والتعاقب والمعاقبة: المداولة، وإنما يكون التعاقب بين طائفتين، أو بين رجلين، مرة هذا ومرة هذا، ومنه قولهم: الأمير يعقب الجيوش والبعوث، أي: يرسل هؤلاء وقتًا، شهرًا أو شهورًا، وهؤلاء مثل ذلك بعدهم، ليرد هؤلاء، فهذا هو التعاقب.
ومعنى: "يعرج الذين باتوا فيكم" [٨٢]، أي: يصعدون. وكل من صعد شيئًا فقد عرج؛ ولذلك قيل للدرج: المعارج؛ و[قوله تعالى] ﴿ذِي الْمَعَارِجِ (٣)﴾: معارج الملائكة. وقيل: ذي الفواضل العالية. والمعراج: الدرج. وقيل: سلم تعرج فيه الأرواح. وقيل: هو أحسن شيء لا تتمالك النفوس إذا رأته أن تخرج.
وقوله: "إنكن لأنتن صواحب يوسف" يحتمل أن يريد به امرأة العزيز، فأتى بلفظ الجمع، على معنى الجنس، كما يقال: فلان يميل إلى النساء، ولعله إنما يميل إلى امرأة واحدة منهن. ويحتمل أن يريد اللائي ﴿وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا﴾.
وقوله: "بينما رسول الله ﷺ جالس بين ظهراني الناس". هذا كلام أكثر ما تستعمله العرب بالتثنية، فيقولون: فلان بين ظهري القوم؛ وبين