وفي النهاية كانت هناك كرتان متقاربتان، وبدا أن الشاب كان من البراعة بحيث أبقاهما في هذا الوضع كما لو كان سيواصل إحراز النقاط بلا انقطاع. واصل اللعب بعض الوقت، حتى كسر بروجنور الصمت فجأة وصاح: «لا أسمي هذا بلياردو حقيقيا. إنه لعب أطفال.»
وفجأة علا الضجيج. ووضع سوندرز عصاه على الأرض ووقف بهدوء وسط عاصفة الهتاف، وتركزت عيناه على الطاولة المكسوة بالغطاء الأخضر. وعلت هتافات منها: «لم يقاطعك أحد»، و«القرار للحكم»، و«العب يا سوندرز»، و«لا تنخدع». ووقف العجوز مع الواقفين وحدت به روح المنافسة الطبيعية لديه أن يشارك في الهتاف ويدعو إلى الإنصاف في اللعب. وقف الحكم وطالب بالنظام . وعندما هدأت عاصفة الهتافات جلس. لكن بعضا من المنتمين لنادي هاي فلايرز هتفوا قائلين: «القرار! القرار!»
قال الحكم في حزم: «ليس هناك ما ينبغي اتخاذ قرار بشأنه.» ثم أردف: «واصل اللعب يا سيد سوندرز.»
ثم أقدم السيد سوندرز على فعل شيء حبس أنفاس أصدقائه. لقد تعمد ضرب الكرات بالكرة البيضاء ليشتتها في أرجاء الطاولة. فأطلق المنتمون لنادي ترو بلو شهقات متزامنة.
قال الرجل المجاور لسوندرز العجوز: «هذا رائع، لكنها ليست حربا.» ثم أضاف: «لا يحق له تفويت أي فرصة وهو متأخر هكذا.»
وتدخل رجل من ناحية اليمين قائلا: «أوه، إنه ليس متأخرا كثيرا. انظر إلى النتيجة.»
جمع سوندرز الكرات بعناية من جديد، ثم أحرز بعض النقاط بإسقاط بعضها، ثم ضرب الباقي من جديد لتنتشر حول الطاولة. وكرر ذلك ثلاث مرات. وبدا عليه الإصرار على إظهار سيطرته على الطاولة تماما. وفجأة انطلقت هتافات تشجيع صاخبة، وتوقف سوندرز الابن عن اللعب كما حدث في السابق دون أن يرفع عينيه عن الطاولة.
صاح العجوز متحمسا وبشفتين جافتين: «ماذا يعني ذلك؟»
قال الشخص المجاور له: «ألا ترى؟ لقد حقق التعادل. أعتقد أن هذا لم يحدث من قبل. أعتقد أنه يتلاعب ببروجنور كيف يشاء.»
نهض هاموند والحماس ظاهر على وجهه، وأمسك بذراع العجوز بقوة آلمته.
ناپیژندل شوی مخ