75

Introduction to Quranic Interpretation and Sciences

مدخل إلى تفسير القرآن وعلومه

خپرندوی

دار القلم / دار الشاميه

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

د خپرونکي ځای

دمشق / بيروت

ژانرونه

الفصل الثالث نزول القرآن والحكمة من تنجيمه أولا- الوحي والتنزيل: عبّر القرآن الكريم عن كونه وحيا إلهيا، إما بمادة (الوحي) ذاتها. أو بمادة (النزول) وما يتصل بها ويشتق منها. وغالبا ما يأتي التعبير بالوحي في سياق الحديث عن نزول القرآن على النبيّ ﷺ، أو مخاطبته به، أو وصوله إليه. أو- باختصار- في سياق العلاقة بين النبيّ والقرآن على وجه العموم. وغالبا ما يأتي التعبير عن القرآن الكريم بالنزول في سياق الحديث عن القرآن بوصفه حقيقة موضوعية (أنزله) الذي يعلم السّر في السماوات والأرض. أو لبيان أطراف التنزيل: الموحي به سبحانه، وأمين الوحي النازل بالقرآن: جبريل ﵇، ومحمد ﷺ الذي (نزل) عليه القرآن. وقد جاء التعبير بهذه المادة- النزول- وما تصرّف منها تنويها بشرف القرآن، وعلوّ مكانته ومقامه؛ مصداقا لقوله تعالى في فاتحة سورة الزخرف: حم (١) وَالْكِتابِ الْمُبِينِ (٢) إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٣) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (٤) [الآيات ١ - ٤]. والذي نحب أن نؤكد عليه هنا هو أن الذي نزل به جبريل- ﵇

1 / 83