اقتصاد النسيج
اقتصاد النسيج في الغرب الإسلامي في العصر الوسيط
ژانرونه
83
كما أن أول من عمل بمهنة الحياكة والخياطة هو سيدنا إدريس عليه السلام؛ الأمر الذي أضفى على هذه المهنة المزيد من التقدير والاحترام، فمارسها العديد من الناس وتفاخروا بها وتوارثوها جيلا عن جيل، وفي هذا الإطار يقول ابن خلدون:
84 «اعلم أن المعتدلين من البشر في معنى الإنسانية لا بد لهم من الفكر في الدفء كالفكر في الكن، ويحصل الدفء باشتمال المنسوج للوقاية من الحر والبرد، ولا بد لذلك من إلحام الغزل حتى يصير ثوبا واحدا، وهو النسج والحياكة، فإن كانوا بادية اقتصروا عليه، وإن مالوا إلى الحضارة فصلوا تلك المنسوجة قطعا يقدرون منها ثوبا على البدن بشكله وتعدد أعضائه واختلاف نواحيها، ثم يلائمون بين تلك القطع بالوصائل حتى تصير ثوبا واحدا على البدن ويلبسونها، والصناعة المحصلة لهذه الملاءمة هي الخياطة.»
وجاء القرآن الكريم بالعديد من الآيات التي تذكر النسيج والمنسوجات وهو ما يعطي أهمية لها ولصناعتها وبالتالي تجارتها، فمن أمثلة المنسوجات التي شرفت بذكرها الجلباب بقوله عز وجل:
يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ،
85
والجلباب كما ذكره ابن منظور:
86 «ثوب أوسع من الخمار دون الرداء، تغطي به المرأة رأسها وصدرها.» وقيل: «هو ثوب واسع دون الملحفة تلبسه المرأة.» وقيل هي «ملاءتها التي تشتمل بها.» وقوله جل جلاله:
يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين ،
87
ناپیژندل شوی مخ