64

أراح ديك رأسه إلى الخلف وأطلق ضحكة عالية. واختفى تقطيب حاجبيه الموحي بشعوره بالقلق لأول مرة في تلك الأمسية. ولما رأى على وجه أمه علامات عدم الفهم استعاد جديته وكتم ضحكه بصعوبة نسبية.

وقال في النهاية: «يا أمي، تغيرت الأمور عما كانت عليه عندما كان أبي شابا، أخشى أنه لا يفهم ذلك جيدا. لم يعد الخوف هو الحاكم لعلاقة صاحب العمل والموظف، أو هذه تجربتي أنا على الأقل.»

قالت: «ومع ذلك، فإذا نمى إلى علم السيد هاموند أنك تقضي أمسياتك في ...»

قاطعها: «أمي، اسمعيني للحظة. السيد جوليوس هاموند، مديري، هو من رشحني لعضوية النادي! ما كنت لأفكر في الانضمام إليه أبدا لولاه. هل تتذكرين الزيادة الأخيرة في راتبي؟ اعتقدت بالطبع أنها كانت على أساس الكفاءة، وظن أبي أن الحظ حالفني للحصول عليها. لكن سببها لم يكن هذا ولا ذاك، أو ربما حصلت عليها للسببين معا. ما سأقوله لك الآن أريده أن يظل سرا بيننا. ولن أكشفه لأحد غيرك. استدعاني هاموند إلى مكتبه الخاص في عصر أحد الأيام، وكان البنك مغلقا، وقال لي: «سوندرز، أريدك أن تنضم إلى النادي الرياضي، سأرشحك له.» اندهشت وأخبرته أني لا يمكنني تحمل تكلفته. فقال: «لا، يمكنك.» ثم أردف: «سأزيد راتبك بضعف رسوم الاشتراك والتجديد السنوي. وإذا لم تنضم إلى النادي فسأخفض راتبك.» فانضممت إلى النادي. كان من الحمق ألا أفعل.»

قالت: «ديك، لم أسمع بشيء كهذا قط! أي سبب قد يجعله يريد منك الانضمام؟»

أجابها وهو يتفقد ساعته: «حسنا، هذه قصة طويلة يا أمي. سأخبرك بها مساء يوم آخر. ليس لدي وقت كاف اليوم. علي أن أنصرف.»

قالت له: «أوه، لا تخرج الليلة يا ديك. ابق في المنزل، أرجوك.»

مسد ديك شعر أمه الشائب وقبل جبهتها. ثم قال: «ألن يكون مساء الغد مناسبا يا أمي؟ لا يمكنني البقاء هنا الليلة. لدي موعد في النادي.»

قالت: «أبرق إليهم لتأجيله. ابق هنا الليلة أرجوك يا ديك. لم أطلب منك ذلك من قبل.»

عادت إلى وجهه ملامح القلق.

ناپیژندل شوی مخ