انتصار قرآن

Al-Baqillani d. 403 AH
123

انتصار قرآن

الانتصار للقرآن

پوهندوی

د. محمد عصام القضاة

خپرندوی

دار الفتح - عَمَّان

د ایډیشن شمېره

الأولى ١٤٢٢ هـ

د چاپ کال

٢٠٠١ م

د خپرونکي ځای

دار ابن حزم - بيروت

رسول الله ﷺ فأطلبَ إليه حاجة، قالوا: نعم، فلما رجعوا أتيتُ رسول الله ﷺ فسألتُه عن أشياءَ قال أبو فَضالة: حفظتُها قال: قلتُ: أعطني المصحفَ الذي عندَك، قال: فأعطاني واستعملني عليهم، فكنتُ أؤُمُّهم حتى جئت ". وما على أحد شك ولا شبة فيما كان عليه عثمان بن أبي العاص من التوفر والحرصِ على تعلم القرآن لمّا وفَد على رسول الله ﷺ وتلقُّنه منه، حتى قيل إنه لم يلبث إلا يسيرًا حتى تحفَّظَ القرآنَ عن رسول الله ﷺ وطلب منه مصحفَهُ فأعطاه، ولولا أنه أكثرُ قومِه الوافدين معه قرآنا وأخْذا عن الرسول ﷺ لم يولِّهِ الصلاةَ عليهم، ولم يوقّره ويستعمِله عليهم، ولم يُقدِّمُوه في صلاتهم، ولم يخصَّه رسولُ الله ﷺ بإعطائه مصحفَه على ما ورد في هذه الرواية، وهذا الظاهرُ من الأمرِ يدل على أنّ عثمانَ كان أيضًا ممن حفظ القرآنَ وجمعَه على عهدِ رسول الله ﷺ. ولو تُتبعَ هذا لطالَ وكَثرُ واتسعَ الخَرْقُ فيه، وإذا كان ذلك كذلك، لم يكن لقولِ من قال إلَّه لم يَجمع القرآن على عهد رسولِ الله ﷺ إلا أربعةُ نفر: معنىً، ومثلُ روايته التي يتعلقُ بها في ذلك يقتضي أن يكونَ قد حفظه نحوُ عشرينَ رجلًا، وإذا كان ذلك كذلك زال التعلُّقُ علينا بما ذكروه، فإنّ القولَ بأنّ فلانًا جمع القرآنَ كلَّه على عهد رسول الله ﷺ دونَ غيره قولٌ يتعذرُ العلمُ بالوصولِ إلى حقيقته، لأنه لا يمكنُ علمُ ذلك مع قيامِ رسولِ الله ﷺ بينهم، واتصالِ نزولِ الوحي عليه، والعلمِ بتجويزِ

1 / 175