Iqtidaa' al-Siraat al-Mustaqeem

ابن تیمیه d. 728 AH
78

Iqtidaa' al-Siraat al-Mustaqeem

اقتضاء الصراط المستقيم

پوهندوی

ناصر عبد الكريم العقل

خپرندوی

دار عالم الكتب

د ایډیشن شمېره

السابعة

د چاپ کال

۱۴۱۹ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

وقال سبحانه عن النصارى: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ﴾ [النساء: ١٧١] (١) وقال تعالى (٢) ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ﴾ [المائدة: ١٧] (٣) إلى غير ذلك من المواضع. ثم إن الغلو في الأنبياء والصالحين قد وقع في طوائف من ضلّال المتعبدة والمتصوفة (٤) حتى خالط كثيرا (٥) منهم من مذهب الحلول والاتحاد ما هو أقبح من قول النصارى أو مثله أو دونه. وقال تعالى: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ﴾ [التوبة: ٣١] (٦) وفسره النبي ﷺ لعدي بن حاتم ﵁ بأنهم: «أحلّوا الحرام فأطاعوهم، وحرموا عليهم الحلال فاتبعوهم» (٧) .

(١) سورة النساء: من الآية ١٧١. (٢) في (ج د) زاد قوله تعالى: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ سورة المائدة: الآية ٧٣. (٣) سورة المائدة: من الآيتين ١٧، ٧٢. (٤) لا تزال الصوفية تضفي على مشايخها ومعظميها من الصفات ما لا يجوز إلا لله تعالى، فهم يشركون من يسمونهم بالأغواث في تصريف الملكوت وتدبير الكون وعلم الغيب، وكذلك الأبدال والأقطاب والأوتاد، وكتبهم مليئة بهذه النعوت، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا، انظر على سبيل المثال: جامع كرامات الأولياء (١/ ٦٩ - ٧٩) . وانظر: مجموع الفتاوى للمؤلف (١١/ ٤٣٣ - ٤٤٥) . (٥) في (د): كثير بالرفع. (٦) سورة التوبة: من الآية ٣١. (٧) جاء ذلك في حديث أخرجه الترمذي في كتاب تفسير القرآن - تفسير سورة التوبة - الحديث رقم (٣٠٩٥)، (٥/ ٢٧٨)، وقال الترمذي: "هذا حديث غريب"، وانظر: تفسير ابن جرير الطبري (١٠/ ٨٠، ٨١) .

1 / 89