وكان الأمير واقفا هناك يحيطه مساعدوه. وفوق رأسه ساعة تشير إلى تمام الرابعة.
قال الأمير في تجهم: «وصلت في وقتك تماما! كنا في انتظارك!»
«والانضباط في اللعب»
عاد السيد سوندرز العجوز إلى المنزل مطأطئ الرأس عاقد الحاجبين غاضبا. لم يكن يعلم أن ديك كان معتادا على التأخر، ولكنه بات الآن يعلم ذلك علم اليقين. كان السيد سوندرز يخلد إلى النوم في وقت مبكر وينام بعمق، كما ينبغي لرجل ذي ضمير حي. لكن أم الفتى كانت بلا شك تعلم ساعات عودته ولم تقل شيئا، وهو ما زاد الأمر سوءا. شعر الأب أن الأم وابنها كانا متحالفين ضده. لقد كان مفرطا في اللين، وأراد الآن أن يتيقظ لما يدور حوله. يجب أن يغير ذلك الشاب سلوكه بسرعة أو يستعد لمواجهة العواقب. لم تعد أنصاف الحلول مجدية.
ما إن رأت السيدة سوندرز العجوز المسكينة زوجها يدخل المكان حتى أدركت أن عاصفة على وشك الهبوب، واعتمل في قلبها خوف شديد؛ لعلمها أن ابنها هو المتسبب في كل ما سيجري. حسمت الكلمات الأولى التي نطق بها العجوز الأمر.
قال السيد سوندرز: «متى وصل ريتشارد ليلة أمس؟»
أجابت مترددة: «لا ... لا أعرف.» وكان زوجها يسمي أسلوبها هذا في الحديث «مراوغة». كانت على الدوام تمثل حاجزا بين الأب وابنه منذ أن كان ديك طفلا.
سألها: «كيف لا تعرفين؟ من الذي أدخله؟»
تنهدت. كان هذا السر يؤرقها منذ وقت طويل، وكانت تعلم أنه سينكشف في لحظة مشئومة ستأتي يوما ما.
وقالت أخيرا: «لديه مفتاح.»
ناپیژندل شوی مخ