67

وقال لها: «فيم أخطأت؟»

قالت: «لقد أخطأت، فالسيد هاموند يعرف أن ديك عضو في النادي. وهو نفسه عضو فيه أيضا، وقد أصر أن ينضم ديك إليه. ولهذا رفع راتبه.»

قال: «قصة معقولة! من أخبرك بها؟»

قالت: «ديك أخبرني بها بنفسه.»

قال لها: «وصدقته بالطبع!» وأطلق ضحكة اختلطت فيها السخرية والريبة، ثم عاد لمراقبة الساعة. فتوقفت السيدة سوندرز عن الجدال وطفقت تنتحب في صمت وهي ترجو أن تسمع خطى ابنها الخفيفة تقترب من الباب، لكن ذلك لم يحدث. وأعلنت الساعة انتهاء المهلة، فهب العجوز واقفا دون أن ينبس بكلمة، وعدل وضع قبعته على جبينه، وغادر المنزل.

حتى اللحظة الأخيرة لم تصدق السيدة سوندرز أن زوجها سينفذ تهديده. أما الآن وقد أدركت عزمه على المضي فيه، خطرت ببالها فكرة جامحة وهي أن تسرع إلى النادي وتحذر ابنها. ولكنها طردت هذه الفكرة بعد لحظة تدبر سريعة. ثم استدعت الخادمة فصور لها توترها أن خادمتها تلكأت في الاستجابة إلى حد أثار سخطها.

صاحت: «جين، هل تعرفين أين النادي الرياضي؟ هل تعرفين مكان شارع سنتر ستريت؟»

لم تكن تعرف جين موقع النادي ولا الشارع.

واصلت السيدة سوندرز كلامها: «أريد أن أرسل رسالة إلى ديك هناك، ويجب أن تصله بسرعة. ألا تعتقدين أنه يمكنك الإسراع إلى هناك ...»

لم تكن جين مستعدة للإسراع إلى أي مكان، فقالت: «الأسرع أن ترسلي إليه رسالة تلغرافية يا سيدتي.» ثم أضافت: «هناك ورق تلغراف في غرفة السيد ريتشارد، والمكتب في أول الشارع.»

ناپیژندل شوی مخ