هو قرار القيام بأمر ما. ولكن القرار
فما يثبت هذا الأمر هو الطريقة التي تتحدد بها عقلانية القرار؛ لا على أساس مرغوبية
والرغبة هي الأخرى دافعية موجهة نحو الهدف؛ فالرغبة دائما ما تكون رغبة في حدوث أمر
لقد وصلنا إلى نموذج للفعل المتعمد، كما وعدتكم، يكون نموذجا عمليا وقائما على
لم نعد نصف الفعل على أنه نوع من التأثير، ولكن نصفه بدلا من هذا كشكل من
تقول نظرية هوبز عن الفعل إن جميع الأفعال تحصل على أهدافها خارجيا، من محتويات
والنتيجة هي فصل توجه الفعل نحو الهدف عن الدوافع التي تجري دون تفكير مثل
تنظر النظرية الأخلاقية التقليدية إلينا، كما رأينا، على أننا المنشئون الأحرار
رأينا كيف ثبت مدى تأثير هوبز، كما رأينا أنه حتى إيمانويل كانط، الليبرتاري في
إن «الهدف» هو «غرض» الاختيار الحر، وتمثيل هذا الهدف يحوله إلى فعل (من
إن موقف إيمانويل كانط فعليا كما يلي: إن الفعل الحر يتضمن التبني الحر المبدئي
إن المفهوم العملي القائم على التفكير يسمح لنا بأن ندافع عن مفهوم كانط عن الفعل
شكل : إيمانويل كانط، عام 1791، بريشة دوبلر.
إننا نمتلك الحل لمشكلة الممارسة؛
فهذه الأهداف يمكن أن تتحدد من خلال فعل الفاعل نفسه؛ الفعل الذي يمكن أن يكون غير مسبب
يلقى المؤمنون بحرية الإرادة الليبرتارية انتقادات كثيرة بسبب عدم واقعيتهم بشكل كبير
هذه القدرة على الفعل الحر تتضمن،
إن الفعل كوسيلة لممارسة هذه الحرية -
يكتب الكثير من الفلاسفة المعاصرين
إذا كان هذا الأمر صحيحا ، فإن
الفصل الثامن
الحرية وموقعها في الطبيعة
(1) هل الحرية قوة سببية؟
لعلنا عالجنا الآن مشكلة الممارسة؛ ولم نعد نفهم الفعل من منطلق مهدد للحرية
وعلينا أن نظهر أن الليبرتاريين يمكنهم التمييز بين الحرية غير المحددة سببيا وعمل
تذكر أنه وفقا لمذهب التشككية، فإن الحرية الليبرتارية لا تعدو كونها عشوائية. لذا لا يوجد سوى بديلين؛ فإما أن يكون الفعل محددا سببيا بشكل مسبق - الأمر الذي يصر
لقد طرحت بالفعل سؤالا عن سبب افتراض أي شخص لهذا الأمر. فربما يكون هناك احتمال
في الحقيقة، ثمة سبب مهم للغاية لاحتمال أن يرغب أحدهم في استبعاد هذا الاحتمال
من الواضح أن الحرية - قدرتنا على التحكم في الكيفية التي نتصرف بها - هي قوة من نوع
الحرية إذن هي نوع من القوة التي تحدد
هناك قوة يمكننا إيجادها في الطبيعة بصورتها الأكبر؛ قوة غير مملوكة للفاعلين
من المغري أن نفترض أن العلاقة بين الحرية والسببية يمكن أن تكون أقرب من هذا. ربما
يمكننا أن نرى كم يمكن أن تكون هذه الفكرة مقنعة؛ حيث إنها تلبي حاجتنا العميقة إلى
يبدو هذا الخيار أكثر جاذبية عندما
ولكن إذا أجرينا هذه المطابقة، فسوف تتبعها المعادلة التي تضم غياب التحديد السببي مع
في المقابل، ليس من الواضح أن الحرية
ومن أية وجهة نظر، أن نمارس الحرية معناه أن نحدد لأنفسنا إن كان فعل ما سيحدث أم
هناك حد واضح للبساطة في الطبيعة. فيجب أن يكون هناك اختلافات جوهرية، وإلا فسيكون كل
من المهم أن نركز على هذه النقطة؛ لأن التراث الفلسفي باللغة الإنجليزية كان ينزع إلى
وقد اتخذوا المسار الذي كان توماس هوبز هو أول من ولجه؛ مسار المذهب الطبيعي، الذي
أحد الخيارات هو «الاستبعاد» الطبيعي،
(2) الطبيعية التوافقية والحرية بوصفها قوة سببية
كان للتفسيرات الاختزالية للحرية بوصفها نوعا من القوة السببية منشأ؛ إذ يعود
ولكن هذا الاختزال من جانب التوافقيين غير مقبول؛ إذ إنه يتعارض مع فكرة المنطق
يمكننا أن نكبح رغباتنا بشكل متعمد من خلال ممارسة إرادتنا المغايرة لها. ولكن إن كان
إن الفعل، كما نرى الآن، ليس بطبيعته نتيجة لرغباتنا، بل إنه أمر مختلف تماما. فالفعل هو في الواقع القدرة على التحديد العمدي لأي من رغباتنا - إن وجدت - ينبغي
ولا يمكن للحرية، التي تمثل قوة تحكمنا في أفعالنا، أن تتحدد منطقيا على أنها قوة
(3) الليبرتارية والحرية بوصفها قوة سببية
لا شك في أن الليبرتاريين لن يعرفوا الحرية أبدا على أنها قوة سببية لرغباتنا أو
إلا أن الكثير من الليبرتاريين قلقون من أنه إن لم تكن الحرية شكلا من أشكال القوة
هناك نوع آخر وحيد من القوة السببية
لماذا يريد الليبرتاريون وصف الحرية على أنها قوة سببية يحدثها الفاعل؟ تذكر أن
لذا عندما يحدث فعل ما، الفعل (أ)، من خلال ممارسة الفاعل حريته، فإن الفاعل ذاته
الفاعل-المسبب
يعمل الفاعل بشكل حر كسبب محدد لوقوع الفعل (أ) لا عدم وقوعه
التأثير
الفعل (أ) تم أداؤه
إن وقوع الفعل (أ) ليس عشوائيا؛ لأنه قد تم تحديده سببيا. ولكن سيظل حدوثه ممارسة
بالتأكيد من المهم في هذه القصة أنه يجب أن يمارس الفاعل قوته السببية بحرية. يجب أن
إذن، هل ينبغي أن ننظر للحرية الليبرتارية على أنها نوع من القوة السببية، بوصفها قوة
ولكن هناك اعتبار واضح لعدم قيامنا بذلك؛ وهو يقول إن الحرية الليبرتارية لا يمكن أن
تذكر أن نظرية الفاعل-المسبب عن الحرية يفترض بها أن تؤدي وظيفتين . فمن المفترض
إننا لا نقوم بأي شيء من أجل تسكين شواغلنا بشأن ما ستئول إليه الحرية الليبرتارية،
وكما أكدت خلال هذا الكتاب، الحرية بطبيعتها ما هي إلا قوة يمكن ممارستها بأكثر من
في الحقيقة، يمكن ممارسة القوة السببية العادية في بعض الأحيان بأكثر من طريقة. قد
وهناك المزيد؛ لا يعتبر هذا السبب الاحتمالي أو الوليد الصدفة «محددا» لوقوع
هناك طريقة واحدة يحدد من خلالها أي سبب عادي حدوث أحد التأثيرين دون الآخر على ذاك
ولكن عندما يحدد الفاعل ما سيحدث بممارسته حريته، فستختلف الأمور أيما اختلاف. هب
النتيجة واضحة. فبسبب عمل كل من القوتين، الحرية والسببية العادية، على تحديد النتائج
يمكنك أن تطلق على قوة الحرية أنها «سببية» هي الأخرى، إن أردت ذلك، ولكن تسميتها بهذا
إن إطلاق تسمية «قوة سببية» على الحرية لا يساعد على تفسير كيف أن الحرية تقصي
لماذا إذن الإصرار على كون الحرية قوة سببية من الأساس؟ وإذا لم نحصل على سبب مقنع
(4) الحرية الليبرتارية دون اختزال
نستنتج إذن أن الحرية ليست قوة سببية. إن ممارستي المبدئية للسيطرة على أفعالي - على
ولكن إذا لم تكن الحرية قوة سببية، فما هي العلاقة بين الفاعل وأفعاله الحرة؛ الأفعال
سأعرض فيما يلي تشبيها لهذا الأمر. فكر على سبيل المثال في أنني الدائن الذي
يتبع هذا أن الأفعال الحرة في مفهوم الليبرتارية تكون غير محددة سببيا، وقد تفتقد
إن الفعل الحر في مفهوم الليبرتارية يجب بطبيعته أن يكون فعلا غير محدد سببيا،
ولكن الليبرتارية لا علاقة لها بادعاء أن ممارسة الحرية لا تزيد عن مجرد الصدفة؛ لا
إنه فرض لتأويل اختزالي لليبرتارية لا مسوغ له. إنه قراءة لليبرتارية باعتبارها
سيكون غباء من الليبرتاريين أن يقوموا بهذا الاختزال بأي حال من الأحوال؛ حيث إنه لا
وأي وصف للحرية يتسق ومفهومنا العادي يجب أن يسمح ببقاء هذا التفسير بوصفه، على
يمكن استخدام الحجة ذاتها للاعتراض على اختزال توافقي مألوف آخر للحرية؛ هذه المرة
ولا شك في أن الحرية تشتمل على ما هو أكثر من مجرد العقلانية العملية، وجميعنا يعرف
(5) دفاعا عن الحرية الليبرتارية
إن حجة التشككية التي تعارض تماسك وإمكانية الحرية الليبرتارية أقل قوة بكثير مما
إن هجوم التشككية لا يرقى إلا إلى مرتبة عزم دوجماتي لوصف العالم من منطلق يقصي
لا توجد أي حجة تشككية مقنعة تظهر لنا أن الحرية الليبرتارية مستحيلة التحقيق من حيث
هل نمتلك أي أدلة مباشرة على أننا أحرار بالمفهوم الليبرتاري؟ سيدعي التشككيون أننا
ولكن بأي حق تم الافتراض أننا لا نمتلك أية خبرة أو وعي مباشر بحريتنا؟ في حقيقة
اعتقد هيوم أن القوة السببية كانت مخفية عنا مثلما يفترض التشككيون بشأن الحرية
مثل هذه المحاولات لاستبعاد تمثيل أمور على غرار الحرية والسببية من خبراتنا هي
ليست هذه رؤية جذابة للخبرة. ولكن كيف يمكن مقاومتها؟ أعتقد أن الطريقة الوحيدة هي
لذا فإن الخبرة تقودنا إلى الاعتقاد بشكل معتاد وطبيعي في عالم مكون من أغراض
بالمثل، تقودنا الخبرة بشكل معتاد وطبيعي إلى تكوين معتقداتنا عن حريتنا؛ إذ تقودنا
عند الجدال عبر الهاتف مع زميل ساخط صعب المراس، فإني أرفع صوتي، وأتعمد الحديث
إننا نتشارك في فكرة منتشرة عن الحرية؛ الحرية أو السيطرة على ما نفعل كما نفهمها
على العكس من السببية، تبدو الحرية مقصورة على البشر، أو على البشر والحيوانات العليا
المراجع
الفصل الثالث
Susan Wolf,
Freedom within
(Oxford University Press, 1990).
الفصل الرابع
Thomas Hobbes,
Of Liberty and
in
British Moralists
, ed. D. D. Raphael (Hackett, 1991), vol. i,
Thomas Hobbes,
Leviathan,
ch. 12, ed. R. Tuck (Cambridge University press, 1991), p. 146.
الفصل الخامس
John Locke,
An Essay Concerning Human
book 2, ch. 21, 'Of Power’, §10, ed. P. H. Nidditch (Oxford University Press, 1975), p. 238.
John Calvin,
Institutes of the
ed. J. T. McNeill and F. L. Battles
الفصل السابع
Immanuel Kant,
Metaphysics of
(Ak. 6. 384-5;
Cambridge University Press, 1996, p. 516).
قراءات إضافية
The literature on the free will problem is enormous, and there is no
الفكرة العامة
A useful collection of articles is
Free
, edited by Gary Watson (Oxford University Press, 1982; 2nd
The Oxford Handbook of Free Will,
edited by Robert Kane (Oxford University Press, 2002) contains articles on every
For further reading on past theories of action from Plato and
The Will and Human Action: From Antiquity to the Present
(Routledge, 2003).
الفلسفة القديمة
Aristotle’s
Nicomachean Ethics
contains a notable ancient discussion of action and moral responsibility. There
Necessity, Cause and Blame
by Richard
Ethics with
by Sarah Broadie (Oxford University Press,
Much of later Greek thought now survives in somewhat fragmentary
The Hellenistic
, edited by A. A. Long and D.N. Sedley (Cambridge
Along with Aristotle’s
Ethics ,
They are discussed in Brad Inwood’s
Ethics and Human
(Oxford University Press, 1985). A
Determinism and Freedom in
by Suzanne Bobzien (Oxford University Press,
One fundamental figure in late antiquity is St Augustine. His
De Libero
(On Free Choice). This can be found in a recent English
فلسفة القرون الوسطى وعصر النهضة
A central figure in the 13th century is Thomas Aquinas. One very
Summa Theologiae , his overview of
, contains in questions 6-17 an
The Psychology of Human Acts
edited by Thomas Gilby (Eyre & Spottiswoode, 1964).
Modern discussions of Aquinas on action include Ralph McInerny’s
Aquinas on Action (Catholic University of
Right Practical
by Daniel Westberg (Oxford University Press,
A key thinker of the 14th century is John Duns Scotus. A useful
Duns Scotus on the Will and Morality
by
For a detailed discussion of medieval theories and a comparison of
The Will and Human
For Calvin’s
Institutes of the Christian
I have used the edition by McNeill and Battles in the
Luther and Erasmus:
edited by E. Gordon Rupp and P. S. Watson
هوبز، وهيوم، وكانط
Central to understanding Hobbes on free will is his debate with
The
. Bramhall was
The Questions
for the new Clarendon edition of the
Of Liberty and Necessity . Excerpts from this work and from other of Hobbes’s writings are to be found in
British Moralists 1650-1800 , edited by D. D. Raphael (Hackett, 1991). Worth reading is the discussion of action and the
Leviathan (see the beginning chapters, and
An account of action and freedom that is more complex than Hobbes’s,
Essay concerning
-see the edition by P. H. Nidditch (Oxford
Modern English-language Compatibilism owes much to David Hume. An
An
, section 8, 'Of Liberty
Enquiry
entitled 'Of the Idea of Necessary Connexion’. The
The
by John P. Wright (Manchester
The Secret
(Oxford University Press, 1989).
Central to understanding Kant on action and freedom, and on morality
Groundwork of a Metaphysics of
(see, for example, the translation by H. J. Paton, Harper
Kant’s Theory of Freedom (Cambridge University
الجدل الحديث
There have been countless statements of Compatibilism within the
Free Will
and in Ayer’s
(New York, 1954); and for a book, Daniel
Elbow Room (MIT Press,
A subtle argument around the place of blame and resentment in human
Susan Wolf explores the rationalist view that free will and
Freedom within Reason (Oxford University
For the sceptical position see Galen Strawson’s 'The Impossibility of
Freedom and Belief (Oxford University Press,
Harry Frankfurt argues for basing moral responsibility on
The Importance of What We Care About (Cambridge
A prominent recent defence of Libertarianism is Robert Kane’s
The Significance of Free Will (Oxford
Libertarian Accounts of Free
(Oxford University Press, 2003). Both these books argue for
My own views on freedom and action are developed further in my
The Ethics of Action: Action and
(Oxford University Press, forthcoming). A companion volume
The Ethics of Action: Action and Normativity , will
مصادر الصور
(1-1) © Scottish National Portrait Gallery. (2-1) © 2004 TopFoto.co.uk. (2-2) © Scottish National Portrait Gallery. (4-1) By courtesy of the National Portrait
(5-1) Museum Boÿmans Van Beuningen,
(7-1) © 2004 TopFoto.co.uk.
ناپیژندل شوی مخ