انتصار
الأنتصار على علماء الأمصار - المجلد الأول حتى 197
ژانرونه
والحجة على ذلك: قوله لعمار رضي الله عنه(¬1): (( إنما تغسل ثوبك من البول والغائط )).وسيأتي تقرير ما يعفى وما لا يعفى عنه في باب الاستنجاء نفصله هناك بمعونة الله تعالى.
مسألة: أبوال بني آدم كلها نجسة عند أئمة العترة، صغارا كانوا أو كبارا، طعموا الطعام أو لم يطعموه، وهو قول الكافة من الفقهاء، إلا ما حكي عن داود فإنه قال: إن بول الغلام الذي لم يطعم طاهر، وهذا القول قد حكي عن الشافعي في أحد قوليه، وقد بحثت عنه في كتب أصحابه فما وجدت أحدا حكاه عنه، وغالب ظني أن خلافه إنما هو في كيفية التطهير منه، وهو أنه يرش على بول الغلام ويغسل بول الجارية، وأما طهارة البول فلم يؤثر عنه بحال .
والحجة على نجاسته: قوله : (( تنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه))(¬2). وقوله لعمار: (( إنما تغسل ثوبك من البول)).
والحجة لداود: هو ما رواه أمير المؤمنين (كرم الله وجهه) عن النبي أنه قال: (( يغسل الثوب من بول الصبية وينضح من بول الغلام))(¬3). والنجاسة إنما تطهر بالغسل دون النضح، فلما فرق بينهما دل ذلك على أن بول الغلام مخالف لبول الصبية، وليس ذلك إلا بكونه طاهرا؛ لأنه لوكان نجسا لفعل به كما فعل ببول الصبية، وفي ذلك صحة ماقاله من طهارته.
مخ ۳۳۱