57

قال باولو: «المسافة أكبر مما تظن، إضافة إلى ذلك نحن على مرأى من القلعة. هل ستخاطر بكل شيء الآن وقد اقتربت لحظة الخلاص؟ عليك ألا تنسى أن ثمن الفشل رأسك، وتذكر أيضا في أي يوم نحن.»

التفت قاطع الطريق إلى دليله وسأله: «في أي يوم نحن؟»

قال باولو: «الخامس عشر من يناير، اليوم الذي كان من المفترض أن تعدم فيه.»

التقط توزا أنفاسه بصعوبة. فت الخطر والعوز في عضده، فسربا الجبن إلى نفسه، وارتعد رغم أنه لم يرتعد أثناء محاكمته ولا عند الحكم بإعدامه.

سأل توزا في النهاية: «وكيف عرفت أنه الخامس عشر؟»

رفع باولو عصاه، فكانت عليها علامات محفورة لاحتساب الأيام على طريقة روبنسون كروزو.

قال باولو: «أنا لست بنفس قوتك، وإذا تركتني أستريح هنا حتى ما بعد الظهيرة، فأنا مستعد لعمل محاولة أخيرة للوصول إلى مدخل النفق.»

قال توزا باقتضاب: «حسنا.»

استلقيا مكانهما في تلك الظهيرة لكنهما لم يتمكنا من النوم إطلاقا. شنف هدير مياه الشلال آذانهما وبشرهما بقرب انتهاء رحلتهما الشاقة.

وفجأة سأل توزا: «ماذا فعلت بالذهب الذي وجدته في الجبال؟»

ناپیژندل شوی مخ