مسلمانانو ته د بت پرستۍ ته ورګرځیدل: د ښه کولو دمخه تشخیص
انتكاسة المسلمين إلى الوثنية: التشخيص قبل الإصلاح
ژانرونه
هذا شكل قبلي لشيخ في الحجاز، وشيخ آخر يقود الفتوحات دون أي أنشطة مدنية مما نفهمه من أنشطة الدولة، سواء في مجال العلم أو الزراعة أو الصناعة ، فكان المجتمع يعتمد كليا على ريع الحرب وما تجلبه من أموال وعبيد وسبايا وحاصلات زراعية، أو مواش أو منتجات صناعية لشعوب أخرى كالمنسوجات، بينما كان أبو بكر يملك ولا يحكم، فكان خازنا لمنتجات حروب خالد وهو كله ما لا يتفق مع معنى الدولة بالقطع وباليقين، بقدر ما يتفق مع المنظومة العربية التي قامت على الغزو منذ ظهرت على الأرض.
نقلب صفحات مأثورنا بحثا عن الدولة والحكومة لنقف عند مرحلة فاصلة، لقد سبق وتم اختيار أبي بكر خليفة، تأويلا لأمر الرسول له بإمامة المسلمين في الصلاة في مرضه الأخير، واليوم مرض أبو بكر بدوره مرضه الأخير فكيف سيتم نقل السلطة؟ ولمن؟ وليس في المقدس بطوله وعرضه ما يحدد طريقة تبادل السلطة. نقرأ عن أبي بكر في مرض الموت «أنه عقد الخلافة من بعده لعمر، ولما أراد ذلك دعا عبد الرحمن بن عوف فقال: أخبرني عن عمر بن الخطاب فقال: هو والله أفضل من رأيك فيه ولكن فيه غلظة. فقال أبو بكر: ذاك لأنه يراني رقيقا، ولو أفضى الأمر إليه لترك كثيرا مما هو عليه. ثم دعا عثمان بن عفان فقال: أخبرني عن عمر، فقال عثمان: أنت أخبرنا به، إن سريرته خير من علانيته، وأنه ليس فينا مثله، فقال أبو بكر: يرحمك الله، والله لو تركته ما عدوتك، ثم قال له: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم هذا عهد أبي بكر بن أبي قحافة في آخر عهده بالدنيا خارجا منها، وأول عهده بالآخرة داخلا فيها، حين يؤمن الكافر ويوقف الفاجر ويصدق الكاذب، إني استخلفت عليكم، ثم أغشي عليه فكتب عثمان: إني أستخلف عليكم عمر بن الخطاب، فلما أفاق أبو بكر قال: اقرأ علي فقرأ عليه، فكبر وقال أراك خفت أن يختلف الناس إن أفلتت نفسي في غشيتي. قال: نعم، قال: جزاك الله خيرا عن الإسلام وأهله، وأقرها أبو بكر، وأمره فخرج على الناس بالكتاب فبايعوه لمن فيه، وعلموا أنه عمر فدخل عليه قوم فقالوا: ما تقول لربك إذا سألك عن استخلافك عمر وأنت ترى غلظته، فقال، أجئتم تخوفوني، خاب من تزود من أمركم بظلم، أقول اللهم إني قد استخلفت عليهم خير أهلك.»
العجيب في هذا الشكل من المنطق، أن الموافق والمعترض يحتجان بما يرضي الرب وما لا يرضيه، أبو بكر يرى اختيار عمر يرضي الدين والله بدليل قوله لعثمان لما كتب عمر خليفة: «جزاك الله خيرا عن الإسلام وأهله.» والمعترضون من الصحابة يرون أن اختيار أبي بكر لعمر هو مأثمة في حق المسلمين ويعلمون أن الرب الخالق سوف يسأله عن ذلك. الملحوظة الأهم أن أبا بكر لم يلتفت إلى المعارضة وأصر على اختياره، مؤكدا لنفسه ولهم أنه اختار خير أهل الله ليخلفه في الحكم. المسألة هي رأي من يغلب وليس هناك أي معيار واضح للاختيار بين الموقفين.
ولما كثر اللغط أشرف أبو بكر على الناس وقال: أترضون بمن استخلفت عليكم؟ فإني ما استخلفت عليكم ذا قرابة وإني استخلفت عليكم عمر فاسمعوا له وأطيعوا، فإني والله ما ألوت من جهد الرأي، فقالوا سمعنا وأطعنا، ثم أحضر أبو بكر عمر فقال له: إني قد استخلفتك على أصحاب رسول الله. وأوصاه بتقوى الله.
هنا لا نجد شيئا واضحا خاصة ما تعلق بالناس، فمن هؤلاء الناس الذين أشرف عليهم أبو بكر؟ ومن الذين قالوا سمعنا ومن الذين قالوا أطعنا؟ وإذا كانت هذه طريقة جديدة في تبادل السلطة، فكيف سيتم هذا التبادل في حال حضور عمر الوفاة؟ الملحوظة الثانية أن أبا بكر يقول للناس: «قد استخلفت عليكم عمر.» ويقول لعمر لقد استخلفتك على أصحاب رسول الله، ولم يرد على لسانه ذكر لشيء اسمه دولة المسلمين، وهم يعلمون بالتأكيد بنظام الدولة باحتكاكهم التجاري بدول المحيط، فعمر لم يكن خليفة على دولة إسلامية لكنه خليفة رسول الله على أصحابه، ولم يوصه أبو بكر بحسن إدارة الحكم والدولة، إنما أوصاه بتقوى الله وهو ما يعني مراعاة العدالة في التقاضي بين الناس، وهي المهمة الأولى والأساسية لشيخ القبيلة، فكان الحاكم هو القاضي، ومعلوم أن عهدا طويلا مر بقبائل بني إسرائيل عاشوا النظام ذاته بشيخ القبيلة القاضي منذ خروجهم من مصر وعلى مدى 480 سنة، حتى قرروا التحول للنظام الملكي فكان أول ملوكهم شاول ثم داود وسليمان، بينما ظل مفهوم شيخ القبيلة القاضي البدوي هو النموذج حتى زمن الراشدين بالحجاز.
المهم أن أول عمل قام به الخليفة عمر عند توليه الرئاسة هو عزل خالد بن الوليد «وأول ما تكلم به عزل خالد وقال: لا يلي لي عملا أبدا، وكتب إلى أبي عبيدة إن أكذب خالد نفسه فهو الأمير على ما كان عليه، وإن لم يكذب نفسه فأنت الأمير على ما هو عليه، فانزع عمامته عن رأسه وقاسمه ماله. فذكر ذلك لخالد فاستشار أخته فاطمة فقالت: والله لا يحبك عمر أبدا، وما يريد إلا أن تكذب نفسك ثم ينزعك، فقبل رأسها وقال: صدقت، فأبى أن يكذب نفسه، فأمر أبو عبيدة، فنزع عمامة خالد وقاسمه ماله.»
لم يستطع المسلمون منع أبي بكر من تعيين عمر مع غلظته، بينما تمكن عمر نفسه من عزل غليظ فظ آخر كان هو السلطة التنفيذية الكاملة زمن أبي بكر، هو خالد بن الوليد. هذا إذن شأن قبائل لا شأن دولة لا رأي للناس والرأي لشيخ القبيلة، وقول فاطمة لأخيها خالد: «والله لا يحبك عمر أبدا.» إنما يعني سيادة القيم الذاتية القبلية المعبرة عن المزاج والعواطف، وغياب القيم الموضوعية وقوانين إدارة الدولة التي لا علاقة لها بحب أو كراهية أو مزاج، وذلك لعدم وجود دولة أساسا، ففي الدولة يخضع الجميع لدستور الدولة الذي يحميه القضاء بالقوانين، كمراقب يحدد الحقوق والواجبات للجميع حكاما ومحكومين، فاكتفى الراشدون في إدارة شئون الناس بعادات القبيلة باعتبار أن القائم هو اتحاد قبائل، وتأسيسا على أن نظام الحكم في هذا الاتحاد غير منبثق من الدين؛ لأن الدين واحد وما ينبثق عنه يظل واحدا، بينما تباينت سياسة الخلفاء من خليفة إلى آخر. وهل كان قرار عمر مقاسمة خالد أمواله استردادا لأموال نهبها خالد من البلاد المفتوحة وغلها لنفسه أم كان عقوبة لخالد؟ وهل لو كان خالد مرضيا عنه من عمر كما كان زمن أبي بكر هل كان سيتنازل بسهولة ويسر عن نصف ماله حتى لو غلولا؟ ولماذا لم يطلب أبو بكر هذا الغلول رغم علم الجميع؟ هي إذن قبيلة كبيرة يديرها مزاج كبرائها ولم تكن دولة قط.
عادة ما يطربنا مشايخنا بأسلوب عمر بن الخطاب في إدارة السلطة التي بيديه، فيحكي تاريخ أبي الفدا أحداث سنة ست عشر زمن خلافة عمر فيقول: «قدم جبلة بن الأيهم ودخل في زي حسن وبين يديه جنائب مقادة ولبس أصحابه الديباج. ثم خرج عمر إلى الحج هذه السنة فحج معه جبلة، وبينما جبلة طائفا إذ وطئ رجل من فزارة إزاره، فلطمه جبلة فهشم أنفه، فأقبل الفزاري إلى عمر وشكاه، فأحضره عمر وقال له: افتد نفسك وإلا أمرته أن يلطمك، فقال جبلة كيف ذلك وأنا ملك وهو سوقة؟ فقال عمر: إن الإسلام جمعكما وسوى بين الملك والسوقة في الحد، قال جبلة: كنت أظن أني بالإسلام أعز مني في الجاهلية، قال عمر: دع عنك هذا، قال جبلة: إذا أتنصر، قال عمر: إن تنصرت ضربت عنقك، قال أنظرني ليلتي هذه، فأنظره، فلما جاء الليل سار جبلة بخيله ورجاله إلى الشام، ثم صار إلى القسطنطينية وتبعه خمسمائة رجل من قومه فتنصروا عن آخرهم، وفرح هرقل بهم وأكرمهم.»
إن هذه الرواية المكررة هي إحدى وسائل الدعاية للدولة الإسلامية العادلة التي لا تفرق بين الملوك والسوقة، وأن العربي البدوي الذي يدخل في هذا الدين الجديد يستطيع أن يحصل على حقوقه كاملة، بما يحفظ عزته وكرامته بل ويرتفع بها لتطاول الملوك، كما توضح أيضا أن الخروج على الإسلام بعد دخوله يقابل بالقتل، حتى لو كان هذا المرتد من الملوك فأي عزة وأي كرامة وأي عدالة؟!
مثل هذا الحكي الإعلاني يعتمد الترغيب والترهيب ولا علاقة له بالاقتناع بالدين من عدمه، ودخول الإسلام والخروج منه لا يعتمد على الفكر والتفكير والحوار والجدل بالتي هي أحسن، والبحث عن فضائل الإسلام مقارنة بغيره من أديان، هي المصالح فقط وتحقيق الرغائب سبب الدخول أو الخروج ، ليس عن قناعة وإيمان من عدمه فلو كان جبلة بن الأيهم قد دخل الإسلام عن قناعة ومعرفة بمبادئه، ما كان ليخرج نتيجة لطارئ كهذا، الأخطر أنه عندما ارتد ارتد معه خمسمائة من أتباعه، وهو ما يؤكد مرة أخرى أن دخول الإسلام لم يكن عن قناعة؛ لذلك يسر عليهم تركه وتمسك جبلة ورجاله بكرامتهم دون تمسكهم بدينهم، ولا شك أن التساؤل الساذج البسيط: أين كانت الدولة هنا؟ وكيف يخرج رجل برجاله إلى بلاد العدو طوال هذه المسافة الهائلة؟ وأين كان جيش الدولة ومخابراتها وأمنها لمنع ذلك؟
ناپیژندل شوی مخ