مسلمانانو ته د بت پرستۍ ته ورګرځیدل: د ښه کولو دمخه تشخیص
انتكاسة المسلمين إلى الوثنية: التشخيص قبل الإصلاح
ژانرونه
سلسلة من الكتب التي دونها المشايخ الدكاترة الأزاهرة كانت مهمتها ترسيخ القيم الإسلامية الرفيعة، وتبخيس وتدعير القيم الإنسانية الوضعية كما هي في بلاد الطاغوت، قبل أن تقرأ أيا من هذه الكتب سيخطر لك السؤال: إذا كانت هذه الكتب التي تنتقص القيم الإنسانية مكتوبة باللغة العربية، فليس مقصودها إذن إصلاح نقص تلك القيم في بلاد الأجانب، ولا تبليغهم بدعوة الإسلام وضرورة استبدالهم قيمهم بقيمنا، رغم أن ذلك الهدف يبدو هو المعلن بطول الكتب وعرضها وكل الكتبة هم رتبة الدعاة، فإذا كانوا يوجهون الدعوة إلى أهل الغرب كان يجب أن يكتبوها لهم بلغتهم، لكنهم ما داموا قد كتبوها باللغة العربية ونحن من يقرؤها، فكأنهم يوجهون الدعوة إلينا رغم أننا أسلمنا منذ أربعة عشر قرنا مضت، إذن المقصود المعلن هو تلبيس الإسلام للعالم كله أخذا بيده إلى أنوارنا، بينما الحقيقة الكامنة والكاملة أنه لا أحد يلبسه سوانا!
إنه خطاب يقف ضمن أيديولوجيا متكاملة تقوم على إقناع المسلمين أنهم بحالهم هذا هم أعظم الناس في العالم كله، وأنهم قد فازوا بالشهادة العليا التي لا تصل إليها أي درجة جامعية في العالم الطاغوتي.
وعلى مستوى بلاد المسلمين بعضها مع بعض، تجد الشيخ السعودي يقول لشعبه إن الإخوان في مصر يخرجون في مظاهرات كي يصبحوا مثلكم، إذن أنتم الأميز والفائزون بالدنيا والآخرة، يعني أن السعودي في بداوته هو في نعمة لا يعرفها من يعيش في وادي النيل، سيقتنع السعودي حين ذلك أن بناة الأهرام لم يستطيعوا أن يصلوا إلى ما وصل إليه السعوديون، وحين يعتقد شعب أنه يمتلك الدنيا والآخرة، سواء أكان مصريا أم سعوديا فلن يرجى منه أي تطور أو تغيير ممكن، وبذلك الاطمئنان للتميز بالدين عن بقية الدنيا يضمن الشيخ - كمرجعية في كل شأن - استمرار وجوده سيدا على المسلمين.
ونموذجا للسادة هؤلاء يقول د. مصطفى حلمي: «دعا جارودي الغرب إلى الأخذ بالقيم الدينية والمبادئ الإسلامية والإيمان بالله الواحد وكتبه ورسله، بدلا من الإيمان بالصنمية والتي تتمثل في: التنمية، والتقدم، وتمجيد الأمة، وأصنام القوات المسلحة والقوة المسلحة والجيوش الجرارة، وغيرها من أصنام وطواطم» (الإسلام والمذاهب الفلسفية، الدعوة للنشر، 1985م، ص264-267).
مرة أخرى أكرر أن هذا الخطاب يجب أن يكون موجها لأهل الغرب إذا كان صلاح الإنسانية وانتشار الإسلام هما ما يشغل مشايخنا، أبسط الأمثلة يقول لنا إن الصنمية تتمثل في أشكال منها التنمية، بينما هو يعلم أنه ليس لدينا شيء اسمه تنمية أصلا، وما يقال عن تنمية في بلادنا هو نوع من الكوموفلاش، مثله مثل حرب 1967م التي نعاني آثارها المروعة حتى اليوم، دخلناها كوموفلاش! وإذا كان عندنا شيء اسمه تنمية، فلماذا لدينا أعلى نسبة أمية في العالم؟ ولماذا نحن أكثر الناس إيمانا بالخرافات؟ ولماذا تجد العفاريت يستحسنون ركوب المسلمين عن ركوب الحمير والبغال أو غيرهم في بلاد الدنيا؟ نحن لا نصنع شيئا، نحن نستورد ولا نبدع، لقد تغير المصطلح وأصبحوا يشيرون إلينا بالعالم المتخلف بعدما كانوا يقولون العالم الثالث؛ أي أننا انحدرنا درجة في تصنيف الأمم.
ثم تتمثل الصنمية كما يقول فضيلته في الفردية، ونحن كما يعلم مشايخنا لا نؤمن بفردية أي مواطن أكان مسلما أم غير مسلم، نحن نؤمن بالقبيلة وبالأمة وبالعنصرية والمذهبية والطائفية على أشكالها وألوانها كافة، فلدينا هذا نصراني وذاك مسلم، وهذا رافضي وذاك من النواصب، هذه مصطلحاتنا بعضنا مع بعض فعن أي فردية صنمية يتحدث مشايخنا؟ المصيبة أننا حتى عندما نمجد الأمة نمجدها قولا لا فعلا، ونتفكك إلى قبائل تخوض صراعا دمويا لأسباب تعود إلى أكثر من ألف عام إلى الوراء، ما بين عرب ويهود في فلسطين بحقوق تاريخية بين كل منهما، وما بين سنة وشيعة في العراق، وقبائل مسلمة إفريقية ومسلمة عربية في دارفور، كذلك الصومال، كذلك الجزائر، كذلك لبنان، كذلك مصر، كذلك أفغانستان، كذلك باكستان، كذلك الكشح، كذلك كنيسة الإسكندرية، كذلك مذبحة الأقصر، كذلك تفجيرات جدة والرياض، هذه هي ثقافتنا، القبيلة العنصرية الطائفية التي لا تعرف شيئا اسمه الفردية. (1) ماذا بقي لدينا من صنميات مرفوضة؟ صنمية القوة المسلحة!
فماذا يا مشايخنا عن الجهاد الإسلامي؟ وماذا عن قوله تعالى:
وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم (الأنفال: 60)، وماذا عن الطير الأبابيل التي انحازت لقبيلة قريش رغم وثنيتها ضد الجيش الحبشي زعم إيمانيته، وأبادت هذا الجيش، وماذا عن فتوح البلدان، وماذا عن
وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى (الأنفال: 17). أليس ذلك تمجيدا للقوة ومطالبة دينية برعاية القوة والتميز بالغلبة العسكرية.
مقصود مشايخنا الدكاترة المعلن هو تبليغ العالم المتقدم ما لدى العالم المتخلف من بدائل، وبذلك يصبح الإسلام دينا عالميا لتدخل فيه شعوب الدنيا أفواجا.
ناپیژندل شوی مخ