وقال بعضهم: هي كمال الحب مع كمال الخضوع. وهذا يستلزم طاعة المحبوب والانقياد له.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة: كالصلاة والزكاة، والصيام، والحج، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعاء والذكر، و[قراءة] (١) القرآن، وأمثال ذلك من العبادة (٢) .
فالدين كله داخل في العبادة. فإذا علم الإنسان وتحقق معنى الإله، وأنه المعبود، وعرف حقيقة العبادة. تبين له أن من جعل شيئا من العبادة لغير الله فقد عبده واتخذه إلها، وإن فر من تسميته معبودا أو (٣) إلها، وسمى ذلك توسلا وتشفعا أو التجاء (٤) ونحو ذلك.
فالمشرك: مشرك شاء أم أبى؛ كما أن المرابي مراب شاء أم أبى، وإن لم يسم ما فعله ربا، وشارب الخمر شارب للخمر وإن سماها بغير اسمها، وفي الحديث عن النبي ﷺ:" يأتي ناس من أمتي يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها" (٥) .
فتغيير الاسم لا يغير حقيقة المسمى ولا يزيل حكمه، كتسمية البوادي سوالفهم الباطلة حقا، وتسمية الظلمة ما يأخذونه من الناس بغير اسمه!!!
_________
(١) ساقط من الأصل.
(٢) "مجموعة فتاوى ابن تيمية"١٠/١٤٩.
(٣) (ع):و.
(٤) (ع) (ط): و.
(٥) أخرجه أبو داود في "السنن" رقم٣٦٨٨،٣٦٨٩، وابن ماجه في " السنن رقم ٤٠٦٩ وأحمد في "المسند"٥/٣٤٢، وابن أبي شيبة في "المصنف" ٧/٤٦٥،وابن حبان في "الصحيح" رقم ١٣٨٤ (موارد) والطبراني في "الكبير٣/٣٢١ من حديث أبي مالك الأشعري، وأخرجه أحمد في "المسند"٥/٣١٨ من حديث عبادة بن الصامت.
1 / 33