الباب الثالث فيما نذكره من الاستعداد لدخول شهر رمضان
وفيه فصول:
فصل (1) فيما نذكره من فضل بذل الطعام لافطار الصوم والاستظهار للصيام بإصلاح الطعام
اعلم ان فضل إطعام الطعام معقول فضله بأنوار العقول المصدقة للأنبياء والمرسلين (صلوات الله عليهم أجمعين)، وذلك:
ان القيام لأهل الصيام بالطعام كأنه تملك لطاعتهم وسلب (1) منهم لعبادتهم، فان القوة الموجودة في الأجساد الذين تؤثرهم بالزاد، تصير كأنها قوة العبد المطعم لهم التي في جسد مهجته.
فكما ان قوة جسده كلما حصل بها كان معدودا من عبادته، فكذا يكون كلما صدر عن القوة بتفطير الصائم تكون مكتوبة لمن يطعمه في ديوان طاعته، فكأنك قد اتخذتهم مماليك يتعبون في خدمتك، وأنت ساكن، ويحملون ذخائرك إلى دار إقامتك، وأنت قاطن، ويخافون في مصلحتك، وأنت آمن، وحسبك ان تبتاع كل مملوك منهم بمقدار
مخ ۳۷