الله كالشجر والحجر بل هو خلق لهم (^١) لأنه كلامهم وجميع كلامهم خلق لهم، فبطل أن يكون لهم فيه حجة أو دليل، وبطل أن يكون معجزة للنبي ﷺ عندهم لأنه إنما ثبت أنه معجزة له ودليل على صدقه إذا ثبت أنه كلام الله حقيقة، وإذا لم يكن ذلك كذلك عندهم فإنما يضاف بأنه كلام الله مجازا كما يضاف قول الحوض إليه مجازا: وهو قول الشاعر:
امتلأ الحوض وقال قطني … مهلا رويدا قد ملأت بطني (^٢)
ثبت أن نبوته مجاز (^٣) ليست بحقيقة فهم الداخلون تحت عموم قوله تعالى فيما أخبر عن الوليد بن المغيرة (^٤) ﴿إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ سأُصْلِيهِ سَقَرَ﴾ (^٥) وتحت عموم قوله تعالى: ﴿فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ﴾ (^٦) وسأبين الحجة على أنه كلام الله حقيقة بعد هذا إن شاء الله.