49

رد السائق المرتبك: «سلكت الطرق المختصرة.» ثم أردف: «طلب سائق، كان يعمل لدى سيدي في الماضي، ويدعى بيترو - لا أعلم لماذا - أن يوصلكما إلى تريفوي. أين هو يا سيدي؟»

قال ستانديش: «لا أعرف.» ثم أردف: «لم نره. لا بد أن الرجل المجنون دفعه من فوق العربة. اركب ودعنا نمض في طريقنا.»

استعادت تينا أنفاسها من جديد. وانتهت الأزمة.

وعاشا معا في هناء، وأصبحت تينا امرأة شديدة اللباقة.

الساعة والرجل

وقف الأمير لوتارنو على قدميه بحركة بطيئة، ورمق السجين الماثل أمامه بنظرة حادة.

وقال: «لقد سمعت ما يدعى عليك. فهل لديك شيء تقوله دفاعا عن نفسك؟»

ضحك قاطع الطريق السجين.

وقال: «مضى وقت الكلام.» ثم أضاف: «كانت هذه محاكمة هزلية ولم تكن عادلة. لم يكن من الضروري أن تهدر كل هذا الوقت في استقصاء ما تدعوه بالأدلة. فقد كنت أعرف مصيري منذ وقعت بين يديك. لقد قتلت أخاك، وأنت ستقتلني. لقد أثبت أني قاتل وسارق، ويمكنني إثبات التهم ذاتها عليك إذا كنت في مخيمي مكبل اليدين والقدمين كحالي الآن وأنا في قلعتك. لن أستفيد شيئا إن قلت لك إني لم أكن أعرف أنه أخوك، وإن ما حدث ما كان ليحدث لو كنت أعرف ذلك؛ لأن السارق التافه يحترم اللص الأكبر والأكثر نفوذا دائما. وإذا سقط ذئب تتجمع حوله الذئاب الأخرى وتفترسه. وها قد سقطت، وستأمر بضرب عنقي أو بتمزيق أوصالي في ساحتك، حسبما يفضل سموك. هذه غنيمة حربك، وليس لي أن أتذمر. عندما قلت إني آسف على قتلي أخاك لم أعن بذلك إلا أني آسف لأنك لم تكن مكانه عندما انطلقت الرصاصة. أنت تتفوق علي في عدد الرجال؛ لذا تمكنت من تفريق أتباعي وأسري. ويمكنك أن تفعل بي ما تشاء. ما يهون علي وطأة كل ذلك هو أن قتلي لن يعيد الرجل الذي أطلق عليه الرصاص؛ لذا، فلتنه هذه المهزلة التي امتدت كل هذه الساعات الطوال. أصدر الحكم علي. أنا مستعد.»

سادت لحظة صمت بعد توقف قاطع الطريق عن الكلام. ثم قال الأمير بنبرة هادئة لم تحل دون وصول كلماته إلى كل جنبات قاعة المحاكمة: «يحكم عليك بأنك، في الساعة الرابعة من يوم الخامس عشر من يناير، ستقتاد من زنزانتك إلى غرفة الإعدام، وهناك سيقطع رأسك.»

ناپیژندل شوی مخ