Intercession in the Prophetic Traditions
الشفاعة في الحديث النبوي
خپرندوی
دار الكتب العلمية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
د خپرونکي ځای
بيروت - لبنان
ژانرونه
ثم تعقبه ابن حجر فقال: «وأما قوله"لم يفتح له" فكأن مراده لم يفتح له فتحًا تامًا أو لم يفتح له في أول الامر هذا نسبة إلى الغالب وإلا فالحق انهم في مشيئة الله تعالى» (١).
واما توجيه الامام العيني لقول وهب بن منبه فهو:- «قلت: قد ذكرنا أحاديث فيما مضى تدل على أن قائل لا اله إلا الله يدخل الجنة وليست مقيدة بشيء غاية ما في الباب جاء في حديث آخر أن هذه الكلمة مفتاح الجنة والظاهر أن قيد المفتاح بالأسنان مدرج في الحديث، وذكر المفتاح ليس على الحقيقة وإنما هو كناية عن التمكن من الدخول عند هذا القول وليس المراد منه المفتاح الحقيقي، الذي له اسنان ولا يفتح إلا بها، وإذا قلنا المراد بالاسنان الطاعات يلزم من ذلك أن من قال لا اله إلا الله واستمر على ذلك إلى ان مات ولم يعمل بطاعة أنه لا يدخل الجنة وهو مذهب الرافضة والإباحية وأكثر الخوارج فإنهم يقولون أن أصحاب الكبائر والمذنبين من المؤمنين يخلدون في النار بذنوبهم والقرآن ناطق بتكذيبهم قال الله تعالى"ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء (٢) ". وحديث الباب أيضًا يكذبهم وفي صحيح مسلم من حديث عثمان مرفوعًا:"من مات وهو يعلم ان لا اله إلا الله دخل الجنة (٣» (٤).
ويتبين لي أن لكلمة التوحيد شفاعة ولكنها مقيدة بشرطين هما:-
اولًا: الإقرار بهما:
وهو أما بالتلفظ أو النطق بهما، أو بالتصديق القلبي فقط. وكلا الامرين مقبول وداخل تحت "من قال لا اله إلا الله ... ". اما حديث «من مات وهو يعلم انه لا اله إلا الله دخل الجنة». فيقول الإمام النووي: «وقد يحتج به أيضًا من يرى ان مجرد معرفة القلب نافعة دون النطق بالشهادتين لاقتصاره على العلم ومذهب اهل السنة ان المعرفة مرتبطة بالشهادتين، لا تنفع احداهما ولا تنجي من النار دون الاخرى. إلا لمن لم يقدر على الشهادتين لآفة بلسانه أو لم تمهله المدة ليقولها بل اخترمته المنية، ولا حجة لمخالف الجماعة بهذا اللفظ اذ قد ورد مفسرًا في الحديث الآخر من قال لا اله إلا الله ومن شهد ان لا اله إلا الله واني رسول الله، وقد جاء هذا الحديث وامثاله كثيرة في الفاظها اختلاف
(١) فتح الباري، سبق.
(٢) النساء/٤٨.
(٣) اخرجه مسلم، الإيمان (٤٣).
(٤) عمدة القاري ٨/ ٣.
1 / 117