Iqtidaa' al-Siraat al-Mustaqeem
اقتضاء الصراط المستقيم
ایډیټر
ناصر عبد الكريم العقل
خپرندوی
دار عالم الكتب
شمېره چاپونه
السابعة
د چاپ کال
۱۴۱۹ ه.ق
د خپرونکي ځای
بيروت
ژانرونه
عقائد او مذهبونه
ومشاركتهم في الظاهر: إن لم تكن (١) ذريعة أو سببا قريبا أو بعيدا إلى نوع ما من الموالاة (٢) والموادة، فليس فيها مصلحة المقاطعة والمباينة، مع أنها تدعو إلى نوع ما من المواصلة - كما توجبه الطبيعة (٣) وتدل عليه العادة - ولهذا كان السلف ﵃ يستدلون بهذه الآيات على ترك الاستعانة بهم في الولايات.
فروى الإمام أحمد بإسناد صحيح، عن أبي موسى (٤) ﵁ قال: " قلت لعمر ﵁: إن لي كاتبا نصرانيا قال: ما لك؟ قاتلك الله، أما سمعت الله يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ [المائدة: ٥١] (٥) ألا اتخذت حنيفا؟ قال: قلت: يا أمير المؤمنين، لي كتابته وله دينه. قال:
(١) في (ب): يكن.
(٢) في (أط): الموادة والموالاة.
(٣) الطبيعة هنا بمعني الفطرة والجبلة، والسجية التي جبل عليها الإنسان. انظر: مختار الصحاح (ص٣٨٧)، (ط ب ع) . لا كما يطلقها الفلاسفة وكثير من الكتاب المحدثين بمعني: مجموعة العناصر والعوالم الكونية التي يزعمون أنها تؤثر في بعضها تأثيرا مستقلا عن إرادة الخالق سبحانه، أو كما يزعم الملاحدة: أنها هي وحدها الوجود، وهي وحدها المؤثر والمؤثر فيه، وليس لها خالق مدبر متصرف، تعالى الله عما يقوله الظالمون علوا كبيرا.
(٤) هو الصحابي الجليل: عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر الأشعري، أبو موسى، قدم إلى رسول الله ﵌ بمكة قبل الهجرة، فأسلم، وهاجر الهجرتين، والثالثة من اليمن أول إسلامه إلى رسول الله ﵌ بمكة، وكان حسن الصوت بالقرآن، واستعمله رسول الله ﵌ على زبيد وعدن وساحل اليمن، واستعمله عمر على الكوفة والبصرة، وفتح الأهواز وأصبهان، وتوفي ﵁ بالكوفة سنة (٥٠ هـ) . انظر: تهذيب الأسماء واللغات، للنووي، القسم الأول، (٢ / ٢٦٨)، ترجمة رقم (٤٢٥) .
في المطبوعة: الأشعري.
(٥) سورة المائدة: من الآية ٥١.
1 / 184