47

لم يتعرف ستانديش على الرجل الذي حاول قتله ذات مرة، لكنه صاح قائلا: «يا إلهي! هذا ليس سائقنا.» وهب واقفا يحاول فتح النافذة الأمامية، فصاح فيه السائق: «افتح هذه النافذة إذا كنت تجرؤ على ذلك، وسألقي بكما من هنا قبل أن تصلا إلى منتصف الجبل. اجلسا هادئين، وسآخذكما إلى فايس نوت. ثم سألقي بكما من هناك. ستسقطان هناك من ارتفاع ميل.»

صاح ستانديش: «أدر وجهك لتقود الخيول أيها الوغد، وإلا فلن أترك في جسمك عظمة واحدة سليمة!»

قال الرجل: «الأحصنة تعرف طريقها، سيدي الإنجليزي، وكل عظامنا ستكسر؛ عظامك، وعظام عروسك الجميلة، وعظامي معكما.»

أمسك السائق بالسوط وضرب به عدة ضربات بجانب الأحصنة وتحتها وفوقها. فانطلقت الأحصنة بسرعة جنونية تهبط المنحدر، وكادت تلقي بالعربة من المنحدر عند المنعطف التالي. نظر ستانديش إلى زوجته. ووجدها كالغائبة عن الوعي، لكنها كانت قد أغلقت عينيها فحسب كي لا ترى وجه بيترو المرعب. مد ستانديش ذراعه من النافذة المفتوحة، وفتح قفل الباب وقفز إلى الخارج مخاطرا بحياته. صرخت تينا عندما فتحت عينيها فوجدت نفسها بمفردها. وضرب بيترو إطار النافذة الأمامية فسقطت النافذة، وأصبح هو وتينا وجها لوجه دون أن يحول بينهما أي زجاج. وقال لها: «الآن بعد أن رحل حبيبك الإنجليزي يا تينا، سأتزوجك أنا، لقد تعهدت بذلك.»

ردت بصوت خفيض: «أيها الجبان، أفضل الموت وأنا زوجته على الحياة زوجة لك أنت.»

قال لها: «جريئة أنت أيتها الصغيرة تينا، كما كنت دائما. لكنه تركك. لو كنت أنا مكانه لما تركتك. أنا لن أتركك. سنتزوج في كنيسة ثري هولي سبرنجز، أسفل فايس نوت بميل، سنقفز إليها من الهواء يا تينا، وسيكون سريرنا أسفل نهر ماداتسي الجليدي. سنذهب معا بالقرب من المكان الذي ألقى فيه الرجل زوجته. لقد وسموا تلك النقطة بقطعة من الرخام، ولكنهم سيضعون قطعة أكبر لتخليد ذكرانا يا تينا؛ فنحن شخصان لا شخص واحد.»

تراجعت تينا إلى ركن العربة وشاهدت وجه الإيطالي وهي لا تصدق ما يحدث. أرادت أن تقفز كما فعل زوجها، لكنها خشيت الحركة، وكانت متأكدة من أنها إذا حاولت الهرب فسيقفز بيترو ويمسك بها. بدا كوحش كاسر يتأهب للوثوب على فريسته. وفجأة رأت شيئا يهبط من السماء ليستقر على مقدمة العربة. وسمعت تينا صوت زوجها يصرخ: «خذ أيها الأبله الصغير، لقد سئمنا من هذا الهراء.»

وفي اللحظة التالية سقط بيترو على الطريق بفعل ركلة قوية. لم يمكنه وضعه على العربة من التماسك. وارتجت العربة وهي تدهس ساقه، وظنت تينا أنها فقدت الوعي حينئذ؛ لأن الشيء الوحيد الذي كانت تتذكره بعد ذلك هو توقف العربة، وفرك ستانديش ليديها وهو يتحدث إليها بلطف. وابتسمت هي له ابتسامة خفيفة.

سألته بفضول المرأة: «كيف تمكنت من اللحاق بالعربة وهي تسير بهذه السرعة؟»

قال ستانديش: «أوه، نسي ذلك الأحمق الطرق المختصرة. كنت قد حذرته من إهمال ما يحدث حوله. سأعود إليه الآن لأتحدث معه. إنه ملقى على الطريق أعلى هذا المنحدر.»

ناپیژندل شوی مخ