فإذا أضفنا هذا الحد مثلًا، إلى العلاقة السابقة يكون لدينا قيمة فكرية جديدة هي:
ف = كـ + ت
فنشعر أننا زدنا في قيمة (ف) الأصلية، ولكن ليس الأمر كذلك بصورة طبيعية، كما هو شأن القيمة العددية، فالحد (ت) يمكن أن ينقص من قيمة الفكرة على الرغم من أنه إيجابي، أما لو كان سلبيًا فمن باب أحرى؛ ويمكن أن نفهم هذا أو نلخص هذا في صورة فقهية: إن الفقهاء يحددون، في شروط الوضوء، ما يجب أن يكون عليه الماء لصلاحيته للوضوء، فهم بذلك كأنهم يحددون قيمة مفهوم معين (م) أو الماء الطهور بصلاحيته (ص) للوضوء.
فيمكن إذن أن نشير إلى قيمة هذا المفهوم الفقهي هكذا:
م = ص
ولكن نعلم من مشايخ الفقه أن كل دنس (د) يحدث في الماء يجعله غير صالح للوضوء، أي أن قيمة (م) نقصت بإضافة حد سلبي، وهذه حقيقة بديهية يدركها عقل الفقيه وغير الفقيه.
ولكن نعلم من مشايخ الفقه أيضًا، أننا لو أضفنا شيئًا من العطر أو الطيب، أي لو أضفنا حدًا إيجابيًا فإن الماء يفقد أيضًا صلاحيته للوضوء، أو يفقد قيمته بوصفه مفهومًا فقهيًا.
فإذا كانت هذه الاعتبارات صحيحة بالنسبة إلى مفهوم من مفاهيم الفقه، هو الماء الطهور، فإن صحتها أعم بالنسبة للمفاهيم العامة.
وعليه يجب أن نراعي في الصراع الفكري كل ما يتصل بكيان الأفكار