58

فوجئ باولو بالسؤال، فأجاب دون تفكير: «تركته حيث كان. وسآخذه في وقت لاحق.»

لم ينبس قاطع الطريق بكلمة، لكن رد باولو هذا كان بمنزلة حكم بموته. لقد قرر توزا قتله فور خروجهما من النفق، ليحتفظ هو بذهبه.

خرجا من مكمنهما بعيد الثانية عشرة، وكان تقدمهما مذ ذاك بطيئا جدا، واضطرا إلى الزحف على منحدر الجبل تحت غطاء من الشجيرات والأشجار، وعندما وصلا إلى الشلال كانت الساعة قد تجاوزت الثالثة، حيث عبراه بصعوبة على الأحجار وفروع الشجر.

قال توزا وهو يهز جسمه: «كان هذا آخر تيار مائي نخوضه. والآن إلى النفق!»

حجبهما جانبا الشلال الصخريان عن مرأى الناظرين من القلعة، لكن باولو لفت انتباه قاطع الطريق إلى حقيقة إمكانية سهولة رؤيتهما من الجانب الآخر للوادي.

قال توزا: «هذا ليس مهما الآن، أسرع بنا إلى مدخل النفق قدر استطاعتك.»

كابد باولو بعض المشقة حتى وصل إلى رف صخري في منتصف ارتفاع الشلال تقريبا، وأزاح الشجيرات والفروع والنباتات الشائكة بسرعة حتى ظهرت فتحة كبيرة بما يكفي لينفذ منها رجل.

تنحى باولو وقال: «ادخل أنت أولا.»

رد توزا: «كلا، أنت من يعرف الطريق، ويجب أن تدخل أولا. لا يمكن أن تظن أني أريد بك شرا، فأنا أعزل تماما.»

قال باولو: «ومع ذلك لن أدخل قبلك . لم أطمئن إلى نظرتك إلي عندما أخبرتك أن الذهب لم يزل مكانه في التلال. أعترف بأني لا أثق بك.»

ناپیژندل شوی مخ