76

لم تكن الغرفة التي كان جون شورلي يحرر فيها صحيفة ذا ويكلي سبونج مفروشة بأثاث فخم، لكنها كانت مريحة. وكانت تزين حوائطها بعض اللوحات التي كان أغلبها باللونين الأبيض والأسود، التي رسمها فنانون اضطرهم حظهم العثر إلى الرسم لصحيفة ذا سبونج لقاء مقابل بخس. وتناثرت في أرجاء الغرفة مجلات وصحف كثيرة، معظمها أمريكية؛ إذ كان شورلي من المدرسة التحريرية التي تعلم المنتسبين إليها التوفير بالسرقة من المنشورات الأجنبية بدلا من إنفاق الأموال على الإسهامات الأصلية. كل ما عليك فعله هو سرقة القصة، واستبدال لندن بنيويورك، ومانشستر أو ليفربول ببوسطن أو فيلاديلفيا، وبهذا ينتهي الأمر.

كان شورلي يؤمن بنظرية مفادها أن العامة حمقى لا يجيدون التمييز. وزعم أن الكثير من قصص النجاح العظيمة في مجال الصحافة في لندن تثبت ذلك، ومع ذلك فقد كانت صحيفة ذا سبونج كثيرا ما تشتري القصص من الكتاب البارزين، وتفتخر بذلك بشدة.

تناثرت المخطوطات على طاولة شورلي، لكن اهتمام المحرر العظيم لم يكن منصبا عليها. بل جلس في كرسيه الخشبي ذي الذراعين يحدق في نار المدفأة وهو مقطب الجبين. لم يكن حال صحيفة ذا سبونج على ما يرام، وكان يخشى أن يضطر إلى اللجوء إلى بعض الخطط الترويجية التي كثيرا ما ساعدت الأعمال الأدبية الأصلية في أماكن أخرى، أو عرض تأمين قيمته ألف جنيه، على نحو يبدو للقارئ المداوم سخاء كبيرا، وفي الوقت ذاته يستحيل دفعه إذا وقعت كارثة بالفعل.

وبينما هو منغمس في تأملاته، دخل عليه أحد الموظفين وقال: «السيد بروملي جيبرتس يريد لقاءك.»

قال المحرر، وقد اشتد عبوسه وتقطيب جبينه: «قل له إني مشغول الآن ... أخبره بأنني منشغل.»

غير أن هذه الرسالة لم تشغل بال الموظف قط؛ إذ لم يكد يسمعها حتى دخل جيبرتس يرفل في معطف طويل فضفاض تحتك أهدابه بكعبي حذائه.

قال جيبرتس مشيرا إلى الفتى الذي وقف فاغرا فاه مستنكرا هذا التطفل: «لا عليك.» ثم واصل جيبرتس كلامه: «لقد سمعت ما قاله السيد شورلي. إنه منشغل. لا تدع أحدا يدخل علينا. واخرج أنت.»

انصرف الفتى وأغلق الباب وراءه. وأدار جيبرتس المفتاح في قفل الباب، ثم جلس.

وقال: «الآن يمكننا الحديث بلا إزعاج يا شورلي. أعتقد أنك تنزعج كثيرا من كل صنوف الحمقى الذين يدخلون عليك ويقاطعونك.»

قال المحرر باقتضاب: «هذا صحيح.»

ناپیژندل شوی مخ