55

صاح توزا مذهولا: «ماذا؟! نقطع الوادي كله للوصول إلى نفق على بعد ياردات قليلة؟»

قال باولو: «هذه هي الخطة الوحيدة الآمنة.» وأضاف: «إذا أردت أن تسلك الطريق المباشرة، فسأتركك وشأنك.»

قال توزا متنهدا: «أنا طوع أمرك.» ثم أردف: «خذني إلى حيث تريد، ما دمت ستوصلني في النهاية إلى مدخل النفق.»

ظلا يهبطان المرتفعات التي تقوم عليها القلعة، وعبرا جدول المياه الصغير على بعض الأحجار التي تناثرت بين مياهه الرقراقة. وسقط توزا في المياه فجأة فانتشله دليله. وحتى تلك اللحظة لم يكن جرس الإنذار قد انطلق في القلعة رغم ظهور تباشير نور الصباح. ولما زاد النور زحفا إلى كهف كانت فتحته منخفضة يصعب العثور عليها، وهناك أخرج باولو من حقيبة صغيرة كان يعلقها على كتفه وجبة إفطار وقدمها لتوزا.

سأل توزا: «ماذا ستفعل للحصول على الطعام إذا كنا لن نصل إلى النفق إلا بعد عدة أيام؟»

رد باولو: «أوه، لقد وضعت ترتيباتي لذلك، وتركت لنا كمية من الطعام حيث يرجح أن نحتاج إليه فيه. سأذهب لإحضاره ريثما تحظى أنت بقسط من النوم.»

قال توزا: «لكن ماذا سأفعل لو قبض عليك؟» ثم أردف: «ألا يمكنك أن تخبرني الآن كيف أعثر على النفق كما أخبرتك بكيفية العثور على الكنز؟»

فكر باولو في ذلك بعض الوقت، ثم قال: «بلى، أعتقد أن هذا سيكون أكثر أمانا. عليك تتبع النهر حتى تصل إلى موضع التقاء تيار الشرق به. وهناك ستجد بين التلال شلالا وفي منتصف ارتفاعه رف صخري عليه عصي وشجيرات. أزح هذه الأشياء وستجد مدخل النفق. اسلك النفق حتى تصل إلى باب مغلق من الداخل. وعندما تمر منه تكون قد وصلت إلى نهاية رحلتك.»

بعد طلوع النهار بمدة قصيرة بدأ الجرس الكبير الخاص بالقلعة يقرع، وقبل الظهر كان الجنود يوكزون كل الشجيرات المحيطة بهم. اقترب الجنود منهما لدرجة أنهما سمعا أصواتهم من مخبئهم الذي كمنا فيه وقد ابتلت ملابسهما، وكتم الاثنان أنفاسهما وتوقعا أن يعثر عليهما في أي لحظة.

ودار بين الجنديين الأقرب منهما حديث كاد يوقف نبض قلبيهما.

ناپیژندل شوی مخ