42

مدخل إلى علوم الشريعة

مدخل إلى علوم الشريعة

خپرندوی

مركز النخب العلمية

ژانرونه

قال شيخ الإسلام ﵀ واصفًا أهل السنة-: «هم أعلم الناس بالحق، وأرحمهم بالخلق» (^١). وهذه صفة طالب العلم الموفق؛ تجده رحيمًا بالناس، لطيفًا رفيقًا بهم، يشفق عليهم ويرحمهم، ويرجو لهم الهداية، ويسعى في مصالحهم الدينية والدنيوية. رابعًا: إلقاء السلام ورده والابتسامة في وجوه الآخرين: إلقاء السلام ورده من أسباب فشو المحبة بين المسلمين، روى أبو هريرة ﵁ عن رسول الله ﷺ قال: «لَا تَدْخُلُونَ الجنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ» (^٢). بل جاءت السنة النبوية آمرة بالسلام على كل أحد: فعن عبد الله بن عمرو ﵂: «أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ ﷺ، أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ؟ قَالَ: تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ، وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ» (^٣). وهذا خلاف ما عليه بعض الناس الذين لا يسلمون إلا على معارفهم، وهذا من الأخطاء في باب السلام. وقد رغب الإسلام في الابتداء بالسلام، ورتب عليه فضائل ومن ذلك: حديث أبي أمامة، قال: قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بالله مَنْ بَدَأَهُمْ بِالسَّلَامِ» (^٤).

(^١) منهاج السنة النبوية (٥/ ١٥٨). (^٢) أخرجه مسلم (١/ ٧٤) رقم (٥٤) عن أبي هريرة ﵁. (^٣) أخرجه البخاري (١/ ١٥) رقم (٢٨)، ومسلم (١/ ٦٥) رقم (٣٩). (^٤) أخرجه أبو داود (٤/ ٣٥١) رقم (٥١٩٧).

1 / 44