Invitation to Adhere to the Quran and Its Impact on a Muslim's Life
الدعوة إلى التمسك بالقرآن الكريم وأثره في حياة المسلم
خپرندوی
*
ژانرونه
المقدمة
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ (آل عمران: ١٠٢) .
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ (النساء:١)
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ (الأحزاب:٧٠-٧١) .
أما بعد:
فإن أي دعوة تشرف بما تدعو إليه، وتزكو بما تحث الناس عليه، ولا ريب أن الدعوة إلى التمسك بالقرآن الكريم، هي أسمى المقاصد، وأنبل الفوائد، لأنها تتعلق بكتاب الله تعالى، وكفى بذلك شرفًا ومقصدًا.
أ - أهمية الموضوع، وأسباب الدراسة:
المسلم مطالب دائمًا وأبدًا بالتمسك بكتاب الله تعالى حق التمسك وتطبيق ذلك في حياته الخاصة والعامة، وظهور آثار ذلك التمسك في سلوكه وتصرفاته
1 / 1
ولكن الملاحظ - وبخاصة في عصرناالحاضر - انصراف كثير من فئام المسلمين عن التمسك بكتاب ربهم ﵎، وإن أظهروا حبهم وتقديسهم له، إلا أن الواقع المعاش يغاير ذلك ومن هنا كان الاختلال الواضح، في حياة المسلمين أفرادًا ومجتمعات، الأمر الذي أوقع الوهن في حياة الأمة على مختلف الأصعدة الدينية والدنيوية.
ولا ريب أن المتأمل في كتاب الله تعالى يجد الدعوة الصريحة الواضحة للتمسك بالقرآن الكريم، والآثار العظيمة التي سوف يجنيها الفرد والمجتمع من ذلك.
ومن هنا كان الدافع للكتابة في هذا الموضوع الدعوي القرآني الهام، وكذا لعدم وجود مؤلف خاص في هذا الموضوع - على حد علمي - وإنما هنالك إشارات وذكر متناثر في بطون الكتب، فأحببت أن أجمع شتات الموضوع، وأبرز معالمه، وأوضح مقاصده ليكون دعوة خيّرة للناس لعلهم يتقون.
كما أرجو من الله تعالى أن أكون قد وفقت وأنا أقدم هذا البحث المتواضع للندوة المباركة بإذن الله تعالى (ندوة عناية المملكة السعودية بالقرآن الكريم وعلومه) والتي يعقدها مشكورًا مأجورًا مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة في الفترة ٤/٦/١٤٢١هـ إلى ٧/٦/١٤٢١هـ.
ب - تساؤلات البحث:
يهدف البحث إلى الإجابة عن التساؤلات الكبرى التالية:
أولًا: ماالمقصود بالقرآن الكريم، وماأهمية التمسك به؟.
ثانيًا: ما مظاهر التمسك بالقرآن الكريم؟.
1 / 2
ثالثًا: ما فضائل التمسك بالقرآن الكريم؟.
رابعًا: ما آثار التمسك بالقرآن الكريم في حياة المسلمين الخاصة والعامة؟.
ج - منهج البحث والخطوات البحثية:
استخدم الباحث منهج البحث الوصفي، وكذا منهج البحث التحليلي التأملي، للخروج بفوائد علمية هامة دقيقة.
كما اتبع الباحث الخطوات البحثية المختصرة التالية:
١- عزو الآيات القرآنية إلى مواضعها من المصحف.
٢- تخريج الأحاديث من مظانها، وإيراد حكم العلماء عليها.
٣- توثيق الآثار والأقوال بإرجاعها إلى مصادرها.
٤- التأصيل العلمي للموضوعات البحثية، والخلوص إلى نتائج محددة.
1 / 3
د - خطة البحث بالتفصيل:
- المقدمة: وتضمنت الحديث عن أهمية الموضوع، وبواعث دراسته، وتساؤلات البحث الكبرى، ومنهج البحث والخطوات البحثية، والخطة بالتفصيل.
- الفصل الأول: الدَّعوة إلى التمسّك بالقرآن الكريم.
ويتضمن أربعة مباحث:
المبحث الأول: التعريف بالقرآن الكريم، وأسمائه، وخصائصه.
المبحث الثاني: أهمية الدعوة إلى التمسك بالقرآن الكريم.
المبحث الثالث: مظاهر التمسك بالقرآن الكريم.
المبحث الرابع: فضائل التمسك بالقرآن الكريم.
- الفصل الثاني: آثار التمسّك بالقرآن الكريم في حياة المسلمين.
ويتضمن ستة مباحث:
المبحث الأول: الأثر الإيماني والتعبدي.
المبحث الثاني: الأثر الدعوي والإصلاحي.
المبحث الثالث: الأثر الخلقي والمسلكي.
المبحث الرابع: الأثر العلمي والفكري.
المبحث الخامس: الأثر الإنساني والحضاري.
المبحث السادس: الأثر الأمني الشامل.
- الخاتمة: وفيها خلاصة البحث، ونتائجه، والتوصيات.
- الفهارس.
1 / 4
هـ - ثناء الباحث على الله تعالى بما هو أهل له.
اللهم لك الحمد كله، والشكر كله فأنت أهل الثناء والحمد، والعزة والمجد، والميسر لكل قصد.
اللهم لك الحمد أن جعلتنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك، اللهم فأدم علينا نعمتك، وارزقنا شكرها على الوجه الذي ترضاه عنا يارب العالمين.
اللهم نوِّر بالقرآن العظيم قلوبنا، وافتح به أبصارنا، واشرح به صدورنا، واكلأ به حياتنا، وأنر به دروبنا، واحفظنا به من أمامنا ومن خلفنا، وعن أيماننا وعن شمائلنا، ومن فوقنا ومن تحتنا، وما أنت أعلم به منا.
﴿رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ (البقرة: ٢٨٦) .
1 / 5
الدعوة إلى التمسك بالقرآن الكريم وأثره في حياة المسلم
...
الفصل الأول الدَّعوة إلى التمسّك بالقرآن الكريم
ويتضمّن أربعة مباحث:
المبحث الأول: التعريف بالقرآن الكريم، وأسمائه، وخصائصه.
المبحث الثاني: أهمية الدعوة إلى التمسك بالقرآن الكريم.
المبحث الثالث: مظاهر التمسك بالقرآن الكريم.
المبحث الرابع: فضائل التمسك بالقرآن الكريم.
1 / 6
المبحث الأول: التعريف بالقرآن الكريم، وأسمائه، وخصائصه.
وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأول: التعريف بالقرآن الكريم لغةً.
اختلفت آراء أهل اللغة حول أصل كلمة (القرآن) وتعددت، ويمكن لنا حصرها في اتجاهين رئيسين:
- الاتجاه الأول: وهو الذي يذهب إلى أن القرآن اسم لكتاب الله تعالى، وأنه غير مشتق من أي مادة سواء من (قرأ) أو من غيرها. وذلك لأنه علم على كتاب الله تعالى مثل التوراة والإنجيل. وعلى هذا فالقرآن غير مهموز.
- الاتجاه الثاني: وهو الذي يذهب إلى أن لفظ (القرآن) مشتق، واختلف أصحاب هذا الاتجاه على أربعة أقوال:
١- أن القرآن مصدر لقرأت كالرجحان والغفران، سمي به الكتاب المقروء من باب تسمية المفعول بالمصدر. وبه قال اللحياني وآخرون.
٢- وقال قوم منهم الأشعري: هو مشتق من قرنت الشيء بالشيء: إذا ضممت أحدهما إلى الآخر.
٣- وقال الفراء: هو مشتق من القرائن، لأن الآيات منه يصدق بعضها بعضًا، ويشابه بعضها بعضًا وهي قرائن. وعلى القولين بلا همز أيضًا ونونه أصلية.
٤- وقال آخرون منهم الزجاج: هو وصف على فعلان مشتق من القرء بمعنى الجمع، ومنه قرأت الماء في الحوض أي جمعته.
قال أبو عبيدة: وسمي بذلك لأنه جمع السور بعضها إلى بعض.
1 / 7
وقال الراغب: لا يقال لكل جمع قرآن ولا لجمع كل كلام قرآن، وإنما سمي قرآنًا لكونه جمع ثمرات الكتب السالفة المنزلة. وقيل: لأنه جمع أنواع العلوم كلها.
ثم قال الحافظ السيوطي بعد أن ساق تلك الأقوال: والمختار عندي في هذه المسألة ما نص عليه الشافعي (١) .
ويذهب الشيخ الزرقاني إلى خلاف ذلك ويؤكد أن القرآن مشتق فيقول: (أما لفظ القرآن فهو: في اللغة مصدر مرادف للقراءة، ومنه قوله تعالى ﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ﴾ (القيامة: ١٧-١٨) . ثم نقل من هذا المعنى المصدري وجعل اسمًا للكلام المعجز المنزل على النبي ﷺ من باب إطلاق المصدر على مفعوله، ذلك ما نختاره استنادًا إلى موارد اللغة، وقوانين الاشتقاق، وإليه ذهب اللحياني وجماعة. أما القول: بأنه وصف من القَرء بمعنى: الجمع، أو أنه مشتق من القرائن، أو أنه مشتق من قرنت الشيء بالشيء، أو أنه مرتجل أي موضوع من أول الأمر عَلَمًا على الكلام المعجز المنزل غير مهموز ولا مجرد من أل، فكل أولئك لا يظهر له وجه وجيه، ولا يخلو توجيه بعضه من كلفة، ولا من بُعد عن قواعد الاشتقاق وموارد اللغة. وعلى الرأي المختار: فلفظ قرآن مهموز، وإذا حذف همزه، فإنما ذلك للتخفيف، وإذا دخلته "أل" بعد التسمية فإنما هي للمح الأصل لا للتعريف) (٢) .
_________
(١) انظر تلك الأقوال في كتاب: الإتقان في علوم القرآن للسيوطي ١/٦٧-٦٨، وانظر: مدخل إلى علوم القرآن والتفسير، د. فاروق حمادة ص ١٥-١٦، والكلمات الإسلامية في الحقل القرآني، د. عبد العال سالم مكرم ص ١٢٦-١٢٧.
(٢) انظر: مناهل العرفان في علوم القرآن، للشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني ١/١٤.
1 / 8
والرأي الذي أميل إليه في أصل كلمة قرآن لغةً: أن القرآن اسم لكتاب الله تعالى، وأنه غير مشتق وهو ما ذهب إليه الإمام الشافعي وابن كثير وغيرهما.
المطلب الثاني: التعريف بالقرآن الكريم اصطلاحًا.
القرآن الكريم كلام الله تعالى، أنزله على رسوله ﷺ ليكون للعالمين نذيرًا، وحوى من العقائد والشرائع والمعارف والعلوم والآداب والأخلاق ما يجلّ الوصف عن ذكره، وتضمّن بين طيّاته الإخبار عن الأوّلين والآخرين، وما كان وما سيكون. ورسم للإنسان منهجًا واضحًا، وطريقًا سليمًا، وصراطًا مستقيمًا يسير عليه، ويهتدي به، ويدعو إليه.
كما اشتمل القرآن العظيم على الأمن والإيمان والطمأنينة والتوحيد، وانشراح الصدور، وهدوء الضمائر، وراحة البال.
كما تميز كتاب الله تعالى بالاعجاز، وتحدي الخلق أجمعين أن يأتوا بمثله أو بأقل سورة فيه. كما أنه متعبد بتلاوته، ومحفوظ إلى يوم القيامة.
وهنا نتساءل: من الذي يستطيع أن يعطي تعريفًا لهذا الكتاب الكريم الذي حوى كل تلك الأمور - وغيرها كثير؟ -. ومن الذي يقدر على تحديده في تعريف من تعاريف البشر التي اصطلحوا على وجود حدود ومعالم لها؟ أو أنها جامعة ومانعة؟ الحقيقة أنه من خلال تعاريف العلماء قديمًا وحديثًا للقرآن الكريم، ومن خلال محاولات الكُتّاب والمؤلفين في هذا الصدد نجد أنها كلها لا تعدو توصيفًا للقرآن الكريم، دون إعطاء تعريف دقيق محدَّد له، فنجد بعض التعاريف تركز على شيء واحد وتهتم به، مثل كونه كلام الله
1 / 9
تعالى، أو أنه معجز، أو اشتماله على الأمور والمسائل العظيمة التي تهم المسلم في حياته ومآله وغير ذلك.
والحقيقة أن ذلك راجع إلى عدم إحاطة أولئك العلماء والمؤلفين لمضامين القرآن العظيم، وعلومه وأحكامه، وفضائله وفوائده، وأنّى لهم ذلك.
يقول الشيخ مناع القطان ﵀: (والقرآن الكريم يتعذر تحديده بالتعاريف المنطقية ذات الأجناس والفصول والخواص. بحيث يكون تعريفه حدًا حقيقيًا، والحد الحقيقي له هو استحضاره معهودًا في الذهن أو مشاهدًا في الحس كأن تشير إليه مكتوبًا في المصحف أو مقروءًا باللسان، فتقول هو ما بين هاتين الدفتين، أو تقول: هو (بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين ... إلى قوله: من الجنة والناس) (١) .
ويقول الدكتور محمد عبد الله دراز يرحمه الله: (أما ما ذكره العلماء من تعريفه بالأجناس والفصول كما تُعرف الحقائق الكلية فإنما أرادوا به تقريب معناه وتمييزه عن بعض ما عداه مما قد يشاركه في الاسم ولو توهمًا، ذلك أن سائر كتب الله تعالى والأحاديث القدسية وبعض الأحاديث النبوية تشارك القرآن في كونها وحيًا إلهيًا فربما ظن ظان أنها تشاركه في اسم القرآن أيضًا، فأرادوا بيان اختصاص الاسم به ببيان صفاته التي امتاز بها عن تلك الأنواع) (٢) .
ومن التعاريف التي ذكرها العلماء والكتاب للقرآن الكريم ما يلي:
أ - قيل هو: اسم للمتلوّ المحفوظ المرسوم في المصاحف (٣) .
_________
(١) مباحث في علوم القرآن، للشيخ مناع القطان ص ٢٠-٢١، وأصل التعريف الذي أورده للدكتور محمد عبد الله دراز يرحمه الله في كتابه النبأ ص ١٤.
(٢) النبأ العظيم، للدكتور محمد عبد الله دراز ص ١٤.
(٣) إعجاز القرآن للباقلاني ١/٢٠ على حاشية الاتقان للسيوطي.
1 / 10
ب - وقيل هو: اسم لما بين الدفتين من كلام الله (١) .
ج - وقيل هو: الكلام المنزّل على الرسول، المكتوب في المصاحف، المنقول إلينا نقلًا متواترًا (٢) .
د - وقيل في تعريفه هو: اللفظ المنزّل على النبي ﷺ من أول الفاتحة إلى آخر سورة الناس (٣) .
هـ - وقيل في تعريفه هو: كلام الله المنزّل على خاتم الأنبياء والمرسلين، بوساطة الأمين جبريل ﵇، المكتوب في المصاحف، المحفوظ في الصدور، المنقول إلينا بالتواتر، المتعبد بتلاوته، المبدوء بسورة الفاتحة، المختتم بسورة الناس) (٤) .
ووقيل أيضًا في تعريفه هو: كلام الله المعجز والموحى به على خاتم الأنبياء والمرسلين، والذي أُحكمت آياته ثم فُصلت من لدن حكيم خبير
للتعبد بتلاوتها والعمل بمقتضاها في جميع جوانب الحياة، في كل زمان ومكان (٥) .
ز - وقيل أيضًا في تعريفه هو: القرآن هو كلام الله المعجز، ووحيه المنزّل على نبيه محمد بن عبد الله ﷺ، المكتوب في المصاحف، المنقول عنه بالتواتر، المتعبد بتلاوته (٦) .
ح - وقيل في تعريف القرآن هو: المنزّل على الرسول، المكتوب في المصاحف، المنقول عنه نقلًا متواترًا بلا شبهة (٧) .
_________
(١) التفسير الكبير (مفاتيح الغيب) للفخر الرازي ٥/٩٢.
(٢) إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول، لمحمد علي الشوكاني ١/٨٥.
(٣) مناهل العرفان في علوم القرآن، للشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني ١/١٩.
(٤) التعبير الفني في القرآن، د. بكري شيخ أمين ص ١١.
(٥) نور من القرآن، د. محمد الحسين أبو سم ص ١١.
(٦) لمحات في علوم القرآن، لمحمد الصباغ ص ٦.
(٧) التعريفات للجرجاني ص ١٧٤.
1 / 11
ط - وقيل أيضًا في تعريف القرآن الكريم هو: كلام الله المعجز المنزّل على رسوله محمد ﷺ بالوحي المنقول إلينا بالتواتر (١) .
والمتأمل في التعاريف السابقة يجد أنها إما مسهبة أو مقصرة أو متوسطة في توصيف القرآن وتعريفه، ومهما قال القائلون إلا أنهم لن يبلغوا المراد الكامل للقرآن الكريم، والمعنى الشامل لكتاب الله تعالى.
قال تعالى مخبرًا عن كتابه العظيم: (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ. عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾ (الشعراء: ١٩٢-١٩٥) .
وقال تعالى أيضًا في كتابه الكريم: ﴿الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ (إبراهيم:١)
وقال تعالى أيضًا في كتابه العزيز: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (يونس: ٥٧) .
ومن خلال ما سبق يمكن أن أذكر تعريفًا أو قُل توصيفًا للقرآن الكريم فأقول هو: (كلام الله تعالى المعجز، الموحى به إلى محمد ﷺ، لينذر به الخلق أجمعين، ويدعوهم إلى توحيد رب العالمين، والمكتوب بين دفتي المصحف، والمنقول إلينا بالتواتر، والمتعبد بتلاوته، والمحفوظ إلى آخر الدهر، والمشتمل على خيري الدنيا والآخرة) (٢) .
_________
(١) معجم لغة الفقهاء، د. محمد قلعجي وزميله ص ٣٥٩.
(٢) (القرآن كلام الله، منه بدأ بلا كيفية قولًا، وأنزله على رسوله وحيًا، وصدقه المؤمنون على ذلك حقًا، وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة ليس بمخلوق ككلام البرية) اللجنة العلمية..
1 / 12
المطلب الثالث: أسماء القرآن الكريم وأوصافه.
إن تعدد الأسماء دليل على عظم المسمى، وإيماء إلى شرفه وعلوّه ورفعته.
ولا ريب أن القرآن الكريم هو أعظم وأشرف كتاب، ولذا تعددت أسماؤه وأوصافه، وكلها مستفادة من القرآن ذاته.
ومن تلك الأسماء والأوصاف العديدة ما يلي (١):
أ - القرآن. قال تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ (الإسراء: ٩) .
ب - الفرقان. قال تعالى: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا﴾ (الفرقان: ١) .
ج - الذكر. قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (الحجر: ٩) .
د - الكتاب. قال تعالى: ﴿ألم. ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ﴾ (البقرة: ١-٢) .
هـ – التنزيل. قال تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (الشعراء: ١٩٢) .
والنور. قال تعالى: ﴿قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ﴾ (المائدة: ١٥) .
ز - الروح. قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا﴾ (الشورى:٥٢) .
_________
(١) انظر: كتاب الإتقان في علو م القرآن، للحافظ السيوطي ١/٦٧.
1 / 13
وغير ذلك من الأسماء والأوصاف التي ذكرها الله ﷾ للقرآن الكريم، تعظيمًا لكتابه، وتقديسًا له، وتخليدًا لذكره، ولفت انتباه الناس إلى أهميته وفضله وهيمنته على الكتب كلها.
ولكن الملاحظ أنه غلب من أسمائه: القرآن والكتاب.
يقول الدكتور محمد عبد الله دراز يرحمه الله (١) «روعي في تسميته قرآنًا كونه متلوًا بالألسن، كما روعي في تسميته كتابًا كونه مدونًا بالأقلام،
فكلتا التسميتين من تسمية الشيء بالمعنى الواقع عليه. وفي تسميته بهذين
الاسمين إشارة إلى أن من حقه العناية بحفظه في موضعين لا في موضع واحد،
أعني أنه يجب حفظه في الصدور والسطور جميعًا، أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى، فلا ثقة لنا بحفظ حافظ حتى يوافق الرسم المجمع عليه من الأصحاب، المنقول إلينا جيلًا بعد جيل على هيئته التي وضع عليها أول مرة،
ولا ثقة لنا بكتابة كاتب حتى يوافق ما هو عند الحفاظ بالإسناد الصحيح المتواتر. وبهذه العناية المزدوجة التي بعثها الله في نفوس الأمة المحمدية اقتداءً بنبيها ﷺ بقي القرآن محفوظًا في حرز حريز، إنجازًا لوعد الله الذي تكفل بحفظه، حيث يقول: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (الحجر: ٩) .
المطلب الرابع: خصائص القرآن الكريم.
يتفرد القرآن العظيم بجملة من الخصائص، والفرائد التي تميزه عن غيره من الكتب السماوية السابقة، كما ترفعه عن غيره من كتب أهل الأرض،
_________
(١) النبأ العظيم، د. محمد عبد الله دراز ص ١٢-١٣.
1 / 14
وهذه الخصائص والفرائد والمزايا عديدة ومتنوعة، ولا يمكن حصرها في صفحات محدودة، ولكن يمكن لنا الاشارة إلى أهم تلك الخصائص، والمتمثلة فيما يلي:
١- أنه من عند الله:
كما قال تعالى: ﴿وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ (البقرة:٨٩) .
وقال تعالى أيضًا: ﴿أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا﴾ (النساء: ٨٢) .
٢- أنه كلام الله تعالى:
وهذه من أخص خصائص كتاب الله تعالى كما قال سبحانه: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ﴾ (التوبة: ٦) .
٣- نزوله منجمًا:
والمقصود بذلك نزول القرآن الكريم مفرقًا في مدة ثلاث وعشرين سنة (١) .
_________
(١) انظر: لمحات في علوم القرآن، لمحمد الصباغ ص ٣٢.
1 / 15
أما الكتب السماوية السابقة فكانت تنزل دفعة واحدة (١) . ومن هنا كان تعجب المشركين من عدم نزول القرآن الكريم مرة واحدة، وهو ما حكاه الله تعالى بقوله: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا﴾ (الفرقان: ٣٢) .
٤- حفظ الله تعالى له:
وهذه الخاصية تعني تكفل الله تعالى بحفظ كتابه من انتحال المبطلين، وادعاء المدعين، وتخرّص المكذبين وعدم ضياعه على توالي الدهور والليالي والأيام. قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (الحجر: ٩) .
يقول الحافظ ابن كثير في تفسير الآية: قرّر تعالى أنه هو الذي أنزل القرآن الكريم، وهو الحافظ له من التغيير والتبديل (٢) .
٥- هيمنته على الكتب السابقة:
والمقصود بذلك: إتيان القرآن على ما في الكتب السماوية السابقة، وشهادته عليها، واحتواؤه لفضائلها ومزاياها، وزيادته على ذلك.
قال تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ﴾ (المائدة: ٤٨) .
يقول الحافظ ابن الجوزي في معنى الآية: وأصل كلمة مهيمن مؤيمن، وترد على أربعة أنحاء:
أ - مؤتمنًا على ما قبله من الكتب.
ب - وشاهدًا عليها.
_________
(١) انظر: كتاب المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز، لأبي شامة المقدسي ص١٣.
(٢) تفسير القرآن العظيم، لابن كثير ٢/٥٤٧.
1 / 16
ج - والمصدق على ما أخبر عنها.
د - والرقيب والحافظ عليها (١) .
٦- ختمه للكتب السابقة:
والمقصود بذلك أن القرآن الكريم هو آخر الكتب السماوية نزولًا،
فلا كتاب بعده إلى قيام الساعة، وفي هذا دليل على خصوصيته، وأهمية العناية والاهتمام به. قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِينًا﴾ (المائدة: ٣) .
٧- إعجازه:
يمتاز القرآن العظيم بأنه كتاب معجز في كل شيء، وقد تحدى الله تعالى به العرب، وهم أهل اللغة، وأرباب البيان فعجزوا عن الإتيان بمثله أو بأقل سورة منه، مع قدرتهم على نظم الكلام وتذوقهم له، وانفرادهم من بين الأمم بخاصية القول، وعذوبته، وجماله، وتقديرهم له، وهذا واضح في شعرهم، ونثرهم. قال تعالى: ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ (الإسراء: ٨٨) .
٨- يسره للناس:
من الخصائص العظيمة للقرآن الكريم أنه ميسر لكل من يطلع عليه، يطلب وجه الحق والخير والصواب، وهذا التيسير القرآني يشمل عدة جوانب منه: كقرائته، وحفظه، واستذكاره، وتدبره، وتأمله، ومعرفة علومه، ومعانيه
_________
(١) زاد المسير في علم التفسير، لابن الجوزي ٢/٣٧١.
1 / 17
، وفقهه. قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ (القمر: ١٧) .
٩- شموله للخلق أجمعين:
إن من فرائد القرآن العظيم أنه كتاب لجميع الخلق، وذلك بعكس الكتب السماوية الأخرى التي كانت خاصة لأناس معينين. أما القرآن الحكيم فهو دعوة الله للناس أجمعين، وحجته على الخلق، ورسالته لجميع البشر.
قال تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا﴾ (الأعراف: ١٥٨) . وقال تعالى: ﴿وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ﴾ (القلم: ٥٢) .
١٠- تضمّنه لخيري الدنيا والآخرة:
إن المتأمل في كتاب الله تعالى يجد أنَّه قد اشتمل على ما ينفع الإنسان في
دنياه، وآخرته، فما من خيرٍ إلا ودلّه عليه، وما من شرٍّ إلا وحذَّره منه.
قال تعالى: ﴿مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ﴾ (الأنعام: ٣٨) .
1 / 18
المبحث الثاني: أهمية الدعوة إلى التمسّك بالقرآن الكريم.
أرسل الله تعالى نبيه المصطفى، ورسوله المجتبى محمدا ﷺ، بخاتمة الرسائل، وآخر الدعوات، وأنزل معه الكتاب الكريم ليكون للعالمين نذيرًا،
وهاديًا ودليلًا، وسراجًا منيرًا. وأمر الله ﵎ الناس بالتمسك بكتابه الكريم وحفظه، والعناية به، وعدم تفريطه، أو التهاون فيه. قال تعالى: ﴿فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ (الزخرف: ٤٣) .
يقول ابن جرير الطبري في تفسيره للآية الكريمة:
«يقول تعالى ذكره لنبيّه محمد ﷺ: فتمسّك يا محمد بما يأمرك به هذا القرآن الذي أوحاه إليك ربك، ﴿إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ ومنهاج سديد، وذلك هو دين الله الذي أمر به، وهو الإسلام (١») .
وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره لهذه الآية الكريمة:
«أي: خذ بالقرآن المنزل على قلبك فإنه هو الحق وما يهدي إليه هو الحق المفضي إلى صراط الله المستقيم، الموصل إلى جنات النعيم، والخير الدائم المقيم» (٢) .
ويقول الفخر الرازي في تفسيره لهذه الآية الكريمة:
﴿فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ﴾: بأن تعتقد أنه حق، وبأن تعمل بموجبه، فإنه الصراط المستقيم الذي لا يميل عنه إلا ضال في الدين (٣) .
_________
(١) تفسير الطبري ١١/١٩١.
(٢) تفسير ابن كثير ٤/١٢٨.
(٣) التفسير الكبير للفخر الرازي ٩/٦٣٤.
1 / 19
وقال القاسمي في تفسيره للآية الكريمة:
﴿فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ يعني: دين الله الذي أمر به وهو الإسلام، فإنه كامل الاستقامة من كل وجه. قال الشهاب: هذا تسلية له ﷺ وأمر لأمته أوله، بالدوام على التمسك (١) .
ومن مجموع أقوال المفسرين للآية الكريمة، يمكن لنا الخلوص بالهدايات التالية:
١- أهمية الاعتقاد الصحيح في دين الإسلام، وذلك يقتضي بأن تكون العقيدة الحقة بعيدة كل البعد عن الباطل والشرك والبدع.
٢- أهمية التمسك بالقرآن الكريم، الذي هو وحي الله تعالى، ورسالته العظيمة، ودعوته الباقية للناس أجمعين.
٣- أن التمسك بالقرآن العظيم يوصل بإذن الله تعالى إلى جنات النعيم، والخير الدائم المقيم.
٤- أهمية العمل بالقرآن الكريم، وتطبيقه في واقع الحياة المعاش فإن ذلك من أعظم الأدلة، وأوثق البراهين على صدق دعوى التمسك به.
٥- أن القرآن الكريم كامل الاستقامة من كل وجه، خال من العيوب، صافٍ من الكدورات، فاستحق بذلك التمسك والعمل والإيمان به.
٦- وضوح المنهج الذي دعا به النبي ﷺ، لأنه منهج يسير على ضوء وتعاليم القرآن الكريم.
٧- وفي الآية كذلك خطورة عدم التمسك بالقرآن الكريم، أو الميل عنه، وعدم الوثوق بعراه، وأن ذلك دلالة على الشقاء والعياذ بالله.
_________
(١) تفسير القاسمي ٨/٣٩٢.
1 / 20