وَمِمَّا مدحه بِهِ أَمِين الجندي وَكَانَ طلب مِنْهُ الْإِجَازَة سؤالا فَمَا أجَاب
(يَا أَيهَا الحبر الَّذِي هُوَ لم يزل ... فِي الْكَوْن بَحر فَوَائِد وعوائد)
(إِن الفصيح لديك أصبح أبكما ... لم يَأْتِ من نطق بِحرف وَاحِد)
(إِذْ حجَّة الْإِسْلَام أَنْت بِلَا مرا ... ولناا لدَلِيل باسم ابْنك حَامِد)
إجَازَة الشَّيْخ أَحْمد الْعَطَّار للشَّيْخ شَاكر العقاد
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
الْحَمد لله رب الْعَالمين وَصلى الله تَعَالَى على سيدنَا مُحَمَّد وعَلى آله وَصَحبه أَجْمَعِينَ
أما بعد فقد التمس مني عُمْدَة الْعلمَاء الْمُحَقِّقين وقدوة الْفُضَلَاء المدققين وناشر لِوَاء الإفادة للطالبين مَوْلَانَا الشَّيْخ شَاكر أَفَنْدِي ابْن المرحوم الْحَاج عَليّ الشهير نسبه الْكَرِيم بالعقاد أَن أجيزه بِجَمِيعِ مقروآتي ومسموعاتي وَبِمَا يجوز لي رِوَايَته وَذَلِكَ بعد أَن سمع مني حَدِيث الرَّحْمَة وَغَيره من الْأَحَادِيث الشَّرِيفَة فأجبت ملتمسه امتثالا لَهُ وَإِلَّا فلست أَنا أَهلا لذَلِك وَلَا مِمَّن سلك هاتيك المسالك وَأَقُول أجزت مَوْلَانَا الْمَذْكُور بِمَا تضمنته هَذِه العجالة الجامعة لغالب مسموعاتي وَأَسْمَاء مشايخي وأجزته بِمَا تضمنه أثبات مشايخي ومشايخهم وبسائر كتب الحَدِيث وَغَيرهَا من الْعُلُوم النافعة وبسائر مَا يجوز لي وعني رِوَايَته كل ذَلِك بِشَرْطِهِ الْمُعْتَبر عِنْد أهل الحَدِيث والأثر وأرجوه أَن لَا ينساني من صَالح دعواته فِي خلواته وجلواته وَصلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَه أفقر الورى أَحْمد بن عبيد الْعَطَّار
إتماما للفائدة نورد ثَبت أَحْمد بن عبيد الْعَطَّار الَّذِي جمعه الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن الكزبري الْكَبِير عَن نُسْخَة مخطوطة بِخَطِّهِ مَحْفُوظَة لدينا
1 / 27
جَاءَ فِي أَولهَا انتخاب العوالي والشيوخ الأخيار من فهارس شَيخنَا الإِمَام الْمسند الْعَطَّار
جمع أقل تلامذته فَقير رَحْمَة ربه وأسير وصمة ذَنبه الحقير عبد الرَّحْمَن الشَّافِعِي الدِّمَشْقِي الشهير بالكزبري عُفيَ عَنهُ وَعَمن دَعَا لَهُ بالمغفرة والفتوح آمين
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
نحمدك يَا من أَسْبغ علينا الْمِنَّة وَجَعَلنَا منسبين لخدمة الحَدِيث الشريف النَّبَوِيّ ونقلة للسّنة وَضمن لنا على لِسَان نَبينَا مُحَمَّد ﷺ بِأَنَّهُ من سلك طَرِيقا يلْتَمس فِيهِ علما سهل الله تَعَالَى لَهُ طَرِيقا إِلَى الْجنَّة ونشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ شَهَادَة ندخرها ليَوْم الْمعَاد جنَّة ونشهد أَن سيدنَا وَنَبِينَا مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله إِلَى الْإِنْس وَالْجنَّة ﷺ مَا أبدى اللَّيْل نجما فغيبه النَّهَار وأجنه
أما بعد فَيَقُول العَبْد الْفَقِير لعفو الْمولى الْغفار أَحْمد بن عبيد الْعَطَّار الشَّافِعِي الدِّمَشْقِي محيت عَنهُ الْخَطَايَا والأوزار وحبي من الْكَرِيم المعارف والأسرار هَذِه نبذة يسيرَة من أَسمَاء بعض مشاهير شيوخي ومقروآتي عَلَيْهِم وإجازاتي مِنْهُم وَكَذَلِكَ بعض من أسانيدي فِي الْقُرْآن الْعَظِيم وصحيحي الْإِمَامَيْنِ البُخَارِيّ وَمُسلم وسلسلتي فِي مَذْهَب إمامنا الشَّافِعِي رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وَبَعض من الْأَحَادِيث المسلسلة جمعهَا بعض أخصائي الأعزاء عَليّ المترددين إِلَيّ بإشارتي لَهُ فِي ذَلِك منح أوضح المسالك
وشيوخي بِحَمْد الله تَعَالَى كَثِيرُونَ من دمشقيين وواردين وحجازيين ومصريين وروميين عمتني بركاتهم وشملتني نفحاتهم
١ - فَمن أَجلهم وأرفعهم وأتقاهم وأورعهم وَأَعْلَاهُمْ سندا سَيِّدي وَسيد أهل زَمَانه فِيمَا أعلم الشَّيْخ عَليّ بن أَحْمد الشَّافِعِي الدِّمَشْقِي الشهير بالكزبري فقد لازمته بِحَمْد الله الْمدَّة الطَّوِيلَة والأزمان الجليلة ولي مَعَه وقائع كَثِيرَة من تَأْدِيب وإكرام وَغير ذَلِك لَا يَفِي بِذكر بَعْضهَا هَذِه العجالة وَحَضَرت عَلَيْهِ الْكثير فمما يحضرتي الْآن من ذَلِك حِصَّة وافية من صَحِيح أَمِير الْمُحدثين مَعَ مطالعته للشروح وقرأته بالحرف لشرح الإِمَام الْقُسْطَلَانِيّ الْمُسَمّى بالإرشاد وَحِصَّة كَذَلِك من تَفْسِير النَّاصِر الْبَيْضَاوِيّ مَعَ الْحَوَاشِي وَحِصَّة من الْمَوَاهِب اللدنية مَعَ
1 / 28
شرحها لشيخه الإِمَام الزّرْقَانِيّ وَحِصَّة من إحْيَاء عُلُوم الدّين للْإِمَام الْغَزالِيّ وَحَضَرت ختمة لَهُ بمحفل وافي وحضرته فِي شرح الْمنْهَج مَعَ قِرَاءَته بالحرف شرح الْمُحَقق الهيتمي على الْمِنْهَاج الْمُسَمّى بتحفة الْمُحْتَاج ومطالعة النِّهَايَة والحواشي وتفقهت بِحَمْد الله تَعَالَى عَلَيْهِ وحضرته فِي حِصَّة من شرح الْمُحَقق الْمحلي على جمع الْجَوَامِع مَعَ مطالعة الْحَوَاشِي وَمُغْنِي اللبيب مَعَ حاشيتي الدماميني والشمني وقرأت عَلَيْهِ الشاطبية مَعَ حفظهَا والقراءات السَّبع إِلَى الْأَحْزَاب وأجازني بِسَائِر الْقُرْآن بشائر طرقه وَلم أظفر مِنْهُ رَحمَه الله تَعَالَى بِالْإِجَازَةِ الْخَاصَّة إِلَّا عُمُوما فِي بعض ختومه لدروسه كَبَقِيَّة الْحَاضِرين وَهُوَ يروي عَن مَشَايِخ كثيرين من دمشقيين وَغَيرهم يَأْتِي ذكر بَعضهم
٢ - وَمن مشاهير مشايخي الإِمَام الْجَامِع لعلمي الْبَاطِن وَالظَّاهِر من ورث الْفضل كَابِرًا عَن كَابر وفاخرت بِهِ الْأَوَائِل الْأَوَاخِر الشَّيْخ أَبُو الْمَعَالِي مُحَمَّد الشَّافِعِي الدِّمَشْقِي الشهير نسبه الْكَرِيم بالغزي مفتي السَّادة الشَّافِعِيَّة بِدِمَشْق المحمية فقد صحبته مُدَّة طَوِيلَة وَكنت أراجع لَهُ فِيهَا مسَائِل كَانَ يسْأَل عَنْهَا وقرأت عَلَيْهِ صَحِيح الإِمَام البُخَارِيّ بطرفيه وَكَانَ بِيَدِهِ نُسْخَة مِنْهُ وأجازني بِهِ وببقية الْكتب السِّتَّة وبمؤلفات شيخ الْإِسْلَام زَكَرِيَّا الْأنْصَارِيّ وبمؤلفات الْجلَال السُّيُوطِيّ خُصُوصا وَبِكُل مَا يجوز لَهُ عُمُوما وَله مَشَايِخ كَثِيرُونَ ترجمهم فِي كتاب مُسْتَقل سَمَّاهُ لطائف الْمِنَّة فِي آثَار خدمَة السّنة وَله تآليف نفيسة مِنْهَا شرح على صَحِيح الإِمَام البُخَارِيّ لم يكمل
٣ - وَمن كبار شيوخي مُحدث الشَّام وعالمها الزَّاهِد الْوَرع العابد الناسك الشَّيْخ إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الجراحي الشهير بالعجلوني فقد لازمته نَحوا من عشر سِنِين واكتسبت من آدابه وَحَضَرت دروسه الْعَامَّة والخاصة فَمن أجل مَا حضرت عَلَيْهِ الْجَامِع الْمسند الصَّحِيح مَعَ قِرَاءَة لشرحه عَلَيْهِ وأجازني بِكُل مَا يجوز لَهُ مَرَّات ومشايخه وَأَسَانِيده قد أفرد لَهُم بثبت سَمَّاهُ حلية أهل الْفضل والكمال باتصال الْأَسَانِيد بكمل الرِّجَال
٤ - وَمن كبار شيوخي الإِمَام الْجَامِع بَين الْمَنْقُول والمعقول مُحَرر الْفُرُوع وَالْأُصُول الماهرة النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الْبَيَانِي الأديب الشَّيْخ أَحْمد أَفَنْدِي ابْن المرحوم الشَّيْخ على الْعَدوي العثماني الشهير بالمنيني فقد حضرت دروسه الْخَاصَّة والعامة مِنْهَا الصَّحِيح مَعَ شَرحه لَهُ وَمِنْهَا تَفْسِير النَّاصِر وشفا القَاضِي
1 / 29
عِيَاض وقرأت عَلَيْهِ شرح النقاية لِلْحَافِظِ السُّيُوطِيّ وَغير ذَلِك مِمَّا لم يحضرني الْآن وأجازني بِكُل مَا يجوز لَهُ مَرَّات عديدة وشيوخه وسلسلته قد أفردهم بثبت سَمَّاهُ القَوْل السديد فِي اتِّصَال الْأَسَانِيد
وكل من مشايخي الثَّلَاثَة الْمَذْكُورين قد شرح صَحِيح الإِمَام البُخَارِيّ شرحا نفيسا سِيمَا أوسطهم فقد شَرحه شرحا يرحل إِلَيْهِ جعله خُلَاصَة الشُّرُوح السَّابِقَة وَأطَال فِيهِ من الْفَوَائِد والنكات وَالْأَحْكَام سَمَّاهُ الْفَيْض الْجَارِي وصل فِيهِ إِلَى تَفْسِير سُورَة الْفَاتِحَة من كتاب التَّفْسِير واخترمته الْمنية قبل إكماله وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم
٥ - وَمن كبار مشاهير شيوخي الإِمَام الَّذِي وَإِن تَأَخّر ذكره فقد علم قدره سيد أهل التَّحْقِيق على التَّحْقِيق وَسعد أَرْبَاب التدقيق بنظره الدَّقِيق الْعَلامَة الثَّانِي الشَّيْخ على أَفَنْدِي الداغستاني قَرَأت عَلَيْهِ الْكثير وانتفعت بِهِ النَّفْع الشهير حضرت عَلَيْهِ حِصَّة وافية من الصَّحِيح مَعَ شَرحه الْإِرْشَاد وَغَيره وَتَفْسِير القَاضِي الْبَيْضَاوِيّ وَتَفْسِير الْمُحَقق أبي السُّعُود وقرأت عَلَيْهِ شرح الْقَوَاعِد والأوضح والجامي مَعَ العصام وَشرح رِسَالَة الْعَضُد للقوشجي وشروح السمرقندية وخلاصة الْحساب وَشرح العقائد مَعَ حاشيتي الْكَمَال والخيالي والمختصر الْبَيَانِي مَعَ حَاشِيَة منلا زَاده وَحِصَّة من المطول مَعَ السَّيِّد وَشرح مُخْتَصر الْمُنْتَهى للعضد مَعَ حَاشِيَة السَّيِّد عَلَيْهِ وحاشية الشَّيْخ الْمَذْكُور عَلَيْهَا وَشرح الشمسية للقطب وَشرح المواقف وَغير ذَلِك مِمَّا لم يحضرني الْآن
٦ - وَمن مشاهير محققي شيوخي الإِمَام الْكَبِير والعلامة الشهير الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن بن جَعْفَر الْكرْدِي فقد لازمته الْمدَّة الطَّوِيلَة والأزمان الجليلة وقرأت عَلَيْهِ الكافية والشافية وَشَرحهَا وإيساغوجي وشروحه للغنري وَغَيره وَشرح الشمسية وَغير ذَلِك وَكنت مشاركا لَهُ فِي مطالعة درس شَيخنَا الكزبري فِي شرح الْمنْهَج والتحفة والحواشي ثمَّ رَحل للقاهرة وَبعد رُجُوعه حضرت عَلَيْهِ شرح الْمُحَقق الْمحلي على جمع الْجَوَامِع مَعَ الْآيَات عَلَيْهِ وَغَيرهَا من الْحَوَاشِي
٧ - وَمن أكَابِر شيوخي الإِمَام الْعَلامَة الْفَقِيه المتبحر الشَّيْخ عبد الله بن زين الدّين الشهير بالبصروي حضرت دروسه الْخَاصَّة والعامة مِنْهَا صَحِيح الإِمَام مُسلم مَعَ
1 / 30
شَرحه لَهُ وَكنت أُعِيدهُ لَهُ فِي بعض وقرأت عَلَيْهِ حِصَّة من الْفِقْه وَحِصَّة من الْعُلُوم الآلية
٨ - وَمن أجلاء شيوخي الإِمَام الْكَبِير والعلامة الشهير مُوسَى المحاسني قَرَأت عَلَيْهِ شرح الأزهرية وَشرح الْقطر وَحِصَّة من التَّفْسِير وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى لَا يلْتَزم قِرَاءَة تَفْسِير إِمَام بِعَيْنِه
٩ - وَمن خَاصَّة شيوخي مُحَقّق عصره ومفسره الشَّيْخ مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهير بقلقسز زَاده قَرَأت عَلَيْهِ شرح الْقطر وَشرح الشذور لشيخ الْإِسْلَام وَشرح الْقَوَاعِد وَحِصَّة من الجامي مَعَ العصام وَغير ذَلِك
١٠ - وَمن خَواص شيوخي الإِمَام الْعَالم الْكَامِل التقي الذكي الألمعي الْفَاضِل الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الشهير بالصناديقي قَرَأت عَلَيْهِ شرح الإِمَام الشربيني على أبي شُجَاع وَشرح التَّحْرِير لشيخ الْإِسْلَام وَالشَّمَائِل للْإِمَام التِّرْمِذِيّ وَشَرحهَا للشَّيْخ الْمَذْكُور وَغير ذَلِك
١١ - وَمن فضلاء شيوخي الإِمَام الصُّوفِي الْعَالم الْكَامِل المنلا عَبَّاس الْكرْدِي الشهير بالكوراني قَرَأت عَلَيْهِ شرح التَّحْرِير وَسمعت مِنْهُ حِصَّة من الْإِحْيَاء وَغير ذَلِك
١٢ - وَمِنْهُم الإِمَام الْفَاضِل الْعَالم الْكَامِل الشَّيْخ مُحَمَّد الديري قَرَأت عَلَيْهِ حِصَّة من الْعُلُوم الآلية وَحَضَرت عَلَيْهِ صَحِيح الإِمَام البُخَارِيّ
١٣ - وَمن خَواص أجلاء شيوخي الْعَالم العابد الناسك الزَّاهِد الفرضي الحيسوبي الشَّيْخ أَحْمد بن عبد الله الْحَنْبَلِيّ الدِّمَشْقِي الشهير بالبعلي مفتي السَّادة الْحَنَابِلَة بِدِمَشْق قَرَأت عَلَيْهِ الْكثير من الْفَرَائِض والحساب مِمَّا لم يحضرني الْآن بَيَان تَفْصِيله وصاحبته وانتفعت بِهِ
١٤ - وَمِنْهُم شَيْخه الإِمَام الْعَالم الناسك الشَّيْخ عواد الكوري قَرَأت عَلَيْهِ شرح الْقطر وَكَثِيرًا من الْفَرَائِض والحساب
١٥ - وَمِنْهُم الشَّيْخ الإِمَام النحرير الشَّيْخ مُحَمَّد التدمري قَرَأت عَلَيْهِ الْكثير من الْعَرَبيَّة ونحوا من نصف الْمُغنِي الثَّانِي وَغير ذَلِك
١٦ - وَمِنْهُم الإِمَام الألمعي الْفَاضِل الْكَامِل الأديب الشَّيْخ مُحَمَّد سعيد
1 / 31
الْجَعْفَرِي قَرَأت عَلَيْهِ شرح نظم الْخُلَاصَة للعلامة الْمرَادِي الشهير بِابْن أم قَاسم الْمُسَمّى شَرحه بالأعمى والبصير وَغير ذَلِك
فَهَذَا مَا حضرني الْآن ذكره من أَسمَاء شيوخي الدمشقيين ومقروءاتي عَلَيْهِم فَلهُ الْحَمد والْمنَّة
وَأما من أجازني الْإِجَازَة الْعَامَّة من الواردين لدمشق من الْعلمَاء للأعلام فكثيرون مِنْهُم
١ - فَقِيه الْحجاز ومحدثها وعالمها ذُو التآليف النفيسة والتحريرات الشَّرِيفَة الَّتِي لم يسْبق إِلَيْهِ الشَّيْخ مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْكرْدِي ثمَّ الْمدنِي السكن والوفاة فقد سَمِعت مِنْهُ أَوَائِل دواوين الحَدِيث وَغَيرهَا وَكتب لي الْإِجَازَة الْعَامَّة
٢ - وَمِنْهُم الإِمَام الرحلة الفهامة المدقق الْعَالم الْعَلامَة الشَّيْخ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد التافلاتي مفتي الْقُدس الشريف فقد حضرت بعض دروسه فِي مَسْجِد بني أُميَّة حِين قدم دمشق وأجازني عُمُوما بِكُل مَا يجوز لَهُ وخصوصا بِبَعْض أذكار وفوائد
٣ - وَمِنْهُم الإِمَام خَاتِمَة الْمُحدثين والأخباريين والنسابين الشَّيْخ صفي الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد الشهير بالبخاري الخليلي ثمَّ النابلسي فقد أجازني بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة بعد سَمَاعي مِنْهُ حَدِيث الرَّحْمَة وأوائل السِّتَّة وَغَيرهَا
وَأما من كتب لي بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة من الْبِلَاد فَمن الْحجاز
٤ - الإِمَام سليل الْعلمَاء الْأَعْلَام السَّيِّد جَعْفَر البرزنجي الْمدنِي
٥ - وَالْإِمَام الْعَلامَة الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن الطَّائِفِي الْمَكِّيّ الشهير بالفتني وَغَيرهمَا
وَمن الْقَاهِرَة العلامتان المسندان الشهابان
٦ - الإِمَام أَحْمد بن عبد الفتاح المجيري الشهير بالملوي
٧ - وَالْإِمَام أَحْمد بن عبد الْكَرِيم الخالدي الشهير بالجوهري
1 / 32
٨ -، ٩ - والأخوان العلامتان العارفان المرشدان الحفنيان الشَّمْس مُحَمَّد وَالْجمال يُوسُف
١٠ - وَالْإِمَام الْعَلامَة النبيه الْفَقِيه الشَّيْخ عَطِيَّة الله الأَجْهُورِيّ وَغَيرهم
وعام رحلت إِلَيْهَا أخذت عَن كثير من فضلائها
١١ - من أَجلهم خَاتِمَة الْمُحدثين أَبُو الْفَيْض مُحَمَّد المرتضى الزبيدِيّ فقد أجازني الْإِجَازَة الْعَامَّة ولقنني الذّكر الْخَفي وألبسني خرقته وأكرمني إِكْرَاما أَضْعَاف مَا كنت آمله رَحمَه الله تَعَالَى رَحْمَة وَاسِعَة
وَفِي هَذَا الْقدر الْكِفَايَة من أَسمَاء الشُّيُوخ ﵏ ورحمني بهم وحشرني فِي زمرتهم تَحت لِوَاء سيد الْمُرْسلين إِنَّه أكْرم الأكرمين وأرحم الرَّاحِمِينَ
أما بَيَان تفاصيل أسانيدي مَعَ المسلسلات وَبَعض فَوَائِد وأوراد فقد تكفلت بضبطها وترتيبها وَجَمعهَا أثبات شيوخي وشيوخهم وَعلمت من سرد أسمائهم فِيمَا سبق لَكِن لَا بَأْس بالتعرض لبَعض تتميما للفائدة واستمناحا لنزول الرحمات واستمطارا للمكرمات عِنْد ذكر رجالها الْأَئِمَّة الثِّقَات مبتدئا من ذَلِك بِذكر سندي فِي الْقُرْآن الْعَظِيم فَأَقُول
قد قَرَأت بِحَمْد الله تَعَالَى الْقُرْآن الْعَظِيم قِرَاءَة تدبر وإتقان وتجويد وإحسان على سَيِّدي مقرئ الديار الشامية الشريف السَّيِّد ذيب بن خَلِيل وَهُوَ كَذَلِك على شَيْخه الإِمَام أبي الْمَوَاهِب مُحَمَّد البعلي الْحَنْبَلِيّ وَهُوَ كَذَلِك على وَالِده الإِمَام تَقِيّ الدّين عبد الْبَاقِي البعلي الفصي وَهُوَ كَذَلِك عَن شيخ الإقراء بالديار المصرية الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن اليمني الشَّافِعِي
ح وقرأت الْقُرْآن أَيْضا كَمَا تقدم وتلقيته بالأوجه السَّبع إِلَى أثْنَاء سُورَة الْأَحْزَاب عَن شَيخنَا الكزبري وَهُوَ كَذَلِك عَن الشهَاب أَحْمد البقري القاهري الشَّافِعِي وَهُوَ عَن إِمَام الْقُرَّاء والحفاظ الشَّيْخ مُحَمَّد بن قَاسم بن إِسْمَاعِيل البقري وَهُوَ عَن الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن اليمني الْمُقدم وَهُوَ عَن وَالِده الشَّيْخ شحاذة اليمني نزيل الْمَدِينَة المنورة والمتوفى بهَا والمدفون بِجنب قبر سيدنَا إِبْرَاهِيم ﵇ ابْن النَّبِي ﷺ وَهُوَ عَن الشَّيْخ نَاصِر الدّين الطبلاوي وَهُوَ عَن شيخ الْإِسْلَام زَكَرِيَّا الْأنْصَارِيّ السنيكي وَهُوَ عَن أبي النُّور عُثْمَان الزبيدِيّ وَهُوَ عَن الْحَافِظ أبي الْخَيْر شمس الدّين بن الْجَزرِي وَهُوَ عَن الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن
1 / 33
الْبَغْدَادِيّ وَهُوَ عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الشهير بِابْن الصايغ وَهُوَ عَن الشَّيْخ عَليّ ابْن شُجَاع صهر الشاطبي وَهُوَ عَن ولي الله أبي الْقَاسِم بن فيره بن خلف الرعيني الشاطبي وَهُوَ عَن الشَّيْخ عَليّ بن هُذَيْل وَهُوَ عَن أبي دَاوُود سُلَيْمَان الْأمَوِي وَهُوَ عَن الْحَافِظ أبي عَمْرو الداني صَاحب التَّيْسِير قَالَ رَحمَه الله تَعَالَى فِيهِ
وَأما رِوَايَة حَفْص فقد أَخَذتهَا عَن أبي الْحسن طَاهِر بن غلبون قَالَ أَخَذتهَا عَن أبي الْحسن عَليّ الْهَاشِمِي الضَّرِير الْمُقْرِئ بِالْبَصْرَةِ قَالَ أَخَذتهَا عَن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن سُهَيْل الأشنائي قَالَ قَرَأت على أبي عبيد بن الصَّباح قَالَ قَرَأت على الإِمَام حَفْص قَالَ قَرَأت على عَاصِم وَهُوَ قَرَأَ على كل من أبي عبد الرَّحْمَن وزر بن جَيش وهما قرأا على كل من أَمِيري الْمُؤمنِينَ سيدنَا عُثْمَان بن عَفَّان وَعلي بن أبي طَالب وَعبد الله بن مَسْعُود وَأبي بن كَعْب وَزيد بن ثَابت رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم أَجْمَعِينَ وهم قرؤوا على سيد الْأَوَّلين والآخرين سيدنَا رَسُول الله ﷺ وَشرف كرم وَعظم وَهُوَ قَرَأَ على أَمِين الْوَحْي سيدنَا الرّوح جِبْرِيل وَهُوَ تلقى الْقُرْآن عَن الْمُتَكَلّم بِهِ رب الْعِزَّة ﷻ وَعظم نواله وَقد أجازني شَيخنَا الْمَذْكُور بِهَذِهِ الطَّرِيقَة وبسائر طرق الْقرَاءَات الْمَشْهُورَة عِنْد أئمتها الثِّقَات وَإِنَّمَا اخْتَرْت ذكر رِوَايَة الإِمَام حَفْص عَن عَاصِم لكَونهَا قِرَاءَة أهل الشَّام وَهِي المتلقاة انفرادا عَن الْأَئِمَّة الْأَعْلَام
وَأما صَحِيح الإِمَام البُخَارِيّ كَبَقِيَّة السّنَن وَالْمَسَانِيد والموطأ وَغير ذَلِك فأرويها خُصُوصا وعموما عَن كثير من مشايخي الْمُتَقَدِّمين فأروي الصَّحِيح الْمَذْكُور عَن شَيْخي الأول وَهُوَ عَن عدَّة من الشُّيُوخ أفردهم بكراسة من أَجلهم وَأَعْلَاهُمْ سندا الشَّيْخ الإِمَام قدوة الْعلمَاء الْأَعْلَام شيخ الْإِسْلَام مُحَمَّد بن أَحْمد الشهير بِأبي الْعِزّ العجمي القاهري قِرَاءَة لبعضه وأجازة لباقيه بروايته لَهُ عَن جمَاعَة مِنْهُم الْحجَّة الثبت الشَّيْخ مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّوْبَرِيّ بروايته لَهُ عَن الشَّمْس مُحَمَّد الرَّمْلِيّ عَن شيخ الْإِسْلَام زَكَرِيَّا الْأنْصَارِيّ عَن أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي الحَدِيث الْحَافِظ الْعَسْقَلَانِي
ح وَعَن شَيْخي الثَّانِي أَيْضا عَن جمع مِنْهُم الْعَارِف الْكَبِير والغارف الشهير الشَّيْخ عبد الْغَنِيّ بن إِسْمَاعِيل النابلسي وَهُوَ عَن جمع مِنْهُم شيخ الْإِسْلَام الْحَافِظ نجم الدّين الْغَزِّي وَهُوَ عَن وَالِده شيخ الْإِسْلَام بدر الدّين الْغَزِّي وَهُوَ عَن شيخ الْإِسْلَام القَاضِي زَكَرِيَّا السنيكي الْأنْصَارِيّ وَهُوَ عَن الْحَافِظ الْعَسْقَلَانِي
ح وَعَن شَيْخي الثَّالِث أَيْضا عَن جمع مِنْهُم مُحدث الشَّام الشَّيْخ مُحَمَّد
1 / 34
أَبُو الْمَوَاهِب الْحَنْبَلِيّ عَن وَالِده الْحجَّة الثَّابِت الشَّيْخ عبد الْبَاقِي البعلي وَهُوَ عَن الْحجَّة الرحلة مُحَمَّد حجازي الشهير بالواعظ وَهُوَ عَن الشَّيْخ المعمر مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهير بِابْن اركماس من أهل غيط الْعدة وَهُوَ عَن شيخ الْإِسْلَام والحفاظ الشهَاب ابْن حجر الْعَسْقَلَانِي فبيني وَبَين الْحَافِظ من هَذِه الطّرق الثَّلَاثَة وَغَيرهَا مِمَّا لم يَتَيَسَّر الْآن ذكره خَمْسَة رجال وأسانيد الْحَافِظ إِلَى الإِمَام البُخَارِيّ مَعْلُومَة شهيرة قد استوعبها فِي الْمُقدمَة وَغَيرهَا وَأَعْلَى مَا وَقع لَهُ مِنْهَا وأجلها عَن الْمسند أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد التنوخي البعلي الأَصْل الدِّمَشْقِي المنشأ نزيل الْقَاهِرَة الْمَعْرُوف بالبرهان الشَّامي عَن الْمسند المعمر أبي الْعباد أَحْمد بن طَالب الصَّالِحِي الحجار عَن الشَّيْخ سراج الدّين أبي عبد الله الْحُسَيْن ابْن الْمُبَارك بن مُحَمَّد الربعِي الزبيدِيّ الأَصْل الْبَغْدَادِيّ الدَّار والوفاة عَن الشَّيْخ أبي الْوَقْت عبد الأول بن عِيسَى السجْزِي الْهَرَوِيّ الصُّوفِي عَن الشَّيْخ أبي الْحسن عبد الرَّحْمَن بن المظفر الدَّاودِيّ عَن أبي مُحَمَّد عبد الله بن أَحْمد بن حموية الْحَمَوِيّ السَّرخسِيّ عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن يُوسُف الْفربرِي عَن مُؤَلفه الإِمَام الْمُجْتَهد حبر الْإِسْلَام وَشَيخ الْفَنّ الثِّقَة الْحجَّة أبي عبد الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل ابْن إِبْرَاهِيم البُخَارِيّ الْجعْفِيّ قدس الله تَعَالَى روحه وَنور ضريحه فَهَذَا أَعلَى سَنَد وَقع لِلْحَافِظِ الْمَذْكُور كَمَا ذكر بعض شيوخي فَإِن بَينه وَبَين الإِمَام البُخَارِيّ سَبْعَة رُوَاة وبالتأمل يعلم أَن بَين الْفَقِير وَالْبُخَارِيّ ثَلَاثَة عشر وَأَعْلَى مَا وَقع للْبُخَارِيّ كَمَا هُوَ مَعْلُوم ثلاثياته وَبهَا يتم للْفَقِير سَبْعَة عشر إِلَى النَّبِي ﷺ وَهَذَا أَعلَى سَنَد يُوجد على وَجه الأَرْض فِيمَا أعلم فِي رِجَاله الْحَافِظ وَالْبُخَارِيّ وَقد وَقع لي أَعلَى من ذَلِك من غير طَرِيق الْحَافِظ فَلهُ الْحَمد والْمنَّة على الْجَمِيع
وَأما صَحِيح الإِمَام مُسلم فأرويه بِالْإِجَازَةِ عَن الشُّيُوخ الثَّلَاثَة الْمُقدم ذكرهم بأسانيدهم الْمُقدمَة إِلَى شيخ الْإِسْلَام زَكَرِيَّا والحافظ ابْن حجر وسماعا للْبَعْض مَعَ الْإِجَازَة للْبَاقِي عَن كل من شَيْخي البصروي وَالشَّيْخ مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْمدنِي قَالَ الثَّانِي عَن الإِمَام فَقِيه الْعَصْر مُحَمَّد سعيد الشَّافِعِي الْمَكِّيّ الشهير بسنبل عَن مُحدث مَكَّة الشهَاب النخلي بِسَمَاعِهِ لغالبه على الشَّمْس البابلي وَالْإِجَازَة لباقيه عَن أبي النجا سَالم بن مُحَمَّد السنهوري بقرَاءَته على النَّجْم مُحَمَّد الغيطي بِسَمَاعِهِ لجميعه على شيخ الْإِسْلَام زَكَرِيَّا الْأنْصَارِيّ وَإِسْنَاده فِيهِ عَن الْحَافِظ العقبي وَغَيره مَعْلُوم شهير فَلَا نطيل بِذكرِهِ
1 / 35
وَأما بَقِيَّة السِّتَّة الْمُوَطَّأ وَالْمَسَانِيد وَسَائِر كتب السّنة وَالتَّفْسِير وَالْفِقْه فأرويها بِالْأَسَانِيدِ الْمُتَقَدّمَة إِلَى شيخ الْإِسْلَام والحافظ الْعَسْقَلَانِي وتفاصيلها وأنواعها لَا يُمكن استقصاؤها فِي هَذِه العجالة وَقد تكفلت بهَا ثُبُوت شيوخي كثبتي الْإِمَامَيْنِ الْمَذْكُورين والذكي كَمَا قيل يدْرك بمثال وَاحِد مَا لَا يُدْرِكهُ غَيره بِأَلف شَاهد
سَنَده فِي الْفِقْه الشَّافِعِي
لَكِن لَا بَأْس بالتعرض للسلسلة الْمُتَّصِلَة إِلَيّ من إمامنا الشَّافِعِي تبركا بِهِ وبرجالها فَأَقُول
قد تفقهت بِحَمْد الله على شُيُوخ كثيرين من أَجلهم وأفقههم من كَانَ يلقب بالشافعي الصَّغِير الشَّيْخ عَليّ الكزبري وَهُوَ تفقه على جمع مِنْهُم فَقِيه الْعَصْر الشَّيْخ عبد ربه الديوي القاهري وَهُوَ عَن الشَّمْس مُحَمَّد الشرنبابلي وَهُوَ عَن الشَّمْس البابلي وَهُوَ عَن النُّور الزيَادي وَهُوَ عَن الْجمال مُحَمَّد الرَّمْلِيّ وَهُوَ عَن شيخ الْإِسْلَام فَقِيه الدَّهْر فِي الْأَنَام من لم تخلف بعده مثله الْأَيَّام القطب زَكَرِيَّا الْأنْصَارِيّ وَهُوَ عَن إِمَام الْمُحَقِّقين الْجلَال الْمحلي وَهُوَ عَن الزين عبد الرَّحِيم الْعِرَاقِيّ وَهُوَ عَن الْفَقِيه النبيه عَلَاء الدّين بن الْعَطَّار وَهُوَ عَن القطب الرباني والهيكل الصمداني ولي الله بِلَا نزاع ومحرر مَذْهَب الشَّافِعِي بِلَا دفاع الشَّيْخ محيي الدّين يحيى النواوي تغمده الله برحمته وَأَسْكَنَهُ أعالي جنته وَجَعَلنَا من أَتْبَاعه وشيعته وحشرنا فِي زمرته آمين
ح وأروي أَيْضا عَن شَيْخي الإِمَام الجراحي وَهُوَ عَن شَيْخه الشَّمْس مُحَمَّد الكاملي وَهُوَ عَن الْعَلامَة الشَّيْخ مُحَمَّد البطنيني وَهُوَ عَن الشَّمْس مُحَمَّد الميداني وَهُوَ عَن الشَّيْخ أَحْمد الطَّيِّبِيّ الْكَبِير وَهُوَ عَن كَمَال الدّين الْحُسَيْنِي وَهُوَ عَن الْجمال بن جمَاعَة وَهُوَ عَن الْبُرْهَان الشَّامي وَهُوَ عَن ابْن الْعَطَّار وَهُوَ عَن إِمَام الْمَذْهَب أبي زَكَرِيَّا النواوي وَسَنَده إِلَى سيدنَا الإِمَام الشَّافِعِي مَذْكُور فِي تهذيبه أَوَاخِر خطبَته ثمَّ إِلَى رَسُول الله ﷺ فلنذكر كَلَامه فِيهِ بِاخْتِصَار
قَالَ رَحمَه الله تَعَالَى أخذت الْفِقْه قِرَاءَة وتصحيحا وسماعا وتعليقا عَن جمَاعَة مِنْهُم الْكَمَال سلار الإربلي وَهُوَ عَن الشَّيْخ مُحَمَّد صَاحب الشَّامِل الصَّغِير وَهُوَ عَن الشَّيْخ عبد الْغفار الْقزْوِينِي صَاحب الْحَاوِي وَهُوَ عَن فريد عصره أبي الْقَاسِم عبد الْكَرِيم الرَّافِعِيّ وَهُوَ عَن الشَّيْخ مُحَمَّد أبي الْفضل وَهُوَ
1 / 36
عَن مُحَمَّد بن يحيى وَهُوَ عَن حجَّة الْإِسْلَام الْغَزالِيّ وَهُوَ عَن أبي الْمَعَالِي إِمَام الْحَرَمَيْنِ وَهُوَ عَن وَالِده أبي مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ وَهُوَ عَن الشَّيْخ أبي بكر الْقفال وَهُوَ عَن أبي زيد الْمروزِي وَهُوَ عَن الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الْمروزِي وَهُوَ عَن أبي الْعَبَّاس ابْن سُرَيج وَهُوَ عَن الشَّيْخ عُثْمَان بن سعيد الْأنمَاطِي وَهُوَ عَن أبي إِسْحَاق الْمُزنِيّ وَهُوَ عَن الإِمَام الْأَعْظَم والمجتهد الْمُقدم إِمَام الْأَئِمَّة وناصر الْكتاب وَالسّنة أبي عبد الله مُحَمَّد بن إِدْرِيس الشَّافِعِي وَهُوَ عَن جمع مِنْهُم الإِمَام مُسلم بن خَالِد الزنْجِي وَهُوَ عَن أبي الْوَلِيد بن عبد الْعَزِيز بن جريج وَهُوَ عَن عَطاء بن أبي رَبَاح وَهُوَ عَن الإِمَام عبد الله بن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا وَهُوَ عَن ابْن عَمه سيد الْمُرْسلين وَإِمَام الْمُتَّقِينَ ﷺ وَبَارك وعَلى آله وَأَصْحَابه وَأَتْبَاعه أفضل صَلَاة وَأفضل بركَة وَأفضل سَلام
وَإِنَّمَا اخْتَرْت هَذِه الطَّرِيقَة من الطّرق الَّتِي ذكرهَا الإِمَام النَّوَوِيّ كبعض شيوخي لشهرة رجالها أَكثر من غَيرهَا وليكتفى بهَا عَن تفاصيل أَسَانِيد مصنفاتهم رحم الله تَعَالَى أَرْوَاحهم جَمِيعًا
الْأَحَادِيث المسلسلة
وَأما مَا اتّفق لي رِوَايَته من الْأَحَادِيث المسلسلة فشيء كثير بِحَمْد الله تَعَالَى ولنتبرك بِذكر نزر مِنْهَا فَمِنْهَا حَدِيث الرَّحْمَة المسلسل بالأولية فقد أَخَذته عَن شُيُوخ عدَّة إجَازَة وسماعا بِشَرْطِهِ ودونه فَمِمَّنْ سمعته عَنهُ بِشَرْطِهِ الإِمَام الْفَقِيه الشهير والعالم الْمُحدث الْكَبِير الشَّيْخ صَالح بن إِبْرَاهِيم الْحَنَفِيّ الشهير بالجنيني وَهُوَ أول حَدِيث سمعته مِنْهُ وَهُوَ عَن السَّيِّد مُحَمَّد رَسُول البرزنجي قَالَ وَهُوَ أول حَدِيث سمعته مِنْهُ قَالَ حَدثنَا الشَّيْخ عبد الْبَاقِي الْحَنْبَلِيّ وَهُوَ أول حَدِيث سمعته مِنْهُ قَالَ حَدثنَا الشَّيْخ إِبْرَاهِيم البهوتي الْحَنْبَلِيّ وَهُوَ أول حَدِيث سمعته مِنْهُ قَالَ حَدثنَا جمال الدّين يُوسُف الْأنْصَارِيّ وَهُوَ أول حَدِيث سمعته مِنْهُ قَالَ حَدثنِي وَالِدي شيخ الْإِسْلَام زَكَرِيَّا وَهُوَ أول حَدِيث سمعته مِنْهُ قَالَ حَدثنَا الْحَافِظ أَبُو الْفضل أَحْمد بن حجر وَهُوَ أول حَدِيث سمعته مِنْهُ وَسَنَده إِلَى سيدنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة بِشَرْطِهِ شهير بأيدي النَّاس فَلَا نطيل بِذكرِهِ قَالَ سُفْيَان عَن عَمْرو بن دِينَار عَن أبي قَابُوس مولى عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ عَن عبد الله ابْن عَمْرو قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ الراحمون يرحمهم الرَّحْمَن ارحموا من فِي الأَرْض يَرْحَمكُمْ من فِي السَّمَاء وَفِي رِوَايَة أهل الأَرْض يَرْحَمكُمْ من فِي السَّمَاء وَفِي أُخْرَى زِيَادَة ﵎ بَين قَوْله الرَّحْمَن وارحموا وَهَذَا حَدِيث عَظِيم حسن الْإِسْنَاد والمتن رَوَاهُ بِلَا تسلسل البُخَارِيّ فِي
1 / 37
الْأَدَب الْمُفْرد وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ حسن صَحِيح
فَوَائِد تتَعَلَّق بِهِ
الأولى فِي حِكْمَة اخْتِيَار الروَاة الِابْتِدَاء بِهَذَا الحَدِيث سَمَاعا وَكِتَابَة فِي مؤلفاتهم المسلسلة قَالَ الْبُرْهَان الكوراني الْمدنِي فِي كِتَابه مسالك الْأَبْرَار إِلَى أَحَادِيث النَّبِي الْمُخْتَار ولنستفتح بِحَدِيث الرَّحْمَة المسلسل بالأولية لوجوه أ - أَحدهَا أَن الله تَعَالَى خَاطب نبيه ﷺ بقوله ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا رَحْمَة للْعَالمين﴾
ونوره أول مَخْلُوق وَمِنْه خلق بَقِيَّة الكائنات فَكَانَ أول سلسلة الكائنات فَنَاسَبَ أَن يكون حَدِيث الرَّحْمَة الْعَام الْمُتَعَلّق بِمن فِي الأَرْض أول الْأَحَادِيث
ب - ثَانِيهَا مَا دلّ عَلَيْهِ الحَدِيث الْقُدسِي من سبق الرَّحْمَة بقوله سبقت رَحْمَتي غَضَبي فَنَاسَبَ أَن يسْبق حَدِيثهَا أَيْضا
ج - ثَالِثهَا تقدم كِتَابَة الْحق لسبق الرَّحْمَة بعد التَّوْحِيد فَعَن ابْن عَبَّاس كَمَا رَوَاهُ الديلمي أول شَيْء خطه الله فِي الْكتاب الأول أنني أَنا الله لَا إِلَه إِلَّا أَنا سبقت رَحْمَتي غَضَبي فَمن شهد إِلَّا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله فَلهُ الْجنَّة فَنَاسَبَ أَن يكون حَدِيث الرَّحْمَة متصفا بأولية كِتَابَة الْخلق لَهُ كَمَا كَانَت الرَّحْمَة متصفة بأولية كِتَابَة الْحق لَهَا
الثَّانِيَة قَالَ شَيخنَا العجلوني فِي ثبته قَالَ فِي الْإِسْعَاف رِوَايَة الحَدِيث بِرَفْع يَرْحَمكُمْ كَمَا قَالَ الْبُرْهَان الْعِمَادِيّ فالجملة دعائية مستأنفة وَنقل مثله عَن الْحَافِظ النَّجْم الْغَزِّي قَالَ وَلَا يمْتَنع الْجَزْم فِي جَوَاب الْأَمر أَقُول وَمُقْتَضى قَوْله وَلَا يمْتَنع الْجَزْم أَن الرِّوَايَة الثَّابِتَة بِالرَّفْع وَعدم امْتنَاع الْجَزْم إِنَّمَا هُوَ من حَيْثُ الصِّنَاعَة لَا الرِّوَايَة لَكِن أَخْبرنِي صاحبنا الشَّيْخ مُحَمَّد الْجَوْهَرِي الْمصْرِيّ أَن وَالِده شَيخنَا الشهَاب أَحْمد ألف رِسَالَة فِي هَذَا الحَدِيث وَنقل فِيهَا أَن الرِّوَايَة جَاءَت بِالْوَجْهَيْنِ انْتهى وعَلى كل فرواية الرّفْع أبلغ كَمَا يظْهر بِالتَّأَمُّلِ وَالله أعلم
الثَّالِثَة ذكر شيخ شُيُوخنَا مُسْند الشَّام الشَّيْخ عبد الْبَاقِي الْحَنْبَلِيّ فِي ثبته عقب إِيرَاد هَذَا الحَدِيث قَالَ واتصل سندنا مسلسلا كل راو يَقُول عَن شَيْخه وَهُوَ أول شعر سمعته مِنْهُ إِلَى قَائِله وَهُوَ أَبُو الْحسن عَليّ بن هبة الله ابْن عَسَاكِر
(بَادر إِلَى الْخَيْر يَا ذَا اللب مغتنما ... وَلَا تكن من قَلِيل الْخَيْر محتشما)
(واشكر لمولاك مَا أولاك من نعم ... فالشكر يسْتَوْجب الإفضال والكرما)
1 / 38
(وَارْحَمْ بقلبك خلق الله وارعهم ... فَإِنَّمَا يرحم الرَّحْمَن من رحما)
الرَّابِعَة ذكر شيخ شُيُوخنَا الْعَارِف الغارف الزَّاهِد الصُّوفِي الْمولى إلْيَاس الكوراني فِي إِجَازَته لشَيْخِنَا الكزبري أَن الْأَحَادِيث المسلسلة بالأولية ثَلَاثَة أَحدهَا حَدِيث عبد الله بن عَمْرو الْمَشْهُور وَثَانِيها حَدِيث أنس بن مَالك ﵁ أَنه قَالَ سَمِعت رَسُول الله ﷺ يَقُول من أحب أَن يكثر خير بَيته فَليَتَوَضَّأ إِذا حضر غداه هُوَ وَإِذا رفع رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَثَالِثهَا حَدِيث عبد الله بن مَسْعُود ﵁ قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ يجمع الله الْعلمَاء يَوْم الْقِيَامَة فَيَقُول إِنِّي لم أجعَل حكمتي فِي قُلُوبكُمْ إِلَّا وَأَنا أُرِيد بكم الْخَيْر اذْهَبُوا إِلَى الْجنَّة فقد غفرت لكم على مَا كَانَ مِنْكُم رَوَاهُ الإِمَام أَبُو حنيفَة فِي مُسْنده
وَمِنْهَا الحَدِيث المسلسل بِقِرَاءَة سُورَة الصَّفّ فقد قَرَأَهَا عَليّ شَيخنَا الكزبري وَأَنا أسمع قَالَ قَرَأَهَا عَليّ سَيِّدي مُحَمَّد أَبُو الْعِزّ العجمي وَأَنا أسمع قَالَ قَرَأَهَا عَليّ الشَّيْخ سُلْطَان المزاحي وَأَنا أسمع قَالَ قَرَأَهَا عَليّ الشَّيْخ مُحَمَّد حجازي الْوَاعِظ شَارِح الْجَامِع الصَّغِير والشهاب أَحْمد بن يُونُس الشبلي قَالَا قَرَأَهَا علينا الْجمال يُوسُف قَالَ قَرَأَهَا عَليّ وَالِدي شيخ الْإِسْلَام زَكَرِيَّا الْأنْصَارِيّ وَبَقِيَّة سَنَده إِلَى سيدنَا عبد الله بن سَلام شهير فَلَا نطيل بِهِ قَالَ ﵁ قعدنا نفر من أَصْحَاب رَسُول الله ﷺ فتذاكرنا فَقُلْنَا لَو نعلم أَي الْأَعْمَال أقرب إِلَى الله ﷿ لعملناه فَأنْزل الله سُبْحَانَهُ ﴿سبح لله مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْض وَهُوَ الْعَزِيز الْحَكِيم يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لم تَقولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾
قَالَ عبد الله قَرَأَهَا علينا رَسُول الله ﷺ قَالَ أَبُو سَلمَة رِوَايَة وَقرأَهَا علينا عبد الله بن سَلام إِلَى آخر السَّنَد وَهَذَا الحَدِيث مُتَّصِل الْإِسْنَاد والسلسلة وَهُوَ من أصح مسلسل يرْوى أَو أَصَحهَا وَالله تَعَالَى أعلم
وَمِنْهَا الحَدِيث المسلسل بِرِوَايَة نَبينَا ﷺ عَن سيدنَا إِبْرَاهِيم خَلِيل الرَّحْمَن ﵊ وَقد تبِعت فِي ذكره شَيخنَا العجلوني فِي ثبته وَإِن لم يصدق عَلَيْهِ حد المسلسل المصطلح عَلَيْهِ عِنْد أهل الْفَنّ لغرابته ولطافته أرويه بِالْإِجَازَةِ عَن شَيخنَا الْغَزِّي وَهُوَ عَن شَيْخه الْعَارِف النابلسي وَهُوَ عَن النَّجْم وَهُوَ عَن وَالِده الْبَدْر عَن الْبُرْهَان زين الدّين القباخي عَن عَلَاء الدّين بن الْعَطَّار عَن الإِمَام النَّوَوِيّ قَالَ فِي تهذيبه وَقد من الله الْكَرِيم فَجعل لنا سندا
1 / 39
مُتَّصِلا بخليله إِبْرَاهِيم ﷺ كَمَا من علينا بذلك فِي حَبِيبه وخليله وَصفيه مُحَمَّد ﷺ أخبرنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن أبي عمر مُحَمَّد بن قدامَة الْمَقْدِسِي أَنا أَبُو حَفْص بن طبرزد أَنا أَبُو الْفَتْح الْكَرْخِي أَنا القَاضِي أَبُو عَامر أَنا أَبُو مُحَمَّد الجراحي أَنا أَبُو الْعَبَّاس المحبوبي أَنا أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ أَنا عبد الله بن أبي زِيَاد أَنا يسَار أَنا عبد الْوَاحِد بن زِيَاد عَن عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق عَن الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ لقِيت إِبْرَاهِيم لَيْلَة أسرِي بِي فَقَالَ يَا مُحَمَّد أَقْْرِئ أمتك مني السَّلَام وَأخْبرهمْ أَن الْجنَّة طيبَة التربة عذبة المَاء وَأَنَّهَا قيعان وَأَن غراسها سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر
قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن انْتهى
وَمِنْهَا المسلسل بالسادة الْأَشْرَاف وَهِي أَرْبَعُونَ حَدِيثا بِسَنَد وَاحِد وَقد ذكرهَا شَيخنَا الجنيني فِي ثبته قَالَ وَقد ذكرهَا الإِمَام الْحسن العجيمي فِي ثبته فأرويه عَن شَيخنَا الشَّيْخ إِسْمَاعِيل العجلوني وَهُوَ عَن شَيْخه مُحَمَّد بن أَحْمد عقيلة وَهُوَ عَن شَيْخه الْحسن الْمَذْكُور العجيمي قَالَ أَنا الإِمَام زين العابدين الْحُسَيْنِي عَن وَالِده عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد عَن جده يحيى بن مُحَمَّد عَن جده الْمُحب مُحَمَّد بن مُحَمَّد الرضي بن الْمُحب الْأَوْسَط مُحَمَّد عَن عَم أَبِيه الإِمَام الْعَلامَة أبي الْيمن مُحَمَّد عَن أَبِيه أَحْمد عَن أَبِيه الإِمَام رَضِي الدّين إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن مُحَمَّد قَالَ أَنا بهَا الثِّقَة الصدوق أَبُو الْقَاسِم بن عَليّ ابْن عبد الرَّحْمَن بن حرمي الْمَكِّيّ فِي الْحرم الشريف قَالَ أَنا بهَا السَّيِّد الشريف بَقِيَّة السَّادة بحلب فَخر الدّين أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الْحُسَيْنِي قَالَ أَنا بهَا الإِمَام الأوحد سراج الدّين مُحَمَّد بن عَليّ بن ناشر الْأنْصَارِيّ قَالَ ثَنَا بهَا السَّيِّد الأطهر بَقِيَّة السَّادة ببلخ شرف الدّين أَبُو مُحَمَّد الْحسن بن عَليّ الْحُسَيْنِي الْبَلْخِي قِرَاءَة علينا من لَفظه غير مرّة فِي سنة ٥٢٧ قَالَ ثني وَالِدي أَبُو الْحسن عَليّ فِي سنة ٤٤٦ قَالَ حَدثنِي وَالِدي أَبُو طَالب الْحسن بن عبيد الله فِي سنة ٤٣٤ قَالَ ثَنَا سَيِّدي ووالدي مُحَمَّد بن عبيد الله قَالَ ثني وَالِدي عبيد الله بن عَليّ قَالَ ثني وَالِدي عَليّ بن حسن قَالَ ثني وَالِدي الْحسن الْأَمِير أول من دخل بَلخ من هَذِه الطَّائِفَة قَالَ ثني وَالِدي جَعْفَر الملقب بِالْحجَّةِ قَالَ ثني وَالِدي
1 / 40
عبد الله الزَّاهِد قَالَ ثني وَالِدي الْحُسَيْن الْأَصْغَر ثني وَالِدي عَليّ زين العابدين ثني وَالِدي الشَّهِيد أَحْمد الريحانتين الْحُسَيْن قَالَ حَدثنِي وَالِدي أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب كرم الله وَجهه قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ ١ - لَيْسَ الْخَبَر كالمعاينة ٢ - وَبِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ الْحَرْب خدعة ٣ - وَبِه الْمُسلم مرْآة الْمُسلم ٤ - وَبِه المستشار مؤتمن ٥ - وَبِه الدَّال على الْخَيْر كفاعله ٦ - اسْتَعِينُوا على الْحَوَائِج بِالْكِتْمَانِ ٧ وَبِه اتَّقوا النَّار وَلَو بشق تَمْرَة ٨ - وَبِه الدُّنْيَا سجن الْمُؤمن وجنة الْكَافِر ٩ - وَبِه الْحيَاء خير كُله ١٠ - وَبِه عدَّة الْمُؤمن كأخذ الْكَفّ ١١ - وَبِه لَا يحل لمُؤْمِن أَن يهجر أَخَاهُ فَوق ثَلَاثَة أَيَّام ١٢ - لَيْسَ منا من غَشنَا ١٣ - وَبِه مَا قل وَكفى خير مِمَّا كثر وألهى ١٤ - وَبِه الرَّاجِع فِي هِبته كالراجع فِي قيئه ١٥ - وَبِه الْبلَاء مُوكل بالْمَنْطق ١٦ - وَبِه النَّاس كأسنان الْمشْط ١٧ - وَبِه الْغنى غنى النَّفس ١٨ - وَبِه السعيد من وعظ بِغَيْرِهِ ١٩ - وَبِه إِن من الشّعْر لحكمة وَإِن من الْبَيَان لسحرا ٢٠ - وَبِه عَفْو الْمُلُوك إبْقَاء للْملك ٢١ - وَبِه الْمَرْء مَعَ من أحب ٢٢ - وَبِه مَا هلك امْرُؤ عرف قدره ٢٣ - وَبِه الْوَلَد للْفراش وللعاهر الْحجر ٢٤ - وَبِه الْيَد الْعليا خير من الْيَد السُّفْلى ٢٥ - وَبِه لَا يشْكر الله من لَا يشْكر النَّاس ٢٦ - وَبِه حبك للشَّيْء يعمي ويصم ٢٧ - وَبِه جبلت الْقُلُوب على حب من أحسن إِلَيْهَا وبغض من أَسَاءَ إِلَيْهَا ٢٨ - وَبِه التائب من الذَّنب كمن لَا ذَنْب لَهُ ٢٩ - وَبِه الشَّاهِد يرى مَا لَا يرى الْغَائِب ٣٠ - وَبِه إِذا جَاءَكُم كريم قوم فأكرموه ٣١ - وَبِه الْيَمين الْفَاجِرَة تدع الديار بَلَاقِع ٣٢ - وَبِه من قتل دون مَاله فَهُوَ شَهِيد ٣٣ - وَبِه الْأَعْمَال بِالنِّيَّةِ ٣٤ - وَبِه سيد الْقَوْم خادمهم ٣٥ - وَبِه خير الْأُمُور أوسطها ٣٦ - وَبِه اللَّهُمَّ بَارك لأمتي فِي بكورها يَوْم الْخَمِيس ٣٧ - وَبِه كَاد الْفقر أَن يكون كفرا ٣٨ - وَبِه السّفر قِطْعَة من الْعَذَاب ٣٩ - وَبِه الْمجَالِس بالأمانة ٤٠ - وَبِه خير الزَّاد التَّقْوَى
فَهَذِهِ أَرْبَعُونَ حَدِيثا بِسَنَد وَاحِد وغالب متونها من الْأَحَادِيث الشهيرة الَّتِي هِيَ من جَوَامِع كلم خير الْبَريَّة وَإِسْنَاده ظَاهِرَة عَلَيْهِ لوائح الصدْق وَالْقَبُول وَالله تَعَالَى أعلم
ولنختم هَذَا الْمقَام بِسَنَد الحَدِيث المسلسل بالمصافحة رَجَاء أَن يكون خَاتِمَة أمرنَا الصفح والمسامحة كَمَا فعل شيخ مَشَايِخنَا الإِمَام الشَّيْخ مُحَمَّد
1 / 41
الدمياطي البديري الشهير بِابْن الْمَيِّت فَأَقُول قد صَافَحَنِي وَللَّه الْحَمد والْمنَّة جمع من الشُّيُوخ مِنْهُم شَيخنَا الشَّيْخ أَحْمد أَفَنْدِي المنيني قَالَ صَافَحَنِي إجَازَة شَيخنَا النخلي عَن شَيْخه البابلي عَن أبي بكر بن إِسْمَاعِيل عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن العلقمي عَن أبي الْفضل الْجلَال عبد الرَّحْمَن السُّيُوطِيّ قَالَ فِي جِيَاد المسلسلات أَنا التقي أَحْمد بن مُحَمَّد الشمني قِرَاءَة عَلَيْهِ قَالَ أَنا أَبُو الطَّاهِر ابْن الكويك قَالَا نَا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن عَليّ قَالَ أَنا أَبُو عبد الله الخوي قَالَ أخبرنَا أَبُو الْمجد بن الْحُسَيْن الْقزْوِينِي قَالَ أخبرنَا أَبُو بكر بن إِبْرَاهِيم الشحاذي قَالَ أخبرنَا أَبُو الْحسن بن أبي زرْعَة قَالَ أَنا أبومنصور عبد الرَّحْمَن بن عبد الله البزازي قَالَ أَنا عبد الْملك بن نجيد قَالَ ثَنَا أَبُو الْقَاسِم عَبْدَانِ بن حميد التَّيْمِيّ قَالَ ثَنَا عمر بن سعيد قَالَ ثَنَا أَحْمد بن دهقان قَالَ ثَنَا خلف ابْن تَمِيم قَالَ دَخَلنَا على أبي هُرْمُز نعوده فَقَالَ دَخَلنَا على أنس بن مَالك نعوده فَقَالَ صافحت بكفي هَذِه كف رَسُول الله ﷺ فَمَا مسست خَزًّا وَلَا حَرِيرًا أَلين من كَفه ﷺ قَالَ أَبُو هُرْمُز فَقُلْنَا لأنس بن مَالك صافحنا بالكف الَّتِي صافحت بهَا رَسُول الله ﷺ فصافحنا قَالَ خلف بن تَمِيم فَقلت لأبي هُرْمُز صافحنا بالكف الَّتِي صافحت أنسا فصافحنا قَالَ أَحْمد بن دهقان فَقُلْنَا لخلف صافحنا بالكف الَّتِي صافحت بهَا أَبَا هُرْمُز فصافحنا قَالَ عمر بن سعيد قُلْنَا لِأَحْمَد بن دهقان صافحنا بالكف الَّتِي صافحت بهَا خلف بن تَمِيم فصافحنا قَالَ عَبْدَانِ قُلْنَا لعمر بن سعيد صافحنا بالكف الَّتِي صافحت بهَا أَحْمد بن دهقان فصافحنا قَالَ أَبُو مَنْصُور قلت لعبد الْملك صافحنا بالكف الَّتِي صافحت بهَا عمر بن سعيد فصافحنا قَالَ أَبُو الْحسن قلت لأبي مَنْصُور صافحنا بالكف الَّتِي صافحت بهَا عبد الْملك فصافحنا قَالَ أَبُو بكر الشحاذي قلت لأبي الْحسن صافحنا بالكف الَّتِي صافحت بهَا أَبَا مَنْصُور فصافحنا قَالَ أَبُو الْمجد قلت لأبي بكر صَافَحَنِي بالكف الَّتِي صافحت بهَا أَبَا الْحسن فصافحني قَالَ الخوي قلت لأبي الْمجد صَافَحَنِي بالكف الَّتِي صافحت بهَا أَبَا بكر فصافحني قيل للخوي صَافح إِبْرَاهِيم بالكف الَّتِي صافحت بهَا أَبَا الْمجد فصافحه قَالَ أَبُو الطَّاهِر قلت لإِبْرَاهِيم صَافَحَنِي بالكف الَّتِي صافحت بهَا الخوي فصافحني قَالَ الشمني قلت لأبي الطَّاهِر صَافَحَنِي بالكف الَّتِي صافحت بهَا إِبْرَاهِيم فصافحني قَالَ السُّيُوطِيّ قلت لشَيْخِنَا الشمني صَافَحَنِي بالكف الَّتِي صافحت بهَا أَبَا طَاهِر فصافحني والسيوطي صَافح إِبْرَاهِيم العلقمي إِن لم يكن فعلا فإجازة والعلقمي
1 / 42
صَافح أَبَا بكر كَذَلِك وَأَبُو بكر صَافح البابلي كَذَلِك قَالَ النخلي وَشَيخنَا البابلي صافحنا وَللَّه الْحَمد والْمنَّة وَقَالَ شَيخنَا المنيني وَقد حصلت لي المصافحة من شَيخنَا الْمَذْكُور بِالْإِجَازَةِ كَمَا حصلت للعلقمي وَمن بعده وَللَّه الْحَمد وَأَقُول قد حصلت لي المصافحة من شَيخنَا كَذَلِك وَللَّه الْحَمد والْمنَّة
خَاتِمَة فِي بعض فَوَائِد من الأوراد الْخَاصَّة أجازني بهَا بعض الشُّيُوخ
لَا بَأْس بالتعرض لشَيْء مِنْهَا فَمِنْهَا الصِّيغَة الكمالية وَهِي اللَّهُمَّ صل وَسلم وَبَارك على سيدنَا مُحَمَّد وعَلى آله عدد كَمَال الله وكما يَلِيق بِكَمَالِهِ عقب كل فَرِيضَة وَقد قَالَ الشُّيُوخ إِنَّهَا بأَرْبعَة عشر ألفا وإشكالها وَجَوَابه أفردهما شَيخنَا التافلاني فِي رِسَالَة لَهُ سَمَّاهَا رفع الِاشْتِبَاه وَبَين مِنْهَا أَن المُرَاد بالأربعة عشر ألفا الْمُطلقَة فِي كل مِنْهُم إِنَّمَا هِيَ حَسَنَة
وَمِنْهَا الصِّيغَة المنجية وَهِي اللَّهُمَّ صلى على سيدنَا مُحَمَّد صَلَاة تنجينا بهَا من جَمِيع الْأَهْوَال والآفات وتقضي لنا بهَا جَمِيع الْحَاجَات وتطهرنا بهَا من جَمِيع السَّيِّئَات وترفعنا بهَا عنْدك أَعلَى الدَّرَجَات وتبلغنا بهَا أقْصَى الغايات من جَمِيع الْخيرَات فِي الْحَيَاة وَبعد الْمَمَات زَاد الْعَارِف الْأَكْبَر يَا أرْحم الرحمين يَا الله وَقد قَالَ الْأَشْيَاخ من قَالَهَا فِي مُهِمّ أَو نازلة ألف مرّة فرج الله عَنهُ وَأدْركَ مأموله وَمن أَكثر مِنْهَا زمن الطَّاعُون أَمن مِنْهُ وَمن أَكثر مِنْهَا عِنْد ركُوب الْبَحْر أَمن من الْغَرق وَمن قَرَأَهَا خمس مئة مرّة ينَال مَا يُرِيد فِي الجلب والغنى إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَهِي مجربة صَحِيحَة فِي جَمِيع ذَلِك وَالله تَعَالَى أعلم
وَمِنْهَا ورد السبحة فِي كل صباح وَهُوَ سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ الله الْعَظِيم مئة مرّة لَا إِلَه إِلَّا الله الْملك الْحق الْمُبين وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم مئة مرّة وَأَسْتَغْفِر الله الْعَظِيم لذنبي وَلِلْمُؤْمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات مئة مرّة وجزى الله عَنَّا نَبينَا مُحَمَّد ﷺ مَا هُوَ أَهله مئة مرّة وَيَا كَافِي يَا غَنِي يَا فتاح يَا رزاق مئة مرّة وَيَا حنان يَا منان أَنْت الَّذِي وسعت كل شَيْء رَحْمَة وعلما مئة وتسعا وَعشْرين مرّة وَبَين سنة الصُّبْح وفرضها يَا لطيف مئة وتسعا وَعشْرين مرّة وَيَا حَيّ يَا قيوم فَلَا يفوت شَيْء من علمه وَلَا يؤوده سبعا وَعشْرين مرّة بَينهمَا أَيْضا واللهم بَارك لنا فِي الْمَوْت وَفِيمَا بعد الْمَوْت خمْسا وَعشْرين مرّة بَينهمَا أَيْضا وَفِي كل لَيْلَة قِرَاءَة سُورَة السَّجْدَة وَالدُّخَان والواقعة وَالْملك والنبأ والنازعات والبروج والانشراح
1 / 43
وَمِنْهَا مَا ذكره الْعَارِف الشعراني فِي مَتنه عَن الْخضر ﵊ أَنه قَالَ سَأَلت أَرْبَعَة وَعشْرين ألف نَبِي عَن اسْتِعْمَال شَيْء يَأْمَن العَبْد فِيهِ من سلب الْإِيمَان فَلم يجبني أحد مِنْهُم حَتَّى اجْتمعت بِمُحَمد ﷺ فَسَأَلته عَن ذَلِك فَقَالَ حَتَّى أسأَل جِبْرِيل ﵊ عَن ذَلِك فَسَأَلَهُ فَقَالَ حَتَّى أسأَل رب الْعِزَّة عَن ذَلِك فَسَأَلَهُ فَقَالَ الله ﷿ من واظب على قِرَاءَة آيَة الْكُرْسِيّ و﴿آمن الرَّسُول﴾ إِلَى آخر سور الْبَقَرَة و﴿شهد الله أَنه لَا إِلَه إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَة﴾ إِلَى قَوْله ﴿الْإِسْلَام﴾ و﴿قل اللَّهُمَّ مَالك الْملك﴾ إِلَى ﴿بِغَيْر حِسَاب﴾ وَالْإِخْلَاص والمعوذتين والفاتحة عقب كل صَلَاة أَمن من سلب الْإِيمَان انْتهى
وأسأل الله سبحانة وَتَعَالَى المان بفضله أَن يرحم الْمَذْكُورين برحمته الْخَاصَّة والعامة وَأَن ينجينا من أهوال الحاقة والطامة وَأَن يمن علينا بتوفيقه وَالْهِدَايَة إِلَى سَوَاء طَرِيقه ونتوسل إِلَيْهِ وَبِه وباسمه الْأَعْظَم الْأَعْظَم وَبِكُل اسْم هُوَ لَهُ اسْتَأْثر بِهِ فِي علم غيبه أَو علمه لأحد من خلقه وبشرف كتبه الْمنزلَة وأنبيائه وَرُسُله وبخاتمهم وأفضلهم مُحَمَّد ﷺ وبملائكته المقربين أَن يخْتم لنا بِالْحُسْنَى وَأَن يبلغنَا من فَضله الْمقَام الأرفع الْأَسْنَى وَأَن يوفقنا من القَوْل وَالْعَمَل لما يُحِبهُ ويرضاه وَلما يقربنا لَدَيْهِ وَلَا يخجلنا بَين يَدَيْهِ إِنَّه الْجواد الْكَرِيم الرؤوف الرَّحِيم ﷺ
تمت جمعا وَكِتَابَة بِإِذن شَيخنَا الْمُجِيز حفظه الله تَعَالَى غرَّة شعْبَان الْمُعظم سنة سبع ومئتين وَألف أحسن الله ختامنا وختامها بمنه آمين
ختم ختم ختم
أَحْمد عبيد أَحْمد عبيد أَحْمد عبيد
إِمَام الشَّافِعِيَّة إِمَام الشَّافِعِيَّة إِمَام الشَّافِعِيَّة
قَالَ الْعَلامَة مُحَمَّد أَمِين عابدين فِي رثاء الْعَلامَة أَحْمد بن عبيد الْعَطَّار
(ليقدح الْجَهْل فِي الْبلدَانِ كالشرر ... وليسكن الْعلم فِي كتب وَفِي سطر)
(قد مَاتَ من كَانَ للتعليم منتدبا ... يُبْدِي فروعا بِلَا كل وَلَا ضجر)
(رزء عَظِيم لكل النَّاس قاطبة ... قد عمهم جوره بالبؤس وَالضَّرَر)
1 / 44
(يَا عين فابكي على بَحر الْعُلُوم دَمًا ... يَا عين سحي وَلَا تبقي وَلَا تذري)
(يَا قلب واحزن على فقدان بدر دجى ... قد قل فِيهِ دموع الْغَيْم بالمطر)
(من قد حوى الْعلم والعليا وَخير تَقِيّ ... من قد رقى فِي الْمَعَالِي رُتْبَة الزهر)
(ذُو الْقدر وَالْفَخْر وَالْإِحْسَان ذُو كرم ... ذُو الحزم والجزم وَالتَّدْبِير وَالنَّظَر)
(ذَاك الَّذِي فاق أهل الْعَصْر من قدم ... أنعم بِهِ أَحْمد اسْم أَحْمد أَحْمد السّير)
(وَذَاكَ خَاتِمَة الْقَوْم الْكِرَام وَمن ... تزهو دمشق بِهِ كَالْكَوْكَبِ السحر)
(قد كَانَ فِي علم فقه الشَّافِعِي جبلا ... فيا لَهُ من فَقِيه النَّفس ذِي الْخَبَر)
(وَفِي الحَدِيث بحار لَا قَرَار لَهَا ... عَن البُخَارِيّ فَحدث غير مفتكر)
(ترَاهُ فِي دارة الْإِمْلَاء بدر دجى ... من حوله أنجم الطلاب للدرر)
(أشيخ ذَا الْعَصْر قد قصمت أظهرنَا ... مذغبت عَنَّا وَلنْ يبْقى سوى الْأَثر)
(قد كنت بَدْرًا مضيئا فِي سَمَاء علا ... فعدت منكسفا كالبدر فِي السرر)
(يَا أَيهَا الذَّاهِب الْبَاقِي مآثره ... فِي الأَرْض مشرقة كَالشَّمْسِ فِي الظّهْر)
(أجريت يَوْم التنآئي مزن أدمعنا ... فَلَا يرى الدمع منا غير منحدر)
(دارت كؤس المنايا والهموم على ... قُلُوبنَا حِين سِرْتُمْ سير مبتدر)
(فالقلب بعْدك فِي هم وَفِي حزن ... والعيش بعْدك عَيْش غير مُعْتَبر)
(والشوق مضطرم وَالصَّبْر مُنْهَزِم ... والدمع منسجم والطرف ذُو سهر)
(وَالْجَامِع الرحب أضحى نائحا حزنا ... يَقُول واأسفا قد انمحى قمري)
(دم فِي جنان النَّعيم مارحا أبدا ... مَا دَامَ قلبِي عَلَيْكُم فِي لظى سقر)
(ودام نجلك ممدودا بمجدك مَعَ ... مَا نلته من علو الْقدر وَالْفَخْر)
(من فاق أقرانه طرا بأَرْبعَة ... الْعلم والحلم والتوفيق وَالظفر)
(لَا زَالَ محترسا دَوْمًا بأَرْبعَة ... الطّور والنور وَالْفرْقَان وَالزمر)
(وصانه ربه من شَرّ أَرْبَعَة ... الْهم والحزن والأكدار والخطر)
(يَا أَيهَا الشهم من قد طَابَ منشأه ... صبرا على مَا جرى بالحكم وَالْقدر)
(فالدار دَار هموم لَيْسَ فِيهِ صفا ... وَالْكل يفنى على التدريج بالأثر)
(وَالله عز علينا أَن تصاب بِهِ ... فقلبنا مِنْهُ فِي هم وَفِي كدر)
(لَو كَانَ يجدي الْفِدَاء مَيتا بذلت ... بِالْمَالِ وَالروح فِيهِ أنفس الْبشر)
(وَابْشَرْ فوالدكم قد جا مؤرخه ... فِي رَحْمَة الله حل مائج الْفِكر)
1 / 45
(عَلَيْهِ رَحْمَة رَبِّي دَائِما وكسي ... من سندس الْعَفو ثوبا مدهش الْبَصَر)
(واصبر تفز فالتأسي لَائِق بوفاة ... أشرف الْخلق من بَدو وَمن حضر)
(صلى عَلَيْهِ إلهي دَائِما أبدا ... مَا مَالَتْ الشَّمْس فِي الآصال وَالْبكْر)
(أَو فاح نشر بمسك كَانَ مختتما ... أَو ناح طير على خوط من الشّجر)
تمت بعون الله وَحسن توفيقه نَهَار الْإِثْنَيْنِ لثمان وَعشْرين خلت من ذِي الْحجَّة الَّذِي هُوَ من شهور سنة ١٢١٨ هـ على يَد كاتبها أفقر المحتاجين لرحمة أرْحم الرَّاحِمِينَ مُحَمَّد أَمِين بن عمر عابدين غفر الله لَهُ ولوالديه ولمشايخه وَلِجَمِيعِ الْمُسلمين أَجْمَعِينَ آمين وَصلى الله تَعَالَى على سيدنَا مُحَمَّد وعَلى آله وَصَحبه أَجْمَعِينَ
1 / 47