مسلمانانو ته د بت پرستۍ ته ورګرځیدل: د ښه کولو دمخه تشخیص
انتكاسة المسلمين إلى الوثنية: التشخيص قبل الإصلاح
ژانرونه
وبأسلوب اللمحة السريعة، يشرح كيف كانت كتاباتي بالنسبة إليه وكيف كان شغفه بها وكيف تعلم منها زمنا طويلا، لكنه اكتشف فجأة أن انتشار كتابات القمني في الساحة العربية هو لأن الساحة خالية، انتشارها لخلو الساحة في صدفة تاريخية بحتة، يصوغها في قالب روائي شعري بقوله: «لهذا صدقت كل شيء، تيمنا بما قاله مجنون بني عامر:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى
فصادف قلبا خاليا فتمكنا
في ذلك الوقت بدا لي القمني يتصدى بمفرده لشخصيات كارزمية أزهرية مدججة باللغة والموروث، بدا لي إنسانا كبيرا بدفاعه عن حق الأقباط بالمواطنة والمساواة.»
إن القول بخلو الساحة فيه ظلم عظيم لآخرين مثلي كثر، لعل أخصهم عاطفة وذكرا بالنسبة إلي المرحوم الدكتور فرج فودة، فإن قصد زميلي بكلامه أن يطربني وأن يداعب هواي تخفيفا مما سيقول بعده؛ فإنه يظلم به زملاء وأساتذة كبارا. هذا مع ما يلحق قوله من استفسار عما حدث لمجنون بني عامر فلم يعد يرى القمني كبيرا؟ ترى هل خان القمني قضيته وخضع للإرهاب من جانب أو الابتزاز والإغواء المادي من جانب آخر فباع نفسه لمن يدفع أكثر؟ هل تراه كتب أو حتى سلك بما هو ضد ما يكتبه وينادي به في المعتاد؟ ما الذي يجعل المتتلمذ يتطاول على المعلم سوى سبب يتعلق بالقيم خاصة الأخلاقية منها والحقوقية؟ فإذا لم تكن تلك هي الأسباب فلا بد أن لدى الأستاذ قريط مخبوءات أخرى نفسية لا نعلمها، ولا نطالبه بالإفصاح عنها، ولكن أن يشيخ أحدنا ولا يعود يطرب بعضنا فيقوم هذا البعض بصب السخائم عليه لإقصائه عن عالمهم، رغم أن المولد لسه في أوله لم ينفض بعد. فتلك والله لرابعة الأثافي.
المشكلة في صدق مبادئ بعضنا، فبدلا من أن نكرم كبيرنا الذي شاخ ونهمس في أذنه: «لقد كبرت يا أبتاه فاسترح»، لأفهم أنه آن أوان اعتزالي مكرما منكم، ولأنكم خير معتمد في حسن تشييع جنازتي يوم رحيلي لترطبوا قلوب عيالي، لا أن ترموني بأحجار آثامكم، وأنا ما زلت كاتبا قادرا مقاتلا عنيدا في أقصى قمة نضجه وتمكنه.
أما كيف شفي قلب أخي قريط الخالي ممن تمكنا ليعود بلقعا هانئ البال بدون مؤرقات القمني ومزعجاته، وما يكشفه من عار وعوار يطل من نافذة تاريخنا علينا وعلى العالم طوال الوقت، كيف جاز للقمني أن يحدثنا عن مجازر سفاح تاريخي خالد الذكر مثل خالد بن الوليد في موقعة أليس، أو مجزرة يحيى العباسي في مدينة طميسة، إنه التاريخ الجارح والعار، الأستاذ قريط يطلب مني أن أنافح عن هذا التراث أكثر من منافحة أهله عنه، إن أهله هم من قالوا وهم من دونوا وهم من اتفقوا على هذه الوقائع على اختلاف فرقهم ومذاهبهم وكتاباتهم المرجعية، ويريد مني الأستاذ قريط أن يكون رأيي في خالد أو عمرو أو أي من الفاتحين أو أي من الصحابة أفضل وأحسن من رأي بعضهم في بعض، ومن رأي أنفسهم في أنفسهم بأقلام أهلهم وأتباع ملتهم.
لا يشغلني يا أستاذ قريط كم ذبح خالد أسبعين ألفا أم سبعة أنفار، المهم أني لم أتدخل في التاريخ الإسلامي وهو يروي مفاخره، وليس عندي وسيلة تدقيق لتحديد رقمي سليم لمن ذبحهم خالد، المهم أنه ذبح واحتل وأزال حضارات وقضى على لغات وسبى واستعبد وسلب ونهب وأخذ خراجا وجزية هو وصحبه جمعيا بطول زمن الخلافة المقبورة، وأنا لا آتي بما أكتب من تاريخ أمريكا اللاتينية ولا بما هو مخفي وراء بحر الظلمات؛ فالمكتبة الإسلامية في متناول الجميع وأحداث تاريخها مع البلاد المفتوحة هو تاريخ أسود قاتم حالك الظلمة لا يمكن تجميله مهما حاولنا الترفيع فهو أقبح من أي محاولة ترميم، إن موقفنا مع تاريخنا كي يكون موقفا محترما وكريما وإنسانيا رفيعا، أن نعترف بما حدث، وأن يعتذر أولو أمر المسلمين في بلاد الحجاز وكبار رجال الدين والمنظمات الإسلامية العالمية اعتذارا لائقا نقدمه لأنفسنا وللعالم ولأبناء الملل والنحل والأعراق الباقين في بلادنا، حتى نتصالح مع أنفسنا وأن نشف صدقا فنشف مواطنة وحبا لوطننا ولبعضنا بعضا، وأن نرفع المواد الدينية بالدستور، ونعقد عقدنا الاجتماعي أكان مصريا أم عربيا (يا ليت) على الوضوح والمكاشفة والتصالح ونسيان الماضي البغيض والبدء من جديد ليأخذ المواطن الفرد في بلادنا حقه من الكرامة الإنسانية كبقية بني آدم في البلاد المحترمة.
نعم يا أخي العزيز نادر أعراقيا كنت أم سوريا، لا أعرف، إن أول ما يجب أن يشغلني هو مصر وطني بعد أن غاب مفهوم المواطنة ولم يبق سوى الطائفة والمذهب والدين، وعليك أيضا أن تبدأ بوطنك الذي مهما عرفته أنا فلن أعرفه مثلك، فإن لم ينشغل كل منا بالشأن العام بوطنه أولا في ظرفنا الحالي لأنه لأدرى بشعابه، فإن البديل سيكون تبديدا للطاقات ولن نصل إلى أبعد مما تصل إليه القمم العربية؛ لأن الثقافة في كلا الحالتين هي هي، فيكون الحاصل هو مجموعة أصفار نتيجتها صفر عظيم كبير. ولا يعنى هذا ألا ينشغل سيد القمني المصري بما يحدث في الساحة العراقية وأن يقدم ما يمكنه، والعبد الفقير إلى الله سيد القمني قد شارك في كل هذا، ولسوء حظ زميلي وهو يفتري علي الباطل بظلم شديد. إن معظم أعمالي وبالصدفة البحتة هي أنشودة وسيمفونية عشق في دول شرقي المتوسط وبالذات العراق؛ فهي ترنيمة هوى وعشق وحب في العراق الآن والماضي، عراق المعنى والإنسان. وهو ما سيجده زميلي في كتابي الإسرائيليات وفي كتابي الأسطورة والتراث وفي كتابي قصة الخلق وفي كتابي النبي إبراهيم وغيره. تعالوا أهلي العلمانيين نقرأ معا الإهداء الذي صدرت به كتابي الأبرز «الأسطورة والتراث»، في الطبعتين الأولى والثانية الصادرتين عن دار سينا، وصودف صدوره بعد ضرب الطيران الأمريكي لملجأ العامرية في العراق إبان حكم الطاغية.
يقول الإهداء: «إلى كل امرأة كانت ترضع ابن العهد الآتي، وتقدمت بجسدها قربانا في أقبية ملجأ العامرية، لتمد شمسنا الغاربة الباردة ببعض الدفء. وإلى كل رضيع تناثرت أشلاؤه على وجه الزمان، فذهب يفصد دمه فوق مغربنا القاتم المقبض كي يمنحه غسقا، وإلى التاريخ يلملم هيبته هلعا مما خضب لحيته، ليدون ملحمة الملاحم وأسطورة الأساطير، عن الشعب الذي عاش في بغداد، وناس بابل الذين لم يخلق مثلهم في البلاد.»
ناپیژندل شوی مخ